وفي سنة (615هـ) الموافق (1219م) توفي الشاعر والفقيه والأديب فتيان بن علي الأسدي الشاغوري وكان مدرسا في مدرسة الزبداني لمدة طويلة. ذكر ذلك ابن تغري بردي صاحب (النجوم الزاهرة) في كتابه فقال:
((وفيها توفي فتيان بن علي بن فتيان الأسدي الحريمي المعروف بالشاغوري المعلم الشاعر المشهور كان فاضلًا شاعرًا. خدم الملوك ومدحهم وعلم أولادهم وله ديوان شعر مشهور. قال الأسعردي: إنه مات في هذه السنة. وقال ابن خلكان: إنه توفي سحر الثاني والعشرين من المحرم سنة خمس عشرة وستمائة بالشاغور ودفن بمقابر الباب الصغير وقول ابن خلكان هو الأرجح. انتهى. ومن شعر الشاغوري في مدح أرض الزبداني من دمشق:
قد أجمد الخمرَ كانونُ بقدح * وأضرم النارَ في الكانون حين قدح
يا جنة الزبداني أنت مشرقة * بوجهك إذا ما وجه الزمان كلح
الجو يحلجه والأرض تنسجه * والريح يندفه والقوس قوس قزح)).
وقد ترجم له الصفدي في كتابه (الوافي في الوفيات) فقال في ترجمته: ((الشهاب فتيان الشاغوري: الشهاب فتيان بن علي بن فتيان بن ثمال الأسدي الحريمي، المعروف بالشاغوري المعلم، كان فاضلا وشاعرا ماهرا، خدم الملوك ومدحهم وعلم أولادهم، وله ديوان شعر فيه مقاطيع حسان، وأقام مدة بالزبداني وله فيها أشعار لطيفة، فمن ذلك قوله في جنة الزبداني، وهي أرض فيحاء جميلة المنظر تتراكم عليها الثلوج في زمن الشتاء وتنبت أنواع الأزهار في زمن الربيع، ولقد أحسن فيها كل الإحسان، وهي:
قد أجمد الخمر كانون بكل قدح*وأخمد الجمر في الكانون حين قدح
يا جنة الزبداني أنت مسفرة * بحسن وجه إذا وجه الزمان كلح
فالثلج قطن عليك السحب تندفه * والجو يحلجه والقوس قوس قزح
وله وقد دخل إلى حمام ماؤها شديد الحرارة، وكان قد شاخ وكبر:
أرى ماء حمامكم كالحميم * نكابد منه عناء وبوسا
وعهدي بكم تسمطون الجداء * فما بالكم تسمطون التيوسا
وكان قد تعلق بخدمة الأمير بدر الدين مودود بن المبارك شحنة دمشق، وهو أخو عز الدين فروخ شاه ابن أخي السلطان صلاح الدين لأمه، وكان يعلم أولاده الخط، فكتب إليه شرف الدين بن عنين:
يا من تلقب ظلما بالشهاب وإن * نافى بظلمته في أفقها الشهبا
لا يغررنك من مودود دولته * وإن تمسكت من أسبابها سببا
فلست تنبح فيها غير واحدة * حتى تلف على خيشومك الذنبا
وكانت بينهما مكاتبات ومداعبات يطول شرحها. ومولده بعد سنة ثلاثين وخمسمائة ببانياس. ومن شعره:
علام تحركي والحظ ساكن * وما نهنهت في طلب ولكن
أرى نذلا تقدمه المساوي * على حر تؤخره المحاسن
وله ديوان آخر صغير رأيته بدمشق ونقلت منه:
الورد بوجنتيك زاه زاهر * والسحر بمقلتيك واف وافر
والعاشق في هواك ساه ساهر * يوجر ويخاف فهو شاك شاكر
وتوفي فتيان المذكور سحر الثاني والعشرين من المحرم سنة خمس عشرة وستمائة، ودفن بمقابر باب الصغير، رحمه الله تعالى. والشاغوري: بفتح الشين المعجمة وبعد الألف غين معجمة مضمومة ثم واو ساكنة بعدها راء، هذه النسبة إلى الشاغور، وهي عمارة بظاهر دمشق من جملة ضواحيها. والزبداني: بفتح الزاي والباء الموحدة والدال المهملة وبعد الألف نون مكسورة ثم ياء مثناة من تحتها، وهي قرية بين دمشق وبعلبك كثيرة الأشجار والمياه، رأيتها مرارا، وهي في غاية الحسن والطيبة)).
