وفي سنة (503هـ) الموافق (1110م)، ذكر جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي في كتابه (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة): أنّ فخر الملك أبو علي بن عمار كان حاكما في طرابلس الشام وجبلة وحارب الفرنجة المحاصرين له، ولما تغلبوا عليه واستولوا على طرابلس وجبلة
، لجأ إلى الأتابك ظهير الدين طغتكين سلطان دمشق من قبل السلجوقيين، فأكرمه وواساه وأقطعه الزبداني وأعمالها، فقال: ((ثم إن الفرنج لما علموا بحال أهل طرابلس وتحققوا أمرهم حملوا حملة رجل واحد في يوم الاثنين حادي عشر ذي الحجة وهجموا على طرابلس فأخذوها ونهبوها وأسروا رجالها وسبوا نساءهم وأخذوا أموالها وذخائرها وكان فيها ما لا يحصى ولا يحصر واقتسموها بينهم. وطمعوا في الغنائم فساروا إلى جبلة وبها فخر الملك بن عمار الذي كان صاحب طرابلس وقاضيها وتسلموها منه بالأمان في ثاني عشر ذي الحجة في يوم واحد وخرج منها ابن عمار سالما. ثم وصل بعد ذلك الأسطول المصري بالعساكر فوجدوا البلاد قد أخذت فعادوا كما هم إلى مصر. وسار ابن عمار إلى شيزر فأكرمه صاحبها سلطان بن علي بن منقذ واحترمه وعرض عليه المقام عنده فأبى وتوجه إلى الأمير طغتكين صاحب دمشق فأكرمه طغتكين وأنزله وأقطعه الزبداني وأعماله. ثم وقع بين بغدوين صاحب القدس وبين طغتكين المذكور أمور حتى وقر الاتفاق بينهما على أن يكون السواد وجبل عوف مثلثة الثلث للفرنج والباقي للمسلمين. ثم انقضى ذلك في سنة خمس وخمسمائة)).
كما ذكر ذلك أبو يعلى ابن القلانسي في كتابه (تاريخ دمشق) حيث قال: ((وكان فخر الملك بن عمار لما ملك الإفرنج جبيل خرج منها وتوجه إلى شيزر، فأكرمه صاحبها سلطان بن علي بن المقلد بن منقذ الكناني واحترمه وجماعته وعرض عليه المقام عنده فلم يفعل، وتوجه إلى دمشق عائدا إلى ظهير الدين أتابك فأكرمه وأنزله في دار، وأقطعه الزبداني وأعمالها في المحرم سنة ثلاث وخمسمائة للهجرة)). وذكر ذلك أيضا الإمام الذهبي في كتابه (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام). وقال الصفدي في كتابه (الوافي في الوفيات): ((جلال الملك صاحب طرابلس: علي بن محمد بن عمار، أبو الحسن، جلال الملك، صاحب طرابلس. لما كان في سنة اثنتين وخمس مائة، اجتمع ملوك الفرنج في ستين مركباً مشحونة بالمقاتلة، وفيهم: رَيْمُنْد، وطَنْكري صاحب أنطاكية، وبَغْدَوين صاحب القدس، وضايقوا طرابلس من أول شعبان إلى حادي عشر ذي الحجة. وكان الأسطول من مصر، كلما قصدوا طرابلس للنجدة ردَّتها الريح، فهجموا على طرابلس وملوكها، وقتلوا الرجال، وسبوا الحريم والأطفال. وهرب ابن عمار سالماً إلى شَيْزَرَ، فأكرمه صاحبها سلطان بن علي بن مُنقذ، وعرض عليه المُقام، فأبى، وجاء إلى دمشق، فأكرمه طُغْتِكين، وأنزله في دار، وأقطعه الزبداني وأعمالها)). وذكر هذه الحادثة أيضا الملك المؤيد أبو الفداء في تاريخه (المختصر في تاريخ البشر). كما ذكر هذه الحادثة ابن خلدون في تاريخه. وكتب محمد كرد علي في كتابه (خطط الشام، الجزء الأول) عن ابن عمار وهذه الحادثة فقال: ((وجاء ابن عمار إلى دمشق فأقطعه صاحبها الزبداني وأعمالها (503)، وكان لابن عمار البلاء الحسن بل الأحسن في دفع عادية الصليبيين عن بلده، ولم يترك بابا من أبواب الخلاص ليصدهم عن طرابلس إلا طرقه، حتى دفعهم بعقله وحسن إرادته عن تملكها عشر سنين، وكان في طريق رجعتهم كالحسكة في الحلق، وفي كعاملة ملوك الأطراف نموذج الدهاء السياسي، وهو على صغر جرم مملكته يطاول ويحاول وينازل ويصاول ويلين ويقسو، وكما قيل: إن مع الكثرة تخاذلا ومع القلة تماسكا)). قلت: حادثة فخر الملك ابن عمار من الحوادث المثبتة عند المؤرخين وقد راجعتها عندهم فيما كتبوه، ولكن لاحظت عندهم اختلافا في التأريخ لها، فذكر بعضهم أنها كانت في سنة (501هـ) وذكر بعضهم أنها كانت في سنة (502هـ) وذكر بعضهم أنها كانت في سنة (503هـ) وذكر آخرون أنها كانت في سنة (504هـ) وذكر غيرهم أنها كانت في سنة (505هـ)، والله أعلم.
وفي سنة (532هـ) الموافق (1138م)، جاء الأمير الشاعر أسامة بن منقذ، وآل منقذ كانوا حكاما لقلعة شيزر، نافرا من عمه الأمير سلطان ولاجئا إلى الأتابك شهاب الدين محمود بن بوري بن طغتكين حاكم دمشق، فقربه وأقطعه الزبداني. وهذه هي الزيارة الأولى التي قام بها أسامة ين منقذ إلى دمشق وبقي فيها ثماني سنوات كما ذكر في كتابه (الاعتبار)، وأما الزيارة الثانية فكانت سنة (549هـ) واستمرت عشر سنوات في زمن الملك العادل نور الدين زنكي. وقد ترجم له ابن خلكان في كتابه (وفيات الأعيان) فقال: ((أسامة بن منقذ: أبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني الكلبي الشيزري الملقب مؤيد الدولة مجد الدين من أكابر بني منقذ أصحاب قلعة شيزر وعلمائهم وشجعانهم، له تصانيف عديدة في فنون الأدب، ذكره أبو البركات ابن المستوفي في تاريخ إربل وأثنى عليه وعده في جملة من ورد عليه وأورد له مقاطيع من شعره، وذكره العماد الكاتب في الخِرِّيدة وقال بعد الثناء عليه: سكن دمشق ثم نبت به كما تنبو الدار بالكريم فانتقل إلى مصر فبقي بها مؤمَّرا مشارا إليه بالتعظيم إلى أيام الصالح بن رزيك، ثم عاد إلى الشام وسكن دمشق، ثم رماه الزمان إلى حصن كيفا فأقام به حتى ملك السلطان صلاح الدين رحمه اللّه تعالى دمشق فاستدعاه وهو شيخ قد جاوز الثمانين، وقال غير العماد: إن قدومه مصر كان في أيام الظافر بن الحافظ والوزير يومئذ العادل بن السلار فأحسن إليه وعمل عليه حتى قتل حسبما هو مشروح في ترجمته، قلت ثم وجدت جزءا كتبه بخطه للرشيد بن الزبير حتى يلحقه بكتاب الجنان وكتب عليه أنه كتبه بمصر سنة إحدى وأربعين وخمسمائة فيكون قد دخل مصر في أيامه وأقام بها حتى قتل العادل بن السلار إذ لا خلاف أنه حضر هناك وقت قتله، وله ديوان شعر في جزأين موجود في أيدي الناس ورأيته بخطه)). كما ترجم له الصفدي في كتابه (الوافي في الوفيات) فقال: ((مؤيد الدولة ابن منقذ: أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ بن محمد بن منقذ بن نصر بن هاشم بن سرار بن زياد بن رغيب بن مكحول بن عمر بن الحارث ابن عامر بن مالك ابن أبي مالك ابن عوف بن كنانة ينتهي إلى قحطان، مجد الدين مؤيد الدولة أبو المظفر ذكره العماد الكاتب في الخِرِّيدة وأثنى عليه ثناء كثيرا. ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة وتوفي سنة أربع وثمانين وخمسمائة. ودفن بدمشق بجبل قاسيون. وفي بيته بني منقذ جماعة فضلاء يأتي ذكر كل منهم إن شاء الله في موضعه. لم يزل بنو منقذ مالكين حصن شيزر معتصمين بحصانتها حتى جاءت الزلزلة سنة نيف وخمسين فخرب حصنها وذهب حسنها، وتملكها نور الدين الشهيد عليهم وأعاد بناءها فتشعبوا شعبا، وتفرقوا أيدي سبأ، وكان هذا الأمير مجد الدين من أكابر بني منقذ وشجعانهم وعلمائهم. له تصانيف عديدة في فنون الأدب. وسكن دمشق مدة، ثم نبت به كما تنبو الديار بالكريم فانتقل إلى مصر فبقي بها مؤمَّرا مشارا إليه بالتعظيم، وكان قدومه أيام الظافر ابن الحافظ والوزير يوم ذاك ابن السلار العادل فأحسن إليه ولم يزل إلى أيام الصالح ابن رزيك، ثم عاد إلى دمشق وسكنها، ثم رماه الزمان إلى حصن كيفا فأقام به حتى ملك السلطان صلاح الدين دمشق فاستدعاه وهو شيخ قد جاوز الثمانين. وروى عنه ابن عساكر وأبو سعد السمعاني وأبو المواهب ابن صصرى والحافظ عبد الغني وولده الأمير أبو الفوارس مرهف، وملكت نسختين بديوانه وهما بخط يده)). وذكره ابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب) في وفيات سنة أربع وثمانين وخمسمائة فقال: ((وفيها توفي أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الأمير الكبير مؤيد الدولة أبو المظفر الكناني الشيرازي كان من أكابر بني منقذ أصحاب قلعة شيزر وعلمائهم وشجعانهم له تصانيف عديدة في فنون الأدب والأخبار والنظم، وفيه تشيع، قال العماد الكاتب في الخِرِّيدة سكن دمشق ثم نبت به كما تنبو الدار بالكريم فانتقل إلى مصر فبقى مؤمَّرا مشارا إليه بالتعظيم إلى أيام الصالح بن رزيك ثم عاد إلى الشام وسكن دمشق ثم رماه الزمان إلى حصن كيفا فأقام به حتى ملك السلطان صلاح الدين دمشق فاستدعاه وهو شيخ قد جاوز الثمانين، توفي يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من شهر رمضان ودفن من الغد شرقي جبل قاسيون)).
، لجأ إلى الأتابك ظهير الدين طغتكين سلطان دمشق من قبل السلجوقيين، فأكرمه وواساه وأقطعه الزبداني وأعمالها، فقال: ((ثم إن الفرنج لما علموا بحال أهل طرابلس وتحققوا أمرهم حملوا حملة رجل واحد في يوم الاثنين حادي عشر ذي الحجة وهجموا على طرابلس فأخذوها ونهبوها وأسروا رجالها وسبوا نساءهم وأخذوا أموالها وذخائرها وكان فيها ما لا يحصى ولا يحصر واقتسموها بينهم. وطمعوا في الغنائم فساروا إلى جبلة وبها فخر الملك بن عمار الذي كان صاحب طرابلس وقاضيها وتسلموها منه بالأمان في ثاني عشر ذي الحجة في يوم واحد وخرج منها ابن عمار سالما. ثم وصل بعد ذلك الأسطول المصري بالعساكر فوجدوا البلاد قد أخذت فعادوا كما هم إلى مصر. وسار ابن عمار إلى شيزر فأكرمه صاحبها سلطان بن علي بن منقذ واحترمه وعرض عليه المقام عنده فأبى وتوجه إلى الأمير طغتكين صاحب دمشق فأكرمه طغتكين وأنزله وأقطعه الزبداني وأعماله. ثم وقع بين بغدوين صاحب القدس وبين طغتكين المذكور أمور حتى وقر الاتفاق بينهما على أن يكون السواد وجبل عوف مثلثة الثلث للفرنج والباقي للمسلمين. ثم انقضى ذلك في سنة خمس وخمسمائة)).
كما ذكر ذلك أبو يعلى ابن القلانسي في كتابه (تاريخ دمشق) حيث قال: ((وكان فخر الملك بن عمار لما ملك الإفرنج جبيل خرج منها وتوجه إلى شيزر، فأكرمه صاحبها سلطان بن علي بن المقلد بن منقذ الكناني واحترمه وجماعته وعرض عليه المقام عنده فلم يفعل، وتوجه إلى دمشق عائدا إلى ظهير الدين أتابك فأكرمه وأنزله في دار، وأقطعه الزبداني وأعمالها في المحرم سنة ثلاث وخمسمائة للهجرة)). وذكر ذلك أيضا الإمام الذهبي في كتابه (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام). وقال الصفدي في كتابه (الوافي في الوفيات): ((جلال الملك صاحب طرابلس: علي بن محمد بن عمار، أبو الحسن، جلال الملك، صاحب طرابلس. لما كان في سنة اثنتين وخمس مائة، اجتمع ملوك الفرنج في ستين مركباً مشحونة بالمقاتلة، وفيهم: رَيْمُنْد، وطَنْكري صاحب أنطاكية، وبَغْدَوين صاحب القدس، وضايقوا طرابلس من أول شعبان إلى حادي عشر ذي الحجة. وكان الأسطول من مصر، كلما قصدوا طرابلس للنجدة ردَّتها الريح، فهجموا على طرابلس وملوكها، وقتلوا الرجال، وسبوا الحريم والأطفال. وهرب ابن عمار سالماً إلى شَيْزَرَ، فأكرمه صاحبها سلطان بن علي بن مُنقذ، وعرض عليه المُقام، فأبى، وجاء إلى دمشق، فأكرمه طُغْتِكين، وأنزله في دار، وأقطعه الزبداني وأعمالها)). وذكر هذه الحادثة أيضا الملك المؤيد أبو الفداء في تاريخه (المختصر في تاريخ البشر). كما ذكر هذه الحادثة ابن خلدون في تاريخه. وكتب محمد كرد علي في كتابه (خطط الشام، الجزء الأول) عن ابن عمار وهذه الحادثة فقال: ((وجاء ابن عمار إلى دمشق فأقطعه صاحبها الزبداني وأعمالها (503)، وكان لابن عمار البلاء الحسن بل الأحسن في دفع عادية الصليبيين عن بلده، ولم يترك بابا من أبواب الخلاص ليصدهم عن طرابلس إلا طرقه، حتى دفعهم بعقله وحسن إرادته عن تملكها عشر سنين، وكان في طريق رجعتهم كالحسكة في الحلق، وفي كعاملة ملوك الأطراف نموذج الدهاء السياسي، وهو على صغر جرم مملكته يطاول ويحاول وينازل ويصاول ويلين ويقسو، وكما قيل: إن مع الكثرة تخاذلا ومع القلة تماسكا)). قلت: حادثة فخر الملك ابن عمار من الحوادث المثبتة عند المؤرخين وقد راجعتها عندهم فيما كتبوه، ولكن لاحظت عندهم اختلافا في التأريخ لها، فذكر بعضهم أنها كانت في سنة (501هـ) وذكر بعضهم أنها كانت في سنة (502هـ) وذكر بعضهم أنها كانت في سنة (503هـ) وذكر آخرون أنها كانت في سنة (504هـ) وذكر غيرهم أنها كانت في سنة (505هـ)، والله أعلم.
وفي سنة (532هـ) الموافق (1138م)، جاء الأمير الشاعر أسامة بن منقذ، وآل منقذ كانوا حكاما لقلعة شيزر، نافرا من عمه الأمير سلطان ولاجئا إلى الأتابك شهاب الدين محمود بن بوري بن طغتكين حاكم دمشق، فقربه وأقطعه الزبداني. وهذه هي الزيارة الأولى التي قام بها أسامة ين منقذ إلى دمشق وبقي فيها ثماني سنوات كما ذكر في كتابه (الاعتبار)، وأما الزيارة الثانية فكانت سنة (549هـ) واستمرت عشر سنوات في زمن الملك العادل نور الدين زنكي. وقد ترجم له ابن خلكان في كتابه (وفيات الأعيان) فقال: ((أسامة بن منقذ: أبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني الكلبي الشيزري الملقب مؤيد الدولة مجد الدين من أكابر بني منقذ أصحاب قلعة شيزر وعلمائهم وشجعانهم، له تصانيف عديدة في فنون الأدب، ذكره أبو البركات ابن المستوفي في تاريخ إربل وأثنى عليه وعده في جملة من ورد عليه وأورد له مقاطيع من شعره، وذكره العماد الكاتب في الخِرِّيدة وقال بعد الثناء عليه: سكن دمشق ثم نبت به كما تنبو الدار بالكريم فانتقل إلى مصر فبقي بها مؤمَّرا مشارا إليه بالتعظيم إلى أيام الصالح بن رزيك، ثم عاد إلى الشام وسكن دمشق، ثم رماه الزمان إلى حصن كيفا فأقام به حتى ملك السلطان صلاح الدين رحمه اللّه تعالى دمشق فاستدعاه وهو شيخ قد جاوز الثمانين، وقال غير العماد: إن قدومه مصر كان في أيام الظافر بن الحافظ والوزير يومئذ العادل بن السلار فأحسن إليه وعمل عليه حتى قتل حسبما هو مشروح في ترجمته، قلت ثم وجدت جزءا كتبه بخطه للرشيد بن الزبير حتى يلحقه بكتاب الجنان وكتب عليه أنه كتبه بمصر سنة إحدى وأربعين وخمسمائة فيكون قد دخل مصر في أيامه وأقام بها حتى قتل العادل بن السلار إذ لا خلاف أنه حضر هناك وقت قتله، وله ديوان شعر في جزأين موجود في أيدي الناس ورأيته بخطه)). كما ترجم له الصفدي في كتابه (الوافي في الوفيات) فقال: ((مؤيد الدولة ابن منقذ: أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ بن محمد بن منقذ بن نصر بن هاشم بن سرار بن زياد بن رغيب بن مكحول بن عمر بن الحارث ابن عامر بن مالك ابن أبي مالك ابن عوف بن كنانة ينتهي إلى قحطان، مجد الدين مؤيد الدولة أبو المظفر ذكره العماد الكاتب في الخِرِّيدة وأثنى عليه ثناء كثيرا. ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة وتوفي سنة أربع وثمانين وخمسمائة. ودفن بدمشق بجبل قاسيون. وفي بيته بني منقذ جماعة فضلاء يأتي ذكر كل منهم إن شاء الله في موضعه. لم يزل بنو منقذ مالكين حصن شيزر معتصمين بحصانتها حتى جاءت الزلزلة سنة نيف وخمسين فخرب حصنها وذهب حسنها، وتملكها نور الدين الشهيد عليهم وأعاد بناءها فتشعبوا شعبا، وتفرقوا أيدي سبأ، وكان هذا الأمير مجد الدين من أكابر بني منقذ وشجعانهم وعلمائهم. له تصانيف عديدة في فنون الأدب. وسكن دمشق مدة، ثم نبت به كما تنبو الديار بالكريم فانتقل إلى مصر فبقي بها مؤمَّرا مشارا إليه بالتعظيم، وكان قدومه أيام الظافر ابن الحافظ والوزير يوم ذاك ابن السلار العادل فأحسن إليه ولم يزل إلى أيام الصالح ابن رزيك، ثم عاد إلى دمشق وسكنها، ثم رماه الزمان إلى حصن كيفا فأقام به حتى ملك السلطان صلاح الدين دمشق فاستدعاه وهو شيخ قد جاوز الثمانين. وروى عنه ابن عساكر وأبو سعد السمعاني وأبو المواهب ابن صصرى والحافظ عبد الغني وولده الأمير أبو الفوارس مرهف، وملكت نسختين بديوانه وهما بخط يده)). وذكره ابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب) في وفيات سنة أربع وثمانين وخمسمائة فقال: ((وفيها توفي أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الأمير الكبير مؤيد الدولة أبو المظفر الكناني الشيرازي كان من أكابر بني منقذ أصحاب قلعة شيزر وعلمائهم وشجعانهم له تصانيف عديدة في فنون الأدب والأخبار والنظم، وفيه تشيع، قال العماد الكاتب في الخِرِّيدة سكن دمشق ثم نبت به كما تنبو الدار بالكريم فانتقل إلى مصر فبقى مؤمَّرا مشارا إليه بالتعظيم إلى أيام الصالح بن رزيك ثم عاد إلى الشام وسكن دمشق ثم رماه الزمان إلى حصن كيفا فأقام به حتى ملك السلطان صلاح الدين دمشق فاستدعاه وهو شيخ قد جاوز الثمانين، توفي يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من شهر رمضان ودفن من الغد شرقي جبل قاسيون)).
تعليقات
إرسال تعليق