وقبل سنة (700هـ) الموافق (1301م) أنشأ الأمير عز الدين أيدمر الظاهري نائب السلطنة بالشام الخانقاه العزية في صالحية دمشق ووقفها، وكان من وقفها إحدى وعشرين قيراطا من قرية قدسيا (واسمها القديم دُسَيّا) من قرى وادي بردى، وحين مات نائب السلطان عز الدين أيدمر الظاهري في سنة (700هـ) دُفن فيها، ذكر ذلك عبد القادر بن محمد النعيمي في كتابه (الدارس في تاريخ المدارس) فقال:
((الخانقاه العزية: بالجسر الأبيض قبلي دار عبد الباسط، وغربي الماردانية، ومدرسة الخواجا إبراهيم الأسعردي بغرب، قال ابن شداد: خانقاه على نهر تورا إنشاء الأمير عز الدين أيدمر الظاهري نائب السلطنة بالشام انتهى. ووقفها كما رأيته في مصادقة بين بهاء الدين الباعوني وولده البقاعي إبراهيم، وملخصها أن التربة العزية بصالحية دمشق بالجسر الأبيض والمسجد بها والرباط والوقف على ذلك: الحصة وقدرها إحدى وعشرون قيراطا من قرية دُسَيّا بضم الدال المهملة ثم سين مهملة مفتوحة ثم ياء تحتانية مشددة ثم ألف مقصورة وهي من وادي بردى، وجميع الخان بمحلة باب الجابية المعروف بخان العميان الذي حده من القبلة خان ابن حجي ومن الشرق البايكة من جملة أوقاف التوريزي وتمامه الدخلة وفيه الباب قبلي تربة الجيهان، ومن الشام أملاك الحمصاني ومن شركه، ومن الغرب الخان المعروف قديما بابن الحارة ويومئذ بخان المراءة، وجميع الفرن المعروف قديما بوقف التربة المذكورة والله تعالى أعلم، انتهى)).
وفي أحداث سنة (702هـ) الموافق (1303م) ذكر ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية) الشيخ محمد اليعفوري (نسبة إلى يعفور من أعمال وادي بردى) وأنه اتفق مع الشيخ القبّاري للإيقاع بمجموعة من الفقهاء منهم ابن تيمية وابن الحريري وابن الزملكاني وابن العطار، وقد انكشف تآمرهما ولقيا جزاءهما، فقال ابن كثير: ((وفي جمادى الأولى وقع بيد نائب السلطنة كتاب مزوَّر فيه أن الشيخ تقي الدين بن تيمية والقاضي شمس الدين بن الحريري وجماعة من الأمراء والخواص الذين بباب السلطنة يناصحون التتر ويكاتبوهم، ويريدون تولية قبجق على الشام، وأن الشيخ كمال الدين بن الزملكاني يعلمهم بأحوال الأمير جمال الدين الأفرم، وكذلك كمال الدين بن العطار، فلما وقف عليه نائب السلطنة عرف أن هذا مفتعل، ففحص عن واضعه فإذا هو فقير كان مجاورا بالبيت الذي كان مجاور محراب الصحابة، يقال له: محمد اليعفوري، وآخر معه يقال له: أحمد القبّاري، وكانا معروفين بالشر والفضول، ووجد معهما مسودة هذا الكتاب، فتحقق نائب السلطنة ذلك فعزرا تعزيرا عنيفا، ثم وُسِّطا بعد ذلك وقطعت يد الكاتب الذي كتب لهما هذا الكتاب، وهو التاج المناديلي)). كما ذكر هذه الحادثة الصفدي في كتابه (الوافي في الوفيات) فقال في ترجمة الشيخ القبّاري: ((القبّاري المُوَسّط: الشيخ أحمد القبّاري الإسكندراني، زعم أنه ابن أخت الشيخ الكبير أبي القاسم القبّاري. قدم دمشق وعمل مشيخة واعتقدوا فيه ثم انكشف بهرجه. وصادفه الشيخ محمد اليعفوري فقير مشهور، فاتفقا على مكر خبيث حاق بهما، فوقع بيد الأفرم نائب الشام ورقة وفيها نصيحة على لسان قطز مملوك قبجق حيث هو بالشوبك أن ابن تيمية والقاضي ابن الحريري يكاتبان أميرنا قبجق في نيابته بدمشق ويعملان عليك وأن ابن الزملكاني وابن العطار يطالعان أميرنا بأخبارك وأن جماعة من الأمراء معهم. فتنمّر الأفرم لذلك، وأسرّ إلى بعض خواصه، وبحث عمن اختلق ذلك فوقع الحدس على الفقيرين، فأمسكوا اليعفوري فوجدوا في حجزته مسوَّدة النصية، فضُرب فأقر بالقبّاري، فضرب الآخر فاعترف، فأفتى زين الدين الفارقي بجواز قتلهما، فطيف بهما ثم وُسِّطا بسوق الخيل، وقطعت يد التاج ابن المناديلي الناسخ لأن المسودة كانت بخطه في سنة اثنتين وسبعمائة)).
وفي أحداث سنة (703هـ) الموافق (1304م) ذكر الإمام الذهبي في كتابه (العبر في خبر من عبر) وفاة المحدّث نصر بن أبي الضوء الزبداني فقال: ((ومات في رجب بالجبل الشيخ أبو الفتح نصر بن أبي الضوء الزبداني الفامي أحد رواة الصحيح عن ابن الزبيدي. كتبنا عنه. جاوز الثمانين)). كما ترجم له الإمام الذهبي في كتابه (سير أعلام النبلاء) كأحد شيوخه فقال: ((نصر الله بن أبي الضوء بن أحمد الحاج أبو الفتح الزبداني ثم الصالحي الفامي البستاني، روى عن ابن الزبيدي (الجامع الصحيح) رأيت مولده بخطه في سنة ثماني عشرة وست مئة. حدث عنه النجم بن الخباز وغيره، ومات في رجب سنة ثلاث وسبع مئة)). كما ذكر هذا المحدّث ابن العماد الحنبلي في كتابه شذرات الذهب في أخبار من ذهب فقال في وفيات سنة خمس وسبعمائة: ((وفيها الشيخ أبو الفتح نصر بن أبي الضوء الزبداني الفامي أحد رواة الصحيح عن ابن الزبيدي، قال الذهبي: كتبنا عنه وقد جاوز الثمانين)).
وفي سنة (703هـ) الموافق (1303م) مات بحمص ودفن في عقبة دمر من أعمال وادي بردى الأمير عز الدين التركي، ذكر ذلك الصفدي في كتابه (الوافي في الوفيات) فقال: ((الحموي نائب دمشق أيبك: الأمير عز الدين التركي الحموي نائب دمشق، وليها بعد الشجاعي، ثم في سنة خمس وتسعين عزل وجعل في قلعة صرخد، ثم إنه قبل موته بشهر ولي نيابة حمص فمات بها، ونقل إلى تربته بدمشق التي شرقي عقبة دمر. كان معروفا بالشجاعة والإقدام وكانت وفاته سن ثلاث وسبعمائة)).
وفي سنة (710هـ) الموافق (1310م) توفي الشيخ نجم الدين السيوفي الذي بنى الزاوية السيوفية في سفح جبل قاسيون بدمشق على نهر يزيد، ولما توفي السيوفي أوقف الملك الناصر (محمد بن قلاوون) على هذه الزاوية وعلى ذرية الشيخ المذكور قرية عين الفيجة وقرية دير مقرن بوادي بردى، وقد ذكر ذلك عبد القادر بن محمد النعيمي في كتابه (الدارس في تاريخ المدارس) فقال: ((215ـ الزاوية السيوفية بسفح قاسيون على نهر يزيد غربي دار الحديث الناصرية والعالمة، قال الذهبي رحمه الله تعالى في المختصر الذي هو أصغر من العبر: في سنة عشر وسبعمائة مات الشيخ السيوفي بزاويته التي بسفح قاسيون وهو نجم الدين عيسى بن شاه أرمن الرومي انتهى. ولم يذكره في ذيل العبر. وأوقف عليها وعلى ذرية الشيخ نجم الدين الملك الناصر قريتي عين الفيجة ودير مقرن بوادي بردى، الثلث للزاوية والثلثان للذرية، وبنى له ولجماعته بيوتا حولها رحمهم الله تعالى)).
وفي سنة (713هـ) الموافق (1313م) توفي بالحسينية من قرى وادي بردى أحد أمراء المماليك ودفن فيها، ذكر ذلك الصفدي في كتابه (أعيان العصر وأعوان النصر) فقال: ((سنجر الألفي: الأمير علم الدين، أحد الأمراء بدمشق. كان قد ولي نابلس. وتوفي فجأة بالحسينية من وادي بردى في أوائل جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وسبعمائة)).
هذا، وإذ كانت الزبداني في منتصف طريق القوافل القادمة من بعلبك إلى دمشق، وهي مثل بعلبك واقعة وسط جبال سنير الغربية، كان ينالها في العصور الماضية من الكوارث الطبيعية كالسيول والزلازل والطواعين، ومنها سيل سنة (717هـ) الموافق (1317م) الذي أغرق بعلبك وخربها. وقد ذكر هذا السيل ابن كثير في (البداية والنهاية) فقال: ((وفي صفر جاء سيل عظيم بمدينة بعلبك أهلك خلقا كثيرا من الناس، وخرّب دورا وعمائر كثيرة، وذلك في يوم الثلاثاء سابع وعشرين صفر. وملخص ذلك أنه قبل ذلك جاءهم رعد وبرق عظيم معهما برد ومطر، فسالت الأودية، ثم جاءهم بعده سيل هائل خسف من سور البلد من جهة الشمال شرق مقدار أربعين ذراعا، مع أن سمك الحائط خمسة أذرع، وحمل برجا صحيحا ومعه من جانبيه مدينتين، فحمله كما هو حتى مر فحفر في الأرض نحو خمسمائة ذراع سعة ثلاثين ذراعا، وحمل السيل ذلك إلى غربي البلد، لا يمر على شيء إلا أتلفه، ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فأتلف ما يزيد على ثلثها، ودخل الجامع فارتفع فيه على قامة ونصف، ثم قوي على حائطه الغربي فأخربه وأتلف جميع ما فيه الحواصل والكتب والمصاحف وأتلف شيئا كثيرا من رباغ الجامع، وهلك تحت الهدم خلق كثير من الرجال والنساء والأطفال، فإنا لله وإنا إليه راجعون. وغرق في الجامع الشيخ علي بن محمد بن الشيخ علي الحريري هو وجماعة معه من الفقراء، ويقال كان من جملة من هلك في هذه الكائنة من أهل بعلبك مائة وأربعة وأربعون نفسا سوى الغرباء، وجملة الدور التي خرّبها والحوانيت التي أتلفها نحو من ستمائة دار وحانوت، وجملة البساتين التي جرف أشجارها عشرون بستانا، ومن الطواحين ثمانية سوى الجامع والأمينية وأما الأماكن التي دخلها وأتلف ما فيها ولم تخرب فكثير جدا)).
وفي أحداث سنة (719هـ) الموافق (1319م) ذكر ابن كثير في البداية والنهاية السيل العظيم الذي اجتاح وادي الزبداني ملحقا الضرر بالقرى والبلدات التي مر بها حتى وصل إلى دمشق فقال: ((وفي يوم السبت خامس رمضان وصل إلى دمشق سيل عظيم أتلف شيئا كبيرا، وارتفع حتى دخل باب الفرج، ووصل إلى العقبية، وانزعج الناس له، وانتقلوا من أماكنهم، ولم تطل مدته لان أصله كان مطرا وقع بأرض وابل السوق والحسينية)).
وفي سنة (721هـ) الموافق (1321م) انتهى الملك المؤيد أبو الفداء إسماعيل بن علي صاحب حماة من تأليف كتابه (تقويم البلدان) وذكر فيه الزبداني فقال عنها: ((ومن بعلبك إلى الزبداني ثمانية عشر ميلا، والزبداني مدينة ليس لها أسوار، وهي على طرف وادي بردى، والبساتين متصلة من هناك إلى دمشق، وهي بلد حسن كثير المنازه والخصب، ومنه إلى دمشق ثمانية عشر ميلا)). علما أن تاريخ وفاة الملك المؤيد هو (732هـ). قلت: وقول الملك المؤيد عن الزبداني: ((والبساتين متصلة من هناك إلى دمشق)) فذلك لأن البساتين كانت عامرة على جانبي نهر بردى من منشئه جنوب الزبداني إلى مداخل مدينة دمشق. وأما قول الملك المؤيد عن الزبداني: ((وهي بلد حسن المنازه)) فيدل على أنها كانت تقصد للسياحة والاصطياف والتنزه في القرن السادس الهجري خاصة من الأمراء والأغنياء في مدينة دمشق.
وقد ذكر الصفدي في تاريخه (الوافي في الوفيات) في وفيات سنة (722هـ) الموافق (1322م) الشيخ المقرئ أبو عبد الله البجّدي وهو من قرية بجّد التي تقع جنوب شرق الزبداني وهي قرية مندثرة الآن، فقال: ((البجّدي محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن علي الشيخ الصالح الخير المقرئ. أبو عبد الله البجّدي بتشديد الجيم الصالحي الحنبلي، سمعوا منه قديما في حياة ابن عبد الدايم ثلاثيات البخاري مرات عن ابن الزبيدي، ثم ترددوا فيه (يعني في عمره وشخصه) فسأله شمس الدين سنة ثلاث وسبعمائة بكفر بطنا عن جلية الأمر، قال الشيخ شمس الدين: فذكر ما يقتضي أن مولده سنة ست وثلاثين وأنه من أقران عبد الله بن الشيخ وقال: كان لي أخ اسمه اسمي ذاك من أقران القاضي تقي الدين سليمان مات صبيا. وسمع من المرسي وخطيب مردا وإبراهيم بن خليل وأجاز له الكثير، منهم عبد اللطيف بن القبيطي وعلي بن أبي الفخار وكريمة القرشية، وطال عمره وروى الكثير وكان ذا نصيب من صلاة وتأله وتواضع وقناعة وبجّد قرية من الزبداني وتوفي سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة)). وقد ذكره ابن فهد المكي في كتابه (لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ) فقال في وفيات سنة (722هـ): ((والشيخ الصالح أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن علي البجّدي في صفر وله بضع وثمانون سنة)) وقال في ترجمة بجّد: ((بجّد: بفتح الموحدة والجيم المشددة قرية من الزبداني على ما ذكره ابن حجر في الدرر الكامنة وفي تبصير المنتبه في تحرير المشتبه له ضبط الموحدة بالكسر، وأبو العباس العجمي يشير إليهما في ذيل لب اللباب)). كما ترجم له الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة) فقال في ترجمته: ((محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن علي البجّدي بفتح الموحدة والجيم نسبة إلى بجّد قرية من الزبداني، الصالحي، الحنبلي، سمع محققا من المرسي وخطيب مردا وغيرهما، وأجاز له ابن القبيطي وكريمة وغيرهما، وكان حدث عن ابن الزبيدي في حياة ابن الدائم بثلاثيات البخاري مرات، ثم شكوا فيه لأنه أخبرهم بما يقتضي أن مولده سنة 36 وأنه كان له أخ باسمه فهو الذي سمع من ابن الزبيدي، ومات قديما، قال الذهبي: سألته سنة ثلاث فذكر ما يقتضي أن مولده سنة ست وأنه من أقران عبد الله ابن الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر قال: وكان لي أخ من أقران القاضي تقي الدين سليمان مات صبيا، قال الذهبي: كان صاحب الترجمة متواضعا له نصيب من صلاة وصيام وكثرة تلاوة، وكان ساذجا قال لنا مرة اشتهيت أن أتفرج في الحلق التي يتفرج فيها الناس فنزلت إلى تحت القلعة ووقفت أتأمل المرامي التي في أبرجة القلعة وأظن أنها الحلق التي قالوا إن الناس يتفرجون فيها، وكان ديّنا قنوعا مات في صفر سنة 722هـ)).
وفي وفيات سنة (725هـ) الموافق (1325م) ذكر ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية) القاضي محي الدين، وقال عنه: ((القاضي محي الدين: أبو محمد بن الحسن بن محمد بن عمار بن فتوح الحارثي، قاضي الزبداني مدة طويلة، ثم ولي قضاء الكرك، وبها مات في العشرين من ذي الحجة، وكان مولده سنة خمس وأربعين وستمائة، وقد سمع الحديث واشتغل، وكان حسن الأخلاق، متواضعا، وهو والد الشيخ جمال الدين بن قاضي الزبداني، مدرس الظاهرية رحمه الله)). قلت: وقد ذكر ابن كثير القاضي محي الدين في أحداث سنة (714هـ) الموافق (1314م) وأنه كان قاضي ركب الحجيج في تلك السنة فقال: ((وخرج الركب في ثالث شوال، وأميره سيف الدين سنقر الإبراهيمي، وقاضيه محي الدين قاضي الزبداني)). وقد ترجم ابن حجر العسقلاني للقاضي محيي الدين الملقب بقاضي الزبداني في كتابه (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة) فقال في ترجمته: ((حسن بن محمد بن عمار بن متوج بن حريز الحارثي، أبو محمد، قاضي الزبداني، حفيد قاضي الكرك، ولد سنة 644هـ كذا كتبه بخطه، قال البرزالي في معجمه: ولد في صفر سنة 45 وقال في تاريخه سنة 48 وفي معجم ابن رافع: ورأيت بخطه سنة 44 وقال قبله: ولد في صفر سنة 45 قال: وقد حج قاضيا على الركب الشامي مرة، وكان خيرا حسن الأخلاق متواضعا، ولي قضاء الزبداني مدة طويلة وأضيف إليه كرك نوح، ومات في ذي الحجة سنة 725هـ وهو والد المفتي جمال الدين ابن قاضي الزبداني الدمشقي الذي عمر إلى أن مات سنة 776هـ)).
وكانت الزبداني ممرا للمسافرين بين بعلبك ودمشق، وقد ذكرها الرحالة الشهير أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد الطنجي المعروف بابن بطوطة (702 ــ 780هـ) في رحلته من بعلبك إلى دمشق سنة (726هـ) فذكر أنها قرية كثيرة الفواكه وأن بعض المسافرين يمرون بها أثناء رحلاتهم وأسفارهم، ولم يتضح لي من كلامه أنه زار الزبداني، فقد قال في كتابه (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار): ((ثم وصلنا من جبل لبنان إلى مدينة بعلبك. وهي حسنة قديمة من أطيب مدن الشام، تحدق بها البساتين الشريفة والجنات المنيفة، وتخترق أرضها الأنهار الجارية، وتضاهي دمشق في خيراتها المتناهية. وبها من حب الملوك ما ليس في سواها. وبها يصنع الدبس المنسوب إليها وهو منوع من الرب يصنعونه من العنب ولهم تربة يضعونها فيه فيجمد وتكسر القلة التي يكون بها، فيبقى قطعة واحدة، وتصنع منه الحلواء، ويجعل فيها الفستق واللوز ويسمونها حلواء بالملبن، ويسمونها أيضا بجلد الفرس. وهي كثيرة الألبان، وتجلب منها إلى دمشق، وبينهما مسيرة يوم للمجد وأما الرفاق فيخرجون من بعلبك فيبيتون ببلدة صغيرة تعرف بالزبداني، كثيرة الفواكه ويغدون منها إلى دمشق، ويصنع ببعلبك الثياب المنسوبة إليها من الأحرام وغيره، ويصنع بها أواني الخشب، وملاعقه التي لا نظير لها في البلاد، وهم يسمون الصحاف بالدسوت. وربما صنعوا الصحفة وصنعوا صحفة أخرى تسع في جوفها، وأخرى في جوفها، إلى أن يبلغوا العشرة، يخيل لرائيها أنها صحفة واحدة، وكذلك الملاعق يصنعون منها عشرة، واحدة في جوف واحدة، ويصنعون لها غشاء من جلد، ويمسكها الرجل في حزامه، وإذا حضر طعاما مع أصحابه أخرج ذلك، فيظن رائيه أنها ملعقة واحدة، ثم يخرج من جوفها تسعة، وكان دخولي لبعلبك عشية النهار. وخرجت منها بالغد. ولفرط اشتياقي إلى دمشق وصلت يوم الخميس التاسع من شهر رمضان المعظم عام ستة وعشرين إلى مدينة دمشق الشام، فنزلت منها بمدرسة المالكية المعروفة بالشرابشية)). قلت: كل ما وصف به ابن بطوطة مدينة بعلبك في رحلته ينطبق على قرية الزبداني من حيث البساتين والأنهار والمأكولات والصناعات اليدوية.
وقد لفت نظري تاريخ دخول ابن بطوطة إلى دمشق في التاسع من شهر رمضان المعظم عام ستة وعشرين وستمائة، فقلت: لدى مراجعتي لتاريخ ابن كثير الدمشقي تبين لي أن السجن للمرة الثالثة لابن تيمية كان اعتبارا من السادس عشر من شعبان سنة (726هـ) وحتى وفاته في سجن قلعة دمشق في العشرين من ذي القعدة سنة (728هـ)، وقد نقل ابن كثير هذه التواقيت من الحافظ البرزالي في تاريخه. ولدى مراجعتي لتاريخ ابن بطوطة (تحفة النظار) تبين لي أن ابن بطوطة دخل دمشق قادما من بعلبك في التاسع من رمضان المعظم سنة (726هـ) كما يقول هو نفسه في كتابه.
ومن هاتين المقدمتين نستنتج أن ابن بطوطة لم يلتق بابن تيمية، وكل ما قاله عنه فهو غير صحيح (إلا إذا كان شهر شعبان يأتي بعد شهر رمضان)، حيث ذكر أنه حضر خطبة الجمعة لابن تيمية وأن ابن تيمية تكلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نزول الله تعالى وأنه نزل درجة من درج المنبر وقال هكذا ينزل الله تعالى، وغير ذلك من الافتراءات. مع العلم أن ابن تيمية سجن ثلاث مرات: الأولى في القاهرة والثانية والثالثة في قلعة دمشق وابن بطوطة يجهل ذلك من خلال كلامه. وهذا هو نص كلام ابن بطوطة في كتابه: ((وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقي الدين بن تيمية كبير الشام يتكلم في الفنون. إلا أن في عقله شيئا. وكان أهل دمشق يعظمونه أشد التعظيم، ويعظهم على المنبر. وتكلم مرة بأمر أنكره الفقهاء، ورفعوه إلى الملك الناصر فأمر بإشخاصه إلى القاهرة، وجمع القضاة والفقهاء بمجلس الملك الناصر، وتكلم شرف الدين الزواوي المالكي وقال: إن هذا الرجل قال كذا وكذا، وعدد ما أنكر على ابن تيمية، وأحضر العقود بذلك ووضعها بين يدي قاضي القضاة وقال قاضي القضاة لابن تيمية: ما تقول? قال: لا إله إلا الله، فأعاد عليه فأجاب بمثل قوله. فأمر الملك الناصر بسجنه فسجن أعواما. وصنف في السجن كتابا في تفسير القرآن سماه البحر المحيط، في نحو أربعين مجلدا. ثم إن أمه تعرضت للملك الناصر، وشكت إليه، فأمر بإطلاقه إلى أن وقع منه مثل ذلك ثانية. وكنت إذ ذاك بدمشق، فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم. فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ونزل درجة من درج المنبر فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء، وأنكر ما تكلم به. فقامت العامة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدي والنعال ضربا كثيرا حتى سقطت عمامته، وظهر على رأسه شاشية حرير، فأنكروا عليه لباسها واحتملوه إلى دار عز الدين بن مسلم قاضي الحنابلة، ليأمر بسجنه وعزره بعد ذلك. فأنكر فقهاء المالكية والشافعية ما كان من تعزيره، ورفعوا الأمر إلى ملك الأمراء سيف الدين تنكز، وكان من خيار الأمراء وصلحائهم. فكتب إلى الملك الناصر بذلك، وكتب عقدا شرعيا على ابن تيمية بأمور منكرة، منها أن المطلق بالثلاث في كلمة واحدة لا تلزمه إلا طلقة واحدة ومنها المسافر الذي ينوي بسفره زيارة القبر الشريف زاده الله طيبا لا يقصر الصلاة، وسوى ذلك ما يشبهه، وبعث العقد إلى الملك الناصر فأمر بسجن ابن تيمية بالقلعة، فسجن بها حتى مات في السجن)).
وفي سنة (727هـ) الموافق (1327م) توفي شمس الدين محمد بن أبي طالب الأنصاري المعروف بشيخ الربوة الدمشقي، وكان قد وضع كتابه (نخبة الدهر في عجائب البر والبحر) وذكر فيه الزبداني ووادي بردى في سياق كلامه عن غوطة دمشق ونهر بردى فقال: ((ومن خصائص دمشق أيضا أن الحيات لا تلدغ داخل سورها أبدا، وهن قليلات فيها وفي غوطتها ونواحي أرضها، وعدد بساتينها مائة ألف وواحد وعشرون ألف بستان، تسقى بماء واحد يأتي إليها من أرض الزبداني. ومن وادي بردى عين تنحدر من أول الوادي، ومن عين الفيجة، وينبعث نهرا واحدا يسمى بردا، ثم يتفرق سبع فرقات كل فرقة نهر تسمى باسم، منها نهر يزيد فتحه يزيد بن معاوية فسمي باسمه، ونهر ثورة فتحه ملك من ملوك الروم اسمه ثورة فسمي باسمه، ونهر باناس فتحه باناس الحكيم اليوناني فسمي باسمه، ونهر القنوات، وكلاهما يجريان إلى داخل المدينة ويتفرقان في المصارف والبرك والقني والحمامات والطهارات، ونهر مزة منسوب إلى قرية تسمى المزة، وكان اسمها المنزه لما بها من صحة الهواء وصفاء الماء وحسن القصور وطيبة الثمار وكثرة الزهور والورد واستخراج الماء منه، حتى أن حراقته تلقى على الطرقات ودروبها وأزقتها كالمزابل فلا يكون لرائحته نظير، ويكون ألذ من المسك إلى مدة انقضاء الورد. ثم نهر داريا سادس النهور، وهو أرفعها مجرى وأبعدها مقسما، وداريا قرية عظيمة المغل والأرض، وبها قبر أبي مسلم الخولاني، وقبر أبي سليمان الداراني، ومما ورخه المؤرخون في سنة تسع وتسعين وستمائة أن الزراع زرعوا المباطخ بغرارتين ونصف بزر بطيخ أصفر، ثم أصابه البرد فأهلكه فاستأنفوا زرعه بمثله بزرا، وحضر ذلك مُشد الشام بَلبان الجوكدار الذي كان نائب قلعة صفد أخبر به ووُرِّخ عنه. وسابع النهور نهر البردا الجاري في قرارة الوادي، ولا يقبل إلا الارتفاع من مجراه، منه تقسمت الأنهار المذكورة، ثم ينقسم من هذه الأنهار فرق وجداول وتتفرق متشعبة بأراضي الغوطة، حتى لا يبقى منها بقعة يمكن وصول الماء إليها إلا ويصل، ويركبها سقيا لها بحساب وتسقيط معلوم في الليل والنهار، بساعات معلومة لا تزيد ولا تنقص. ثم يخرج عمود بعد ذلك وينبعث في جهة الشرق ويسقي قرايا وضياعا وأراضي مرجية وصحراوية حتى يصب آخره في بحيرة شرقي دمشق، بأرض عذراء ينبت بها القصب. وهذه البحيرة يصب فيها نهر آخر يسمى الأعوج، يجتمع عند تحليل الثلج ومن عصارات المياه والمواصي فيكون نهرا كبيرا)).
وفي وفيات سنة (730هـ) الموافق (1330م) ذكر ابن كثير في تاريخه (البداية والنهاية) المحدّث شهاب الدين أحمد بن أبي طالب الزبداني الأصل من قرية دير مقرن وترجم له فقال: ((الحجار ابن الشحنة: الشيخ الكبير المسند المعمر الرحلة شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي طالب بن نعمة بن حسن بن علي بن بيان الدير مقرني (الزبداني) ثم الصالحي الحجار المعروف بابن الشحنة، سمع البخاري على الزبيدي سنة ثلاثين وستمائة بقاسيون، وإنما ظهر سماعه سنة ست وسبعمائة ففرح بذلك المحدثون وأكثروا السماع عليه، فقرئ البخاري عليه نحوا من ستين مرة، وسمعنا عليه بدار الحديث الأشرفية في أيام الشتويات نحوا من خمسمائة جزء بالإجازات والسماع، وسماعه من الزبيدي وابن اللتي، وله إجازة من بغداد فيها مائة وثمانية وثلاثون شيخا من العوالي المسندين، وقد مكث مدة مقدم الحجارين نحوا من خمس وعشرين سنة، ثم كان يخيط في آخر عمره، واستقرت عليه جامكيته لما اشتغل بإسماع الحديث، وقد سمع عليه السلطان الملك الناصر (محمد بن قلاوون)، وخلع عليه وألبسه الخلعة بيده، وسمع عليه من أهل الديار المصرية والشامية أمم لا يحصون كثيرا، وانتفع الناس بذلك، وكان شيخا حسنا بهي المنظر سليم الصدر ممتعا بحواسه وقواه، فإنه عاش مائة سنة محققا، وزاد عليها، لأنه سمع البخاري من الزبيدي في سنة ثلاثين وستمائة وأسمعه هو في ثلاثين وسبعمائة في تاسع صفر بجامع دمشق، وسمعنا عليه يومئذ ولله الحمد، ويقال: إنه أدرك موت المعظم عيسى بن العادل لما توفي، والناس يسمعهم يقولون مات المعظم، وقد كانت وفاة المعظم في سنة أربع وعشرين وستمائة، وتوفي الحجار يوم الاثنين خامس عشرين صفر من هذه السنة، وصلي عليه بالمظفري يوم الثلاثاء ودفن بتربة له عند زاوية الدومي، بجوار جامع الأفرم)). كما ترجم له الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة) فقال: ((404 - أحمد بن أبي طالب بن أبي النعم نعمة بن حسن بن علي بن بيان الصالحي، الحجار أبو العباس ولد سنة 624هـ تقريبا بل قبل ذلك فإن الذهبي قال سألته سنة ست وسبعمائة عن عمره فقال: لحقت حصار الناصر داود لدمشق وكان ذلك سنة 626هـ، وسمع من ابن الزبيدي وابن اللتي، وأجاز له من بغداد القطيعي وابن روزبة والكاشغري وآخرون، ومن دمشق جعفر بن علي وعمر حتى ألحق الأحفاد بالأجداد، وأول ما ظهر للمحدثين سنة 706هـ، ووجد اسمه في أجزاء على ابن اللتي مثل جزء ابن مخلد ومسند عمر للنجار، ثم ظهر اسمه في أسماء السامعين على ابن الزبيدي فحدث بالصحيح أكثر من سبعين مرة بدمشق والصالحية وبالقاهرة ومصر وحماة وبعلبك وحمص وكفر بطنا وغيرها، ورأى من العز والإكرام ما لا مزيد عليه، وانتحت عليه الحفاظ ورحلوا إليه من البلاد وتزاحموا عليه من سنة 717 إلى أن مات، ولما مات نزل الناس بموته درجة، قال الذهبي: كان دموي اللون صحيح الركب أشقر طويلا أبطأ عنه الشيب وكانت له همة وفيه عقل وفهم يصغي جيدا وما رأيته نعس فيما أعلم، وثقل سمعه قليلا في الآخر، وكان خياطا ولما خدم حجارا بالقلعة من سنة ثلاث وأربعين وستمائة كان يشد السيف ويقف بالخدمة، وكان ربما أسمع في بعض الأيام أكثر النهار وحصل له المال وقدر بالقلعة المعلوم وعلى بيت المال، قال: وكان فيه دين وملازمة للصلاة ويصوم تطوعا وقد صام وهو ابن مائة سنة رمضان وأتبعه بست من شوال وكان حينئذ يغتسل بالماء البارد ولا يترك غشيان الزوجة، وله بوادر منها: أنه سئل عن عاق والديه فقال يقتل، وسئل عن صوم ست من شوال فقال (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر)، قال الذهبي: ولا أرتاب في سماعه من ابن الزبيدي فإنه لم يكن له أخ باسمه قط، شرع محب الدين ابن المحب في قراءة الصحيح قبل موته بيوم ثم قرأ عليه الميعاد الثاني يوم وفاته إلى الظهر فمات قرب العصر في الخامس والعشرين من صفر سنة 730هـ)).
وفي سنة (730هـ) الموافق (1330م) توفي أحد أمراء المماليك في زمن الملك الناصر محمد بن قلاوون وهو الأمير سيف الدين بهادر آص، وكان من ممتلكاته التي أقطعه إياه الملك الناصر سدس عين حليا الواقعة في شمال الزبداني بين عين حور وسرغايا إلى جهة الغرب والتي اندثرت حوالي سنة (1008هـ) الموافق (1600م) كما سيأتي في حينه، ذكر ذلك الصفدي في كتابه (الوافي في الوفيات) وفي كتابه (أعيان العصر وأعوان النصر) فقال في ترجمة الأمير سيف الدين بهادر آص: ((بهادر آص: الأمير الكبير سيف الدين، أكبر أمراء دمشق؛ كان من المنصورية وكان هو القائم بأمر السلطان الملك الناصر لما كان في الكرك تجيء رسله إليه في الباطن وتنزل عنده، وهو الذي يفرق الكتب ويأخذ أجوبتها ويحلّف الناس في الباطن إلى أن استتب له الأمر. وكان آخر من يبوس الأرض ويد السلطان في الشام، وكان ذا رخت عظيم وعدة كاملة وسلاح هائل. وتوجه إلى صفد نائباً وأقام بها مدة تقارب سنة ونصفاً، ثم عاد إلى دمشق على حاله، وحضر إلى صفد بعد الأمير سيف الدين قطلو بك الكبير، ثم عزل بالأمير سيف الدين بلبان طرنا المقدم ذكره. ولما كان مع الأمير سيف الدين تنكز على ملطية، أشار بشيء فيه خلافه، فقال بهادر آص: كما نحن في الصبينة، فحقدها عليه وكتب إلى السلطان، فقبض عليه وأقام في الاعتقال مدة سنة ونصف أو أكثر، ثم أفرج عنه وأعيد إلى مكانته وإقطاعه. ولم يزل كذلك إلى أن توفي سنة ثلاثين وسبع مائة فيما أظن، ودفن في تربته برّا باب الجابية. وخلف خمسة أولاد ذكور: الأمير ناصر الدين محمد، والأمير علاء الدين علي، وأمير عمر، وأمير أبا بكر، وأمير أحمد؛ فلحقه أمير عمر وكان أحسنهم صورة، ثم أمير أحمد وهو أصغرهم، ثم أمير علي وكان أمير عشرة. ووقفت على ورقة فيها أسماء أماكن إقطاع الأمير سيف الدين بهادر آص المذكور قبل الروك، وهي من دمشق: نهر قلوط بكماله، من حمص النهر بكماله، وأرض المزارات، من الجولان قرية سملين وقرية حلين بكمالهما، من البقاع ثلث كفر رند، ثلث عين دير الغزال بكمالها، ربع الرمادة، مخمسة بكمالها، ربع الدلهمية، قرقما بكمالها، تعناييل بكمالها، حقل حمزة بكمالها، ربع علين، مزرعة الساروقية بكمالها، سدس عين حليا، القناطر بكمالها، علاف بكمالها، ربع قناة، ربع بونين. من بيروت: سبعل بكمالها، من أذرعات سدس كفرتا، نصف بيت الراس وربع حديجه، ربع شطنا، ربع مهرنا، ربع كفر عصم، نصف عونا. من بصرى نصف صرخد المحروسة، ربع نجيح. قيسما بكمالها، نصف السعف، ربع قارا من زرع. من جبل عوف العربة بكمالها، صوفة بكمالها، حنيك بكمالها، نصف دلاعا. من البلقاء: نصف ماجد، بيرين بكمالها، ثلاث مزارع بكمالها. من الدمشقي خرنوبة بكمالها، خلدا بكمالها، أخصاص العوجا بكمالها، البيرة بكمالها. من عكا: عشرة أرماح بكمالها. من صفد: المنية بكمالها، المناوات بكمالها، المعثوقة بكمالها، كفر كنا. وعوض عن ذلك بعد الروك الناصري: نمرين من غور زغر بكمالها، الكفرين بكمالها. من نابلس: مردا بكمالها، ثلثا رويسون، دير بجالا بكمالها)).
وفي سنة (739هـ) الموافق (1338م) توفي بظاهر دمشق ودفن في دمشق الشيخ أبو الحسن الصحراوي خال الشيخ جمال الدين ابن قاضي الزبداني، ذكر ذلك ابن رافع السلامي في كتابه (الوفيات) فقال: ((وفي يوم الاثنين الثاني والعشرين من المحرم توفي الشيخ الصالح أبو الحسن علي بن أحمد بن قايماز بن عبد الله الصحراوي ببستانه بظاهر دمشق وصلي عليه بكرة الثلاثاء بالجامع المظفري ودفن بالقرب من المدرسة المعظمية. وهو خال الشيخ جمال الدين محمد بن الحسن بن عمار المعروف بابن قاضي الزبداني وحدث بجزء ابن عرفة بإجازته من ابن عبد الدائم)).
وفي سنة (739هـ) الموافق (1338م) توفي في الزبداني ودفن فيها الشيخ علاء الدين الفاكهاني، وقد ترجم لوفاته ابن رافع السلامي في كتابه (الوفيات) فقال: ((وفي يوم الثلاثاء السابع والعشرين من شعبان توفي الشيخ علاء الدين علي بن الوليد بن عبد الباقي بن محمد الفاكهاني، أبوه أخو الشيخ جمال الدين بن قاضي الزبداني لأمه، وكان موته بالزبداني ودفن من يومه هناك. سمع من محيي الدين يحيى بن محمد بن عبد الصمد بن العدل بالزبداني وحدث به، وكان رجلاً جيدا وله وجاهة ببلده)).
تعليقات
إرسال تعليق