وذكر الزبداني ياقوت الحموي، وهو من وفيات سنة (626هـ)، في كتابه (معجم البلدان): ((الزبداني: بفتح أوله وثانيه ودال مهملة وبعد الألف ياء مشددة كياء النسبة. ولفظ الموضع والنسبة إليه واحد كقولنا رجل شافعي في النسبة إلى مذهب الشافعي، كورة مشهورة معروفة بين دمشق وبعلبك، منها خرج نهر دمشق، وإليها ينسب العدل الزبداني الذي كان يترسّل بين صلاح الدين يوسف بن أيوب والفرنج، ولم يكن محمودا في طريقته، فقال الشهاب الشاغوري الدمشقي يهجوه:
بالعدل تزدان الملـوك ومـا *** شان ابن أيوب سوى العدل
هو دلو دولته بـلا سـبـب *** فمتى أرى ذا الدلو في الحبل)).
قلت: الشهاب الشاغوري كان مدرسا في المدرسة التي أنشأها العدل الزبداني، وقد أتى العدل بالشهاب من دمشق كي يدرس في مدرسته وكان ذلك، ولما كانت العلاقة بين الأقران لا تخلو من تنافس فإن شهادة الشهاب الشاغوري على العدل الزبداني محل شك وريب وبحاجة إلى القليل من الأدلة والكثير من التثبت، والله أعلم.
وذكر ياقوت الحموي (626هـ) نهر بردى في كتابه (معجم البلدان) فقال: ((بردى: بثلاث فتحات، قال جرير: لا ورد للقوم إن لم يعرفوا بردى ** إذا تجوب عن أعناقها السـدف، وقال نفطويه: هو بردى ممال يكتب بالياء، أعظم نهر في دمشق، مخرجه من قرية يقال: لها قنوى من كورة الزبداني على خمسة فراسخ من دمشق مما يلي بعلبك، يظهر الماء من عيون هناك ثم يصب إلى قرية تعرف بالفيجة على فرسخين من دمشق وتنضم إليه عين أخرى، ثم يخرج الجميع إلى قرية تعرف بجمرايا فيفترق حينئذ فيصير أكثره في بردى ويحمل الباقي نهر يزيد وهو نهر حفره يزيد بن معاوية في لحف جبل قاسيون، فإذا صار ماء بردى إلى قرية يقال لها: دمّر افترق على ثلاثة أقسام لبردى منه نحو النصف ويفترق الباقي نهرين يقال لأحدهما: ثورا في شمالي بردى وللآخر بانياس في قبلية، وتمتزج هذه الأنهر الثلاثة بالوادي ثم بالغوطة حتى يمر بردى بمدينة دمشق في ظاهرها فيشق ما بينها وبين العقيبة حتى يصب في بحيرة المرج في شرقي دمشق، وهو أهبط أنهار دمشق، وإليه تنصب فضلات أنهرها ويساوقه من الجهة الشمالية نهر ثورا وفي شمال ثورا نهر يزيد، إلى أن ينفصل عن دمشق وبساتينها ومهما فضل من ذلك كله صب في بحيرة المرج، وأما بانياس فإنه يدخل إلى وسط مدينة دمشق فيكون منه بعض مياه قنواتها وقساطلها وينفصل باقيه فيسقي زروعها من جهة الباب الصغير والشرقي، وقد أكثر الشعراء في وصف بردى في شعرهم وحق لهم فإنه بلا شك أنزه نهر في الدنيا، فمن ذلك قول ذي القرنين أبي المطاع بن حمدان:
سقى الله أرض الغوطتين وأهلها * فلي بجنوب الغوطتين شـجـون
وما ذقت طعم الماء إلا استخفنـي * إلى بردى والنيربـين حـنـين
وقد كان شكي في الفراق يروعني * فكيف يكون الـيوم وهـو يقـين
فوالله ما فارقتكم قـالـيا لـكـم * ولكن ما يقضى فسـوف يكـون.
وقال العماد أبو عبد الله محمد بن محمد الأصبهاني الكاتب يذكر هذه الأنهر من قصيدة:
إلى ناس بانياس لي صـبـوة * لها الوجد داع وذكري مثير
يزيد اشتياقي وينمـو كـمـا * يزيدُ يزيد وثـورا يثــور
ومن بردى برد قلبي المشوق * فها أنا من حره مستـجـير)).
قلت: رحم الله ياقوت الحموي وكل من تغزل بنهر بردى، لو أنهم عاشوا إلى مطلع القرن الحادي والعشرين ليروا نهر بردى قاعا صفصفا لا قطرة ماء فيه، فقد تم تجفيف هذا النهر بحفر عشرات الآبار حوله وضخ المياه في قساطل إلى مدينة دمشق.
