التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الزبداني في العهد الآرامي "2"

(8) ومن الأدلة على العهد الآرامي في الزبداني أعداد كبيرة من الكلمات والمصطلحات التي لا يزال يستخدمها ويتداولها الناس في هذه البلدة إلى الآن، ويقولون عنها أنها كلمات عامية وهي في الحقيقة سريانية. ومن هذه المصطلحات: زعطوط ومعناها
غناء حزين. حازورة ومعناها تفاح. شحرايا ومعناها أسود. حاليا ومعناها مرتفع. شليا ومعناها ماء ساكن. عنفص ومعناها تحرك. حاكورة ومعناها قطعة أرض. زعرورة ومعناها جامع المال في الكنيسة. عرزلاية ومعناها خيمة عالية. ماعوس ومعناها أداة حديدية. ماعون ومعناها آنية. مورج ومعناها لوح الدارس. سماط ومعناها احتراق أو مأدبة. طرن ومعناها مشى على التلة. برطم ومعناها انزعج من حديث. حُمُّص وهي كلمة سريانية. حنَّن الجوز ومعناها فسد داخله. حوفر الضرس ومعناها أصيب بالنخر. حياصة ومعناها حزام عريض. زاروب ومعناها طريق ضيق. ساطور ومعناها سكين كبير. سايس ومعناها لاطف. سنبلة من القمح وهي كلمة سريانية. سريجة ومعناها الخرج يوضع على الدابة. سراج ومعناها إناء من الخزف. سِكر ومعناها قفل. سفرجل وهي كلمة آرامية. سُمَّاق وهي كلمة سريانية. دبية ومعناها وعاء من النحاس. ديكونة ومعناها غرفة صغيرة. كارة ومعناها مخدة. كوارة ومعناها وعاء من طين. ناطور ومعناها حارس الكرم. ناقوس ومعناها جرس. نتر ومعناها تساقط الثمر قبل نضجه. نبيت ومعناها نوع من الخمر. سُكَّرة ومعناها آلة من خشب يوصد بها الباب. لقيس ومعناها متأخر أو ملكة. فشخة ومعناها خطوة. كراية ومعناها تنظيف الأرض. ألده ومعناها خشبة متوسطة في الطول والحجم. أوطب ومعناها لاقى آخر. صمبع ومعناها برز. زوبر ومعناها أداة للعمل. طلمية ومعناها رغيف مقمر. كردوس ومعناها كمية من السنابل. صوخية ومعناها حطب للنار. استنغص ومعناها تمنى للآخر أن يكون معه. لعي ومعناها كلام لا فائدة منه. مبربك ومعناها كاذب. طاروق ومعناها سهم من الأرض. طب ومعناها وقع. أشبه ومعناها قوي شجاع. راجود ومعناها ناقل السنابل من الحقل إلى البيدر. سعرور ومعناها أسفل الباب. زحف ومعناها أداة لجرف الثلوج. كدشة ومعناها أخذ قطعة من شيء ما. (الزبداني تاريخ وحياة).

(9) ومن الأدلة على آرامية الزبداني ترافق اسمها مع اسم نهر دمشق الأعظم وهو نهر بردى حيث إن بردى تعني البارد لأن أداة التعريف في الآرامية هي ألف تضاف في آخر الكلمة.

وتاريخ الزبداني في العهد الآرامي جزء من تاريخ دمشق، فقد كانت دمشق في عصر داود الملك (1000ق.م) إحدى الممالك التي قامت في الهلال الخصيب حيث غزاها داود وأقام فيها حامية (صموئيل 8/5، وسفر أخبار الأيام الأول 18/5)، وبعد أن محق المملكة السورية في صوبا قام رجل يدعى روزون وكان من رعايا ملك صوبا سابقا وجمع حوله جماعة من الرجال وتمكن من أخذ دمشق حيث أسس المملكة السورية. وفي سنة (922ق.م) انقسمت المملكة العبرية إلى قسمين فكان ذلك في مصلحة دمشق حيث أخذ بنحدد (ابن حدد) الأول ملك دمشق من ملك يهوذا كنوزا ثمينة وذلك في (879ـ 843ق.م). وكانت مملكة إسرائيل تابعة لآرام منذ أواخر أيام حاكمها عمري (875ق. م) حيث كانت تبعية اسمية. وعندما رفض آخاب بن عمري ووريثه دفع الجزية أو الانضمام إلى التحالف الآرامي ضد الهجوم الوشيك الوقوع من الآشوريين ظهر بنحدد بغتة أمام السامرة ليجبره على الطاعة (ملوك أول 20/1). وفي سنة (853ق.م) حدثت معركة قرقر على ضفاف نهر العاصي حيث بلغت الغزوة الآشورية ذروتها في هذه المعركة والتي حارب فيها شلمانصر الثالث الآشوري التحالف الذي يضم اثني عشر ملكا سوريا يرأسهم بنحدد، ورغم أن التحالف لم يتمكن من النصر على الآشوري المهاجم فإن الآشوريين لم يتمكنوا من دخول دمشق أو إخضاعها. وفي سنة (785ق.م) وفي عهد الملك يربعام الثاني الذي أصبح ملكا في السامرة بدأ بمهاجمة دمشق وحماة، ولكن الخطر الحقيقي الذي كان يتهدد دمشق كان من القوة العسكرية الآشورية للهجوم من جديد حيث واتت الفرصة سنة (734ق.م) واجتاح الآشوريون المقاطعات الستة عشر التابعة لدمشق مع مدنها وقاموا بتهديمها ففتحت مدينة دمشق أبوابها سنة (732ق.م) وقتل ملكها وقطعت أشجار بساتينها ونفي أهلها، وهكذا انتهى أمر آرام دمشق وانتهت السيادة الآرامية إلى الأبد، وكذلك انتهت سيادة الآراميين في الزبداني لأن الزبداني كانت تابعة لدمشق. (تاريخ سورية ولبنان وفلسطين، الدكتور فيليب حتي).

وكانت سوريا ولبنان الحاليتين خاضعتين لحكم الفرس، وكانتا تشكلان جزءا من الإمبراطورية التي أسسها كورش (550ـ 333ق. م)، والتي وسع حدودها أبناؤه قمبيز وداريوس حتى أصبحت تمتد من نهر كوش الهندي شرقا إلى البحر الإيجي غربا، ومن القوقاس شمالا إلى المحيط الهندي جنوبا، وكانت أجزاء هذه المملكة المترامية الأطراف متصلة بعضها ببعض بشبكة من الطرق الحسنة المجهزة بالمحطات التي كان يستريح فيها رسل الملك ومرازبته، وكان اندفاع الفرس غربا نحو شواطئ البحر الأبيض المتوسط نذيرا بزوال سيادة الشعوب السامية على المنطقة لصالح الشعوب الهندوأوروبية حيث فتح الفرس أبواب المنطقة أما اليونانيين والرومانيين، تلك السيادة التي لم يستطيعوا استردادها إلى أن قام العرب المسلمون بعد مرور ألف عام بفرض سيادتهم على المنطقة. (تاريخ سورية، المطران يوسف الدبس).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الزبداني في العهد العثماني "1"

استولى العثمانيون على بلاد الشام بقيادة السلطان سليم الأول عام (1516م) الموافق (922هـ) بعد معركة مرج دابق شمال حلب، وأتبعت الزبداني وأعمالها إلى والي دمشق.