تقع بلدة الروضة (البطرونة سابقاً) نحو 45 كم، شمال غربي دمشق، وترتفع 1250م عن سطح البحر، على سفح جبل يطل على سهل الزبداني، يسمى جبل الروضة الغربي، وهو يشكل امتداداً لجبل الحرمون، الواقع جنوبه، ويصل ارتفاعه إلى 1700م، ويتميز سفحه الشرقي المطل على سهل الزبداني بالانحدار الشديد، بينما
يتدرج السفح الغربي في بعض الأماكن، وينحدر بشدة في أماكن أخرى باتجاه السهل الذي تقع فيه قرى يبوس، وجديدة يبوس، وكفير يبوس، وممر وادي القرن، الذي يمر فيه الطريق الدولي دمشق بيروت، في حين تشرف تلك القمة غرباً على جبال لبنان الغربية وفيها كتلة صنين.
يتدرج السفح الغربي في بعض الأماكن، وينحدر بشدة في أماكن أخرى باتجاه السهل الذي تقع فيه قرى يبوس، وجديدة يبوس، وكفير يبوس، وممر وادي القرن، الذي يمر فيه الطريق الدولي دمشق بيروت، في حين تشرف تلك القمة غرباً على جبال لبنان الغربية وفيها كتلة صنين.
تنتشر في البلدة ومحيطها الكثير من المعالم الأثرية التي تشير إلى أهميتها التاريخية، لاسيما، خلال العصر الروماني. وقد ذكرت المراجع وجود عدد من المواقع الأثرية في البلدة ومحيطها، وهذا ما فعله وصفي زكريا في كتابه "الريف السوري"، الذي وصف البلدة وعيون الماء فيها، ومنها: عين الجوزة، وعين الغزال، وعين النور، وعين الفوار، كما ذكر خرائبها، ومنها الخربة التي تقع جنوبي القرية، بينها وبين جبل سخوفة، والخربة التي تقع جنوبي عين الغزال، ثم الخربة التي تقع شمالي القرية وتدعى قلعة الديوان، وهي في لحف الجبل الفاصل بينها وبين قرية يبوس، وقيل أن مقبرة قديمة توجد قرب نبع الحجل، وفي رأس وادي الكنيسة آثار كنيسة كبيرة، إضافة إلى قصر النمرود.
وقد قامت بعثة المسح الأثري في دائرة آثار ريف دمشق بزيارة البلدة وتعرفت على الكثير من المواقع الأثرية فيها وأهمها:
ـ قصر النمرود:
يقع على قمة جبل الروضة الغربي، في منطقة وعرة وصخرية، يتضمن الموقع بقايا تجمع ديني ضخم، فيه الكثير من الأبنية المنحوتة في الجرف الصخري والمبنية بالحجارة الكلسية، ومن أهمها البناء المتوضع في الجهة الجنوبية من الموقع،
وهو يقسم إلى قسمين: داخلي تم نحته ضمن الصخر، وهو يتضمن قاعة أبعادها 3×3.5×4 م لها مدخل عريض يتجه نحو الشرق، يعلوه قوس، تصل إطلالته حتى جبل قاسيون في دمشق، يتقدم المدخل بهو منحوت أيضاً، أبعاده 2.5×5 م، أما القسم الخارجي، وهو امتداد للقسم الداخلي المنحوت، فيبدأ من أمام البهو ويتألف من جدارين طولهما نحو3م بُنيا من الحجارة الكلسية الضخمة والمشذبة جيداً، وعند نهايتهما الخارجية يوجد بقايا عمودين نصف أسطوانيين يرتكزان على قاعدتين جميلتين، ويبدو أنهما وضعتا لغاية تزيينينة أكثر منها حاجة معمارية.
كما بقي جزء من سقف هذا القسم من البناء، وهو اسطوني الشكل يصل ارتفاعه حتى 5م، وتدل آثار النحت الموجودة على الجدار الصخري فوقه، على وجود سقف آخر مستوي الشكل، كان يعلو هذا السقف الأسطواني، وربما كان سابقاً له قبل إزالته والإستعاضة عنه بالسقف الجديد.
تتقدم المبنى باحة مفتوحة مربعة الشكل يحيط بها سور، ما تزال بقاياه واضحة، يصل طول ضلعه إلى 35م، في السور بعض الحجارة التي كانت تشكل جزءاً من أبنية المعبد وأعيد استخدامها في مرحلة لاحقة. بنيت غرفتان متواجهتان في الزاويتين الجنوبية الغربية والشمالية الغربية من الباحة. كما توجد إلى الغرب من الباحة غرفة منحوتة في الصخر يتجه مدخلها غرباً.
تتقدم المبنى باحة مفتوحة مربعة الشكل يحيط بها سور، ما تزال بقاياه واضحة، يصل طول ضلعه إلى 35م، في السور بعض الحجارة التي كانت تشكل جزءاً من أبنية المعبد وأعيد استخدامها في مرحلة لاحقة. بنيت غرفتان متواجهتان في الزاويتين الجنوبية الغربية والشمالية الغربية من الباحة. كما توجد إلى الغرب من الباحة غرفة منحوتة في الصخر يتجه مدخلها غرباً.
قرب الزاوية الشمالية الشرقية هناك ممر يؤدي إلى جرف صخري مرتفع (نحو 20 م)، نحتت في جزئه الجنوبي قاعة صغيرة مفتوحة نحو الشرق، أما في الجزء الشمالي، فقد نحت معبد، يشبه معابد عين منين، مؤلف من قاعة الحرم طولها 6 م وعرضها 5.5 م، وارتفاعها نحو 5م، ولها أرضية فيها قسم منخفض عند المدخل، ومصطبة أو قسم مرتفع في الجهة الداخلية، يصل بين القسمين درج عريض مؤلف من ثلاث درجات، وفي منتصف الواجهة الداخلية للقاعة هناك محراب، يوجد على يمينه ويساره كوتان مربعتان صغيرتان.
يعلو مدخل المعبد من الخارج، وإلى اليمين قليلاً، نحت لطائر النسر، وهو رمز الإله جوبيتر ورمز الدولة الرومانية، مما يدل على أن المعبد كان مكرساً لهذا الإله. كما توجد قاعة أخرى صغيرة منحوتة في هذا الجرف الصخري وتتوضع إلى الشمال من البناء السابق، قد تكون معبداً آخر حسب التجهيزات الموجودة فيها ومنها المحراب والكوتان المجاورتان له.
كما توجد آثار نحت فوق مدخل القاعة من الجهة الخارجية تدل على وجود سقف لبناء مكمل للقاعة تعرض للهدم. وتوجد في المكان بقايا الكثير من الأبنية المنحوتة والمتهدمة، أما تاريخ هذا المجمع الديني فيعتقد أنه يعود إلى القرن الثاني للميلاد، لكنه بقي مشغولاً خلال العصر البيزنطي وأعيد استخدامه خلال العصور الإسلامية وخاصة الفترتين الأيوبية والمملوكية، كما يظهر ذلك من الفخار المنتشر على أرض الموقع ومحيطه.
ـ قلعة البركة:
تقع إلى الجنوب الغربي من البلدة على بعد نحو 1 كم، على ارتفاع 1350م عن سطح البحر، وهي عبارة عن هضبة صخرية طبيعية جميلة التشكيل، أما اسم قلعة فهي تسمية اعتاد سكان المناطق الجبلية في ريف دمشق إطلاقها على كل جرف صخري مرتفع، حتى وإن كان طبيعياً ولا وجود لأي أثر فيه، ومن ذلك قلعة الجبيلية جنوب الروضة حوالي 3 كم، على ارتفاع 1342م، وقلعة عباس شمال الروضة حوالي 4 كم، على ارتفاع1237 م، وقلعة وادي عسكر وتقع على بعد 1كم من البلدة باتجاه الشمال الغربي، على ارتفاع 1300م، وهي جميعها مجرد هضاب صخرية لا يوجد فيه أي حصن أو بناء.
ـ قلعة البركة:
تقع إلى الجنوب الغربي من البلدة على بعد نحو 1 كم، على ارتفاع 1350م عن سطح البحر، وهي عبارة عن هضبة صخرية طبيعية جميلة التشكيل، أما اسم قلعة فهي تسمية اعتاد سكان المناطق الجبلية في ريف دمشق إطلاقها على كل جرف صخري مرتفع، حتى وإن كان طبيعياً ولا وجود لأي أثر فيه، ومن ذلك قلعة الجبيلية جنوب الروضة حوالي 3 كم، على ارتفاع 1342م، وقلعة عباس شمال الروضة حوالي 4 كم، على ارتفاع1237 م، وقلعة وادي عسكر وتقع على بعد 1كم من البلدة باتجاه الشمال الغربي، على ارتفاع 1300م، وهي جميعها مجرد هضاب صخرية لا يوجد فيه أي حصن أو بناء.
لكن هضبة البركة تتميز باحتوائها على بقايا تجمع سكني صغير تظهر منه بعض أساسات الجدران والكسر الفخارية، وأجزاء من رحى الطحن الحجرية، كما توجد بجواره من جهة الشمال مجموعة من المعالم الأثرية منها:
1 ـ ثلاث مدافن منحوتة في الصخر تعود للعصر الروماني.
2 ـ كوة منحوتة ضمن جرف صخري في أعلى الهضبة، من المعتقد أنها كانت مخصصة لوضع تمثال أحد الآلهة، ارتفاعها نحو 190 سم وعرضها 50 سم وعمقها 40 سم، مفتوحة للشرق، وهي تشرف على فسحة أمامها فيها بقايا بعض الجدران الحجرية التي تعرضت للتخريب الشديد، مما يشير إلى أنها كانت تضم بناء يعتقد أنه أحد المعابد الجبلية.
3 ـ كوة محفورة في الصخر مفتوحة للشرق، وارتفاعها حوالي 55 سم وعرضها حوالي 40 سم وفي داخلها كوة أخرى أصغر حجماً، من المعتقد أيضاً أنها دليل على وجود معبد جبلي آخر في الموقع.
1 ـ ثلاث مدافن منحوتة في الصخر تعود للعصر الروماني.
2 ـ كوة منحوتة ضمن جرف صخري في أعلى الهضبة، من المعتقد أنها كانت مخصصة لوضع تمثال أحد الآلهة، ارتفاعها نحو 190 سم وعرضها 50 سم وعمقها 40 سم، مفتوحة للشرق، وهي تشرف على فسحة أمامها فيها بقايا بعض الجدران الحجرية التي تعرضت للتخريب الشديد، مما يشير إلى أنها كانت تضم بناء يعتقد أنه أحد المعابد الجبلية.
3 ـ كوة محفورة في الصخر مفتوحة للشرق، وارتفاعها حوالي 55 سم وعرضها حوالي 40 سم وفي داخلها كوة أخرى أصغر حجماً، من المعتقد أيضاً أنها دليل على وجود معبد جبلي آخر في الموقع.
ـ قلعة الفرن:
تبعد نحو 400م عن قلعة البركة من جهة الشرق، وهي هضبة صخرية مشابهة للسابقة، ارتفاعها حوالي 1400 م.فيها فج صخري صغير أغلق بابه بحجارة كبيرة نسبياً، ووضعت بعض البلاطات فوقه لتشكل سقفاً، يؤدي المدخل إلى مدفن جماعي (ناووس) منحوت في الصخر، سقفه أسطواني الشكل، ويتضمن قبرين.
تبعد نحو 400م عن قلعة البركة من جهة الشرق، وهي هضبة صخرية مشابهة للسابقة، ارتفاعها حوالي 1400 م.فيها فج صخري صغير أغلق بابه بحجارة كبيرة نسبياً، ووضعت بعض البلاطات فوقه لتشكل سقفاً، يؤدي المدخل إلى مدفن جماعي (ناووس) منحوت في الصخر، سقفه أسطواني الشكل، ويتضمن قبرين.
ـ عين الحجل:
تقع جنوب قرية الروضة حوالي 2 كم وإلى الغرب من قلعة البركة حوالي 1 كم، ويقال أن هذه العين كانت تزود المنطقة الأثرية الموجودة في قلعة البركة بالمياه عبر أنبوب فخاري ينطلق منها إلى الشرق،
تقع جنوب قرية الروضة حوالي 2 كم وإلى الغرب من قلعة البركة حوالي 1 كم، ويقال أن هذه العين كانت تزود المنطقة الأثرية الموجودة في قلعة البركة بالمياه عبر أنبوب فخاري ينطلق منها إلى الشرق،
وقبل الوصول إلى قلعة البركة تصبح القناة مبنية بالحجارة، ويذكر أهالي البلدة أنهم كانوا يجدون بقايا حجارة وأنابيب هذه القناة أثناء العمل في الأراضي الزراعية الممتدة ما بين البركة والعين.
على الجرف الصخري الواقع شمال العين بمسافة تقارب 50 م، نحت مدفن (ناووس) مدخله مستطيل الشكل 80 × 90 سم، أبعاده نحو 2.5 × 2.5 م، وارتفاعه 140 سم، يحتوي على ثلاثة قبور، واحد في الجنوب وواحد في الغرب وثالث في الشرق وبينهما فسحة صغيرة، توجد درجة بين مدخل المدفن وهذه الفسحة، ودرجة أخرى بين الفسحة والقبر الجنوبي، ويعود تاريخه إلى العصر الروماني.
على الجرف الصخري الواقع شمال العين بمسافة تقارب 50 م، نحت مدفن (ناووس) مدخله مستطيل الشكل 80 × 90 سم، أبعاده نحو 2.5 × 2.5 م، وارتفاعه 140 سم، يحتوي على ثلاثة قبور، واحد في الجنوب وواحد في الغرب وثالث في الشرق وبينهما فسحة صغيرة، توجد درجة بين مدخل المدفن وهذه الفسحة، ودرجة أخرى بين الفسحة والقبر الجنوبي، ويعود تاريخه إلى العصر الروماني.
ـ قلعة النبي جرّاح:
هضبة صخرية يبلغ ارتفاعها 1183 م، تبعد نحو 3.5كم عن بلدة الروضة باتجاه الشمال الشرقي، وتطل من الجهة الشمالية الشرقية على نبع بردى،
هضبة صخرية يبلغ ارتفاعها 1183 م، تبعد نحو 3.5كم عن بلدة الروضة باتجاه الشمال الشرقي، وتطل من الجهة الشمالية الشرقية على نبع بردى،
يوجد في واجهتها الشمالية مدفن جماعي (ناووس) أبعاده 2.5 × 2.5 م، يحتوي على قبرين، ومهدت جهته الشرقية لحفر قبر ثالث لكنه لم يكتمل. مدخل المدفن في جهته الغربية، يبلغ عرضه نحو 250 سم، وارتفاعه 175 سم، ينتهي من الأعلى بقوس.
على نفس الجرف الصخري وإلى الشرق بمسافة 70 متراً توجد آثار بناء كان قائماً في المكان وقد يكون معبداً أيضاً، ومن بقاياه تجويف في الصخر ارتفاعه حوالي 10 م وعرضه 5 م وعمقه حوالي 1 ـ 2 م، شكله غير نظامي يوجد على جانبيه كوى محفورة في الصخر مربعة الشكل (ثلاثة في الغرب واثنتان في الشرق) قد تكون أماكن لوضع سقائل خشبية لسقف البناء، وتوجد أمام التجويف بقايا جدران وحجارة.
إلى الشرق من هذا البناء بنحو50 م، يوجد جرف صخري، نحتت قاعة كبيرة في نهايته الجنوبية، وقد بقي منها الجداران الشمالي وطوله حوالي 7 م والغربي طوله حوالي 9 م، ومن الواضح أنه كان لهذه القاعة امتداد مبني من الحجارة.
وإلى الجنوب الشرقي بمسافة 10 م توجد واجهة صخرية فيها كوة صغيرة 40 × 40 سم، وهناك جدران منحوتة وبقايا جدران مبنية لها قياسات مختلفة. وبناء على ذلك يمكن الاستنتاج أن هذا الموقع هو عبارة عن بناء ديني يعود تاريخه إلى العصر الروماني، كان يضم المعبد والمدافن وبعض الغرف السكنية للقائمين على تخديم المكان وزواره. وتنتشر في المكان بقايا فخارية كثيرة، يعود أكثرها إلى العصرين الروماني والبيزنطي، والقليل منها إلى العصر الإسلامي.
المصدر :
دائرة آثار ريف دمشق
تعليقات
إرسال تعليق