كما ذكر ياقوت الحموي (626هـ) في كتابه (الخزل والدأل في الدور والدارات والدير) دير قانون: وهي من قرى وادي بردى، وآبل: وهو الاسم القديم لقرية سوق وادي بردى وهي من أقدم قرى ذلك الوادي، فقال ياقوت الحموي: ((ودير قانون من نواحي دمشق، ذكره ابن منير في شعر يذكر فيه منتزهات الغوطة، فقال: فالماطرون فداريا فجارتها * فآبل فمغاني دير قانون. ويقال: إنه بالباء الموحدة من تحت، يعني (قابون)، وأظنه غير هذا)). وهذا الكتاب من أواخر ما كتبه ياقوت الحموي ولا يقل روعة عن كتابه معجم البلدان، ويقع في مائتي صفحة، والدور هنا جمع دار، وهي القبيلة، والمراد أنها قبائل اجتمعت، كل في محله، فسميت المحلة داراً، وسمي بها ساكنوها على المجاز، بحذف المضاف، إذ الأصل أهل الدور وهو كقوله تعالى: (واسأل القرية)، أي أهل القرية. وأما الدارات فهي جمع دارة، والدارة: فهي ما أحاط بالشيء، ومنه دارةُ القمرِ، وهي هالته التي حوله، ودارة الرمل وما استدار منه. والدارة أيضاً هي كل أرضٍ واسعةٍ بين جبال. وأما الدِيَر فهي جمع دير، والدير هو بيتٌ يتعبد فيه الرهبان، ولا يكاد يكون في المِصر الأعظم. إنما يكون في الصحارى، ورؤوس الجبال. فإن كان في المِصر الأعظم كان كنيسة أو بيعة.
وفي سنة (627هـ) الموافق (1231م)، سلم الملك الأمجد بهرام شاه بن فروخ شاه بن شاهنشاه بن أيوب بعلبك إلى الملك الأشرف موسى بن الملك العادل أبو بكر شقيق صلاح الدين، وكان الملك الأشرف حاكما للشام ومصر، فأقطعه الزبداني وأعمالها. وقد ذكر ذلك ابن كثير في تاريخه (البداية والنهاية) في أحداث هذه السنة فقال: ((وفيها تسلم الأشرف قلعة بعلبك من الملك الأمجد بهرام شاه بعد حصار طويل، وعوضه الملك الأشرف عنها الزبداني وقصير دمشق الذي هو شماليها ومواضع أخر، وتوجه الملك الأمجد وأقام بداره التي داخل باب النصر بدمشق دار السفارة)). وذكر هذه الحادثة أيضا الملك المؤيد أبو الفداء إسماعيل بن علي صاحب حماة في تاريخه (المختصر في تاريخ البشر). قلت: ولم يدم ملك الملك الأمجد بهرام شاه للزبداني أكثر من سنة واحدة، فقد ترجم له الصفدي في (الوافي في الوفيات) فقال: ((الملك الأمجد: بهرام شاه بن فروخ شاه بن شاهنشاه بن أيوب، السلطان الملك الأمجد مجد الدين أبو المظفر صاحب بعلبك، ولي بعلبك خمسين سنة بعد أبيه، وكان أديبا فاضلا شاعرا جوادا ممدحا، له ديوان شعر موجود. أخذت منه بعلبك سنة سبع وعشرين وستمائة، وملكها الأشرف موسى وسلمها إلى أخيه الصالح، فقدم الأمجد إلى دمشق وأقام بها قليلا، وقتله مملوك له مليح. ودفن بتربة والده على الشرف الشمالي في شهر شوال سنة ثمان وعشرين وستمائة. وحصره الأشرف موسى وأعانه صاحب حمص أسد الدين شيركوه، فلما قدم دمشق، اتفق أنه كان له غلام محبوس في خزانة في الدار، فجلس ليلة يلهو بالنرد فولع الغلام برزة الباب ففكها، وهجم على الأمجد فقتله ثاني وعشرين شوال وهرب الغلام ورمى بنفسه من السطح فمات، وقيل: لحقه المماليك عند وقعته فقطعوه)).
وفي وفيات سنة (634هـ) الموافق (1237م) ذكر ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية) القاضي عبد الرحمن التكريتي، وقال عنه: ((القاضي عبد الرحمن التكريتي: الحاكم بالكرك، ومدرس مدرسة الزبداني، فلما أخذت أوقافها سار إلى القدس ثم إلى دمشق، فكان ينوب بها عن القضاة، وكان فاضلا نزها، عفيفا ديِّنا، رحمه الله تعالى ورضي عنه)).
وقد ذكر الزبداني وسوق وادي بردى (بابل السوق) الطبيب والصيدلاني الدمشقي الشهير ابن البيطار (646هـ) الموافق (1284م) في كتابه (الجامع لمفردات الأدوية والأغذية)، وهو كتاب جامع في الأدوية والأغذية من الأعشاب والنباتات. ذكر فيه المصنف ماهية هذه الأدوية وقواها ومنافعها ومضارها وإصلاح ضررها، والمقدار المستعمل منها، أو عصارتها أو طبخها، وما يقوم مقامها عند عدمها، وقد استوعب فيه المصنف المقالات الخمس لديسقوريدوس والمقالات الست لجالينوس في مفردات الأدوية بحرفيتها، وكذلك ألحق به مقالات المحدثين في الأدوية النباتية والمعدنية والحيوانية، مع صحة النقل فيما يذكره عن الأقدمين وما يحرره عن المحدثين، وقد رتبه ترتيبا ألفبائيا على حسب حروف المعجم، ذكرها في سياق كلامه على نبات العاقر قرحا فقال: ((ديسقوريدوس في الثالثة: قوريون هو نبات له ساق وورق مثل ساق وورق الدوقو الذي ليس ببستاني أو النبات الذي يقال له ماراثن وإكليل شبيه بإكليل الشبت وزهر شبيه بالشعر وعرق في غلظ الإبهام. لي: هو دواء معروف عند الجميع وهو المسمى بالبربرية بتاغندست وهو غير هذا الدواء الذي ذكره ديسقوريدوس وفسرته التراجمة بالعاقر قرحا وليس به لأن العاقر قرحا نبات لا يعرف اليوم وما قبله بغير بلاد المغرب خاصة ومنها يحمل إلى سائر البلاد، وأول ما وقفت عليه وشاهدت نباته بأعمال أفريقية بظاهر مدينة يقال لها قسطينة الهوى بالجانب القبلي منها بموضع يعرف بضيعة لواتة. ومن هناك جمعته، عرفني به بعض العربان وهو نبات يشبه في شكله وقضبانه وورقه وزهره جملة النبات المعروف بالبابونج الأبيض الزهر المعروف بمصر بالكركاش إلا أن قضبان العاقر قرحا عليه زغب أبيض وهي ممتدة على وجه الأرض وهي كثيرة مخرجها من أصل واحد على كل قضيب منه رأس مدور كشكل رأس البابونج الصغير المذكور أصغر الوسط وله أسنان دائرة بالأصغر منها باطنها مما يلي الأرض أحمر وظاهرها إلى فوق الأرض أبيض وله أصل في طول فتر في غلظ أصبع حار حريف محرق فهذه صفة العاقر قرحا على الحقيقة، وأما الدواء الذي ذكره ديسقوريدوس، وسماه باليونانية قوريون وفسرته التراجمة بالعاقر قرحا كما قلنا وليس به فهو دواء اليوم أيضاً عند أهل صناعتنا بدمشق يعرف بعود القرح الجبلي ويعرفون التاغندست بعود القرح المغربي وهذا الدواء المعروف بعود القوح الجبلي كثير بأرض الشام يشبه نباته ما عظم من نبات الرازيانج وله ثمر، وقد رأيته وجمعته بظاهر دمشق في رأس وادي بردى بموضع يعرف ببابل السوق على يسرى الطريق وأنت طالب الزبداني على الصورة التي وصفه ديسقوريدوس بها فاعرف ذلك وتحققه. جالينوس في الثامنة: أكثر ما يستعمل من هذا أصله خاصة وقوته محرقة تحرق وبسبب هذه القوة صار يسكن وجع الأسنان الحادث من البرودة وينفع من النافض والقشعريرة الكائنة بأدوار إذا دلك به البدن كله قبل وقت الحمى مع زيت وينفع من به خدر في أعضائه ومن به استرخاء قد أزمنه. ديسقوريدوس: يحذو اللسان إذا ذيق حذواً شديداً ويجلب بلغماً وكذا إذا طبخ بالخل وتمضمض به نفع من وجع الأسنان وإذا مضغ جلب البلغم وإذا سحق وخلط بزيت وتمسح به أدر العرق ونفع من وجع الكزاز إذا كان يعرض للإنسان كثيراً ويوافق الأعضاء التي قد غلب عليها البرد والتي قد فسد حسها وحركتها وينفع منها نفعاً بيناً. ابن سينا: هو شديد التفتيح لسدد المصفاة والخشم وإذا طبخ بالخل وأمسك خله في الفم شد الأسنان المتحركة. التجربتين: إذا دق وذر على مقدم الدماغ سخنه ونفع من توالي النزلات وينفع المفلوجين والمصروعين الذين صرعهم من خلط غليظ في الدماغ وإذا مضغ مع الزفت أو مع المصطكي جذب بلغماً كثيراً لزجاً وإذا أخذ منه معجوناً بعسل لعقاً ذوب بلغم المعدة ويزيد في الجماع في أمزجة المبرودين والمرطوبين جداً وإذا سحق وخلط بدقيق الفول وملئت منه خريطة وجعل فيها الذكر مع البيضتين وتركا كذلك يوماً كاملاً أعان على الجماع للمبرودين ولا سيّما لمن يجد في أنثييه برداً ظاهراً. الدمشقي: العاقر قرحا حار يابس في الدرجة الرابعة. إسحاق بن عمران: ينفع إذا طبخ بالخل وتمضمض به لسقوط اللهاة واسترخاء اللسان العارض من البلغم. أبو الصلت: إذا شرب منه وزن درهمين أسهل البلغم. الشريف: ودهنه ينفع من اللقوة والاسترخاء والفالج وإذا دهن به القضيب قبل الجماع بعث على الشهوة وأعان على إسراع الإنزال وصفة دهنه يحق من أصله قدر أوقية ويطبخ في رطل ماء حتى يرجع إلى أوقيتين ويلقي عليها مثلها زيتاً ويطبخ الجميع حتى ينضب الماء ويبقى الزيت ثم يصفى ويرفع لوقت الحاجة إليه)).
((وفيها توفي فتيان بن علي بن فتيان الأسدي الحريمي المعروف بالشاغوري المعلم الشاعر المشهور كان فاضلًا شاعرًا. خدم الملوك ومدحهم وعلم أولادهم وله ديوان شعر مشهور. قال الأسعردي: إنه مات في هذه السنة. وقال ابن خلكان: إنه توفي سحر الثاني والعشرين من المحرم سنة خمس عشرة وستمائة بالشاغور ودفن بمقابر الباب الصغير وقول ابن خلكان هو الأرجح. انتهى. ومن شعر الشاغوري في مدح أرض الزبداني من دمشق:
قد أجمد الخمرَ كانونُ بقدح * وأضرم النارَ في الكانون حين قدح
يا جنة الزبداني أنت مشرقة * بوجهك إذا ما وجه الزمان كلح
الجو يحلجه والأرض تنسجه * والريح يندفه والقوس قوس قزح)).
وقد ترجم له الصفدي في كتابه (الوافي في الوفيات) فقال في ترجمته: ((الشهاب فتيان الشاغوري: الشهاب فتيان بن علي بن فتيان بن ثمال الأسدي الحريمي، المعروف بالشاغوري المعلم، كان فاضلا وشاعرا ماهرا، خدم الملوك ومدحهم وعلم أولادهم، وله ديوان شعر فيه مقاطيع حسان، وأقام مدة بالزبداني وله فيها أشعار لطيفة، فمن ذلك قوله في جنة الزبداني، وهي أرض فيحاء جميلة المنظر تتراكم عليها الثلوج في زمن الشتاء وتنبت أنواع الأزهار في زمن الربيع، ولقد أحسن فيها كل الإحسان، وهي:
قد أجمد الخمر كانون بكل قدح*وأخمد الجمر في الكانون حين قدح
يا جنة الزبداني أنت مسفرة * بحسن وجه إذا وجه الزمان كلح
فالثلج قطن عليك السحب تندفه * والجو يحلجه والقوس قوس قزح
وله وقد دخل إلى حمام ماؤها شديد الحرارة، وكان قد شاخ وكبر:
أرى ماء حمامكم كالحميم * نكابد منه عناء وبوسا
وعهدي بكم تسمطون الجداء * فما بالكم تسمطون التيوسا
وكان قد تعلق بخدمة الأمير بدر الدين مودود بن المبارك شحنة دمشق، وهو أخو عز الدين فروخ شاه ابن أخي السلطان صلاح الدين لأمه، وكان يعلم أولاده الخط، فكتب إليه شرف الدين بن عنين:
يا من تلقب ظلما بالشهاب وإن * نافى بظلمته في أفقها الشهبا
لا يغررنك من مودود دولته * وإن تمسكت من أسبابها سببا
فلست تنبح فيها غير واحدة * حتى تلف على خيشومك الذنبا
وكانت بينهما مكاتبات ومداعبات يطول شرحها. ومولده بعد سنة ثلاثين وخمسمائة ببانياس. ومن شعره:
علام تحركي والحظ ساكن * وما نهنهت في طلب ولكن
أرى نذلا تقدمه المساوي * على حر تؤخره المحاسن
وله ديوان آخر صغير رأيته بدمشق ونقلت منه:
الورد بوجنتيك زاه زاهر * والسحر بمقلتيك واف وافر
والعاشق في هواك ساه ساهر * يوجر ويخاف فهو شاك شاكر
وتوفي فتيان المذكور سحر الثاني والعشرين من المحرم سنة خمس عشرة وستمائة، ودفن بمقابر باب الصغير، رحمه الله تعالى. والشاغوري: بفتح الشين المعجمة وبعد الألف غين معجمة مضمومة ثم واو ساكنة بعدها راء، هذه النسبة إلى الشاغور، وهي عمارة بظاهر دمشق من جملة ضواحيها. والزبداني: بفتح الزاي والباء الموحدة والدال المهملة وبعد الألف نون مكسورة ثم ياء مثناة من تحتها، وهي قرية بين دمشق وبعلبك كثيرة الأشجار والمياه، رأيتها مرارا، وهي في غاية الحسن والطيبة)).
وذكر الزبداني ياقوت الحموي، وهو من وفيات سنة (626هـ)، في كتابه (معجم البلدان): ((الزبداني: بفتح أوله وثانيه ودال مهملة وبعد الألف ياء مشددة كياء النسبة. ولفظ الموضع والنسبة إليه واحد كقولنا رجل شافعي في النسبة إلى مذهب الشافعي، كورة مشهورة معروفة بين دمشق وبعلبك، منها خرج نهر دمشق، وإليها ينسب العدل الزبداني الذي كان يترسّل بين صلاح الدين يوسف بن أيوب والفرنج، ولم يكن محمودا في طريقته، فقال الشهاب الشاغوري الدمشقي يهجوه:
بالعدل تزدان الملـوك ومـا *** شان ابن أيوب سوى العدل
هو دلو دولته بـلا سـبـب *** فمتى أرى ذا الدلو في الحبل)).
قلت: الشهاب الشاغوري كان مدرسا في المدرسة التي أنشأها العدل الزبداني، وقد أتى العدل بالشهاب من دمشق كي يدرس في مدرسته وكان ذلك، ولما كانت العلاقة بين الأقران لا تخلو من تنافس فإن شهادة الشهاب الشاغوري على العدل الزبداني محل شك وريب وبحاجة إلى القليل من الأدلة والكثير من التثبت، والله أعلم.
وذكر ياقوت الحموي (626هـ) نهر بردى في كتابه (معجم البلدان) فقال: ((بردى: بثلاث فتحات، قال جرير: لا ورد للقوم إن لم يعرفوا بردى ** إذا تجوب عن أعناقها السـدف، وقال نفطويه: هو بردى ممال يكتب بالياء، أعظم نهر في دمشق، مخرجه من قرية يقال: لها قنوى من كورة الزبداني على خمسة فراسخ من دمشق مما يلي بعلبك، يظهر الماء من عيون هناك ثم يصب إلى قرية تعرف بالفيجة على فرسخين من دمشق وتنضم إليه عين أخرى، ثم يخرج الجميع إلى قرية تعرف بجمرايا فيفترق حينئذ فيصير أكثره في بردى ويحمل الباقي نهر يزيد وهو نهر حفره يزيد بن معاوية في لحف جبل قاسيون، فإذا صار ماء بردى إلى قرية يقال لها: دمّر افترق على ثلاثة أقسام لبردى منه نحو النصف ويفترق الباقي نهرين يقال لأحدهما: ثورا في شمالي بردى وللآخر بانياس في قبلية، وتمتزج هذه الأنهر الثلاثة بالوادي ثم بالغوطة حتى يمر بردى بمدينة دمشق في ظاهرها فيشق ما بينها وبين العقيبة حتى يصب في بحيرة المرج في شرقي دمشق، وهو أهبط أنهار دمشق، وإليه تنصب فضلات أنهرها ويساوقه من الجهة الشمالية نهر ثورا وفي شمال ثورا نهر يزيد، إلى أن ينفصل عن دمشق وبساتينها ومهما فضل من ذلك كله صب في بحيرة المرج، وأما بانياس فإنه يدخل إلى وسط مدينة دمشق فيكون منه بعض مياه قنواتها وقساطلها وينفصل باقيه فيسقي زروعها من جهة الباب الصغير والشرقي، وقد أكثر الشعراء في وصف بردى في شعرهم وحق لهم فإنه بلا شك أنزه نهر في الدنيا، فمن ذلك قول ذي القرنين أبي المطاع بن حمدان:
سقى الله أرض الغوطتين وأهلها * فلي بجنوب الغوطتين شـجـون
وما ذقت طعم الماء إلا استخفنـي * إلى بردى والنيربـين حـنـين
وقد كان شكي في الفراق يروعني * فكيف يكون الـيوم وهـو يقـين
فوالله ما فارقتكم قـالـيا لـكـم * ولكن ما يقضى فسـوف يكـون.
وقال العماد أبو عبد الله محمد بن محمد الأصبهاني الكاتب يذكر هذه الأنهر من قصيدة:
إلى ناس بانياس لي صـبـوة * لها الوجد داع وذكري مثير
يزيد اشتياقي وينمـو كـمـا * يزيدُ يزيد وثـورا يثــور
ومن بردى برد قلبي المشوق * فها أنا من حره مستـجـير)).
قلت: رحم الله ياقوت الحموي وكل من تغزل بنهر بردى، لو أنهم عاشوا إلى مطلع القرن الحادي والعشرين ليروا نهر بردى قاعا صفصفا لا قطرة ماء فيه، فقد تم تجفيف هذا النهر بحفر عشرات الآبار حوله وضخ المياه في قساطل إلى مدينة دمشق.
كما ذكر ياقوت الحموي (626هـ) في كتابه (الخزل والدأل في الدور والدارات والدير) دير قانون: وهي من قرى وادي بردى، وآبل: وهو الاسم القديم لقرية سوق وادي بردى وهي من أقدم قرى ذلك الوادي، فقال ياقوت الحموي: ((ودير قانون من نواحي دمشق، ذكره ابن منير في شعر يذكر فيه منتزهات الغوطة، فقال: فالماطرون فداريا فجارتها * فآبل فمغاني دير قانون. ويقال: إنه بالباء الموحدة من تحت، يعني (قابون)، وأظنه غير هذا)). وهذا الكتاب من أواخر ما كتبه ياقوت الحموي ولا يقل روعة عن كتابه معجم البلدان، ويقع في مائتي صفحة، والدور هنا جمع دار، وهي القبيلة، والمراد أنها قبائل اجتمعت، كل في محله، فسميت المحلة داراً، وسمي بها ساكنوها على المجاز، بحذف المضاف، إذ الأصل أهل الدور وهو كقوله تعالى: (واسأل القرية)، أي أهل القرية. وأما الدارات فهي جمع دارة، والدارة: فهي ما أحاط بالشيء، ومنه دارةُ القمرِ، وهي هالته التي حوله، ودارة الرمل وما استدار منه. والدارة أيضاً هي كل أرضٍ واسعةٍ بين جبال. وأما الدِيَر فهي جمع دير، والدير هو بيتٌ يتعبد فيه الرهبان، ولا يكاد يكون في المِصر الأعظم. إنما يكون في الصحارى، ورؤوس الجبال. فإن كان في المِصر الأعظم كان كنيسة أو بيعة.
وفي سنة (627هـ) الموافق (1231م)، سلم الملك الأمجد بهرام شاه بن فروخ شاه بن شاهنشاه بن أيوب بعلبك إلى الملك الأشرف موسى بن الملك العادل أبو بكر شقيق صلاح الدين، وكان الملك الأشرف حاكما للشام ومصر، فأقطعه الزبداني وأعمالها. وقد ذكر ذلك ابن كثير في تاريخه (البداية والنهاية) في أحداث هذه السنة فقال: ((وفيها تسلم الأشرف قلعة بعلبك من الملك الأمجد بهرام شاه بعد حصار طويل، وعوضه الملك الأشرف عنها الزبداني وقصير دمشق الذي هو شماليها ومواضع أخر، وتوجه الملك الأمجد وأقام بداره التي داخل باب النصر بدمشق دار السفارة)). وذكر هذه الحادثة أيضا الملك المؤيد أبو الفداء إسماعيل بن علي صاحب حماة في تاريخه (المختصر في تاريخ البشر). قلت: ولم يدم ملك الملك الأمجد بهرام شاه للزبداني أكثر من سنة واحدة، فقد ترجم له الصفدي في (الوافي في الوفيات) فقال: ((الملك الأمجد: بهرام شاه بن فروخ شاه بن شاهنشاه بن أيوب، السلطان الملك الأمجد مجد الدين أبو المظفر صاحب بعلبك، ولي بعلبك خمسين سنة بعد أبيه، وكان أديبا فاضلا شاعرا جوادا ممدحا، له ديوان شعر موجود. أخذت منه بعلبك سنة سبع وعشرين وستمائة، وملكها الأشرف موسى وسلمها إلى أخيه الصالح، فقدم الأمجد إلى دمشق وأقام بها قليلا، وقتله مملوك له مليح. ودفن بتربة والده على الشرف الشمالي في شهر شوال سنة ثمان وعشرين وستمائة. وحصره الأشرف موسى وأعانه صاحب حمص أسد الدين شيركوه، فلما قدم دمشق، اتفق أنه كان له غلام محبوس في خزانة في الدار، فجلس ليلة يلهو بالنرد فولع الغلام برزة الباب ففكها، وهجم على الأمجد فقتله ثاني وعشرين شوال وهرب الغلام ورمى بنفسه من السطح فمات، وقيل: لحقه المماليك عند وقعته فقطعوه)).
وفي وفيات سنة (634هـ) الموافق (1237م) ذكر ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية) القاضي عبد الرحمن التكريتي، وقال عنه: ((القاضي عبد الرحمن التكريتي: الحاكم بالكرك، ومدرس مدرسة الزبداني، فلما أخذت أوقافها سار إلى القدس ثم إلى دمشق، فكان ينوب بها عن القضاة، وكان فاضلا نزها، عفيفا ديِّنا، رحمه الله تعالى ورضي عنه)).
وقد ذكر الزبداني وسوق وادي بردى (بابل السوق) الطبيب والصيدلاني الدمشقي الشهير ابن البيطار (646هـ) الموافق (1284م) في كتابه (الجامع لمفردات الأدوية والأغذية)، وهو كتاب جامع في الأدوية والأغذية من الأعشاب والنباتات. ذكر فيه المصنف ماهية هذه الأدوية وقواها ومنافعها ومضارها وإصلاح ضررها، والمقدار المستعمل منها، أو عصارتها أو طبخها، وما يقوم مقامها عند عدمها، وقد استوعب فيه المصنف المقالات الخمس لديسقوريدوس والمقالات الست لجالينوس في مفردات الأدوية بحرفيتها، وكذلك ألحق به مقالات المحدثين في الأدوية النباتية والمعدنية والحيوانية، مع صحة النقل فيما يذكره عن الأقدمين وما يحرره عن المحدثين، وقد رتبه ترتيبا ألفبائيا على حسب حروف المعجم، ذكرها في سياق كلامه على نبات العاقر قرحا فقال: ((ديسقوريدوس في الثالثة: قوريون هو نبات له ساق وورق مثل ساق وورق الدوقو الذي ليس ببستاني أو النبات الذي يقال له ماراثن وإكليل شبيه بإكليل الشبت وزهر شبيه بالشعر وعرق في غلظ الإبهام. لي: هو دواء معروف عند الجميع وهو المسمى بالبربرية بتاغندست وهو غير هذا الدواء الذي ذكره ديسقوريدوس وفسرته التراجمة بالعاقر قرحا وليس به لأن العاقر قرحا نبات لا يعرف اليوم وما قبله بغير بلاد المغرب خاصة ومنها يحمل إلى سائر البلاد، وأول ما وقفت عليه وشاهدت نباته بأعمال أفريقية بظاهر مدينة يقال لها قسطينة الهوى بالجانب القبلي منها بموضع يعرف بضيعة لواتة. ومن هناك جمعته، عرفني به بعض العربان وهو نبات يشبه في شكله وقضبانه وورقه وزهره جملة النبات المعروف بالبابونج الأبيض الزهر المعروف بمصر بالكركاش إلا أن قضبان العاقر قرحا عليه زغب أبيض وهي ممتدة على وجه الأرض وهي كثيرة مخرجها من أصل واحد على كل قضيب منه رأس مدور كشكل رأس البابونج الصغير المذكور أصغر الوسط وله أسنان دائرة بالأصغر منها باطنها مما يلي الأرض أحمر وظاهرها إلى فوق الأرض أبيض وله أصل في طول فتر في غلظ أصبع حار حريف محرق فهذه صفة العاقر قرحا على الحقيقة، وأما الدواء الذي ذكره ديسقوريدوس، وسماه باليونانية قوريون وفسرته التراجمة بالعاقر قرحا كما قلنا وليس به فهو دواء اليوم أيضاً عند أهل صناعتنا بدمشق يعرف بعود القرح الجبلي ويعرفون التاغندست بعود القرح المغربي وهذا الدواء المعروف بعود القوح الجبلي كثير بأرض الشام يشبه نباته ما عظم من نبات الرازيانج وله ثمر، وقد رأيته وجمعته بظاهر دمشق في رأس وادي بردى بموضع يعرف ببابل السوق على يسرى الطريق وأنت طالب الزبداني على الصورة التي وصفه ديسقوريدوس بها فاعرف ذلك وتحققه. جالينوس في الثامنة: أكثر ما يستعمل من هذا أصله خاصة وقوته محرقة تحرق وبسبب هذه القوة صار يسكن وجع الأسنان الحادث من البرودة وينفع من النافض والقشعريرة الكائنة بأدوار إذا دلك به البدن كله قبل وقت الحمى مع زيت وينفع من به خدر في أعضائه ومن به استرخاء قد أزمنه. ديسقوريدوس: يحذو اللسان إذا ذيق حذواً شديداً ويجلب بلغماً وكذا إذا طبخ بالخل وتمضمض به نفع من وجع الأسنان وإذا مضغ جلب البلغم وإذا سحق وخلط بزيت وتمسح به أدر العرق ونفع من وجع الكزاز إذا كان يعرض للإنسان كثيراً ويوافق الأعضاء التي قد غلب عليها البرد والتي قد فسد حسها وحركتها وينفع منها نفعاً بيناً. ابن سينا: هو شديد التفتيح لسدد المصفاة والخشم وإذا طبخ بالخل وأمسك خله في الفم شد الأسنان المتحركة. التجربتين: إذا دق وذر على مقدم الدماغ سخنه ونفع من توالي النزلات وينفع المفلوجين والمصروعين الذين صرعهم من خلط غليظ في الدماغ وإذا مضغ مع الزفت أو مع المصطكي جذب بلغماً كثيراً لزجاً وإذا أخذ منه معجوناً بعسل لعقاً ذوب بلغم المعدة ويزيد في الجماع في أمزجة المبرودين والمرطوبين جداً وإذا سحق وخلط بدقيق الفول وملئت منه خريطة وجعل فيها الذكر مع البيضتين وتركا كذلك يوماً كاملاً أعان على الجماع للمبرودين ولا سيّما لمن يجد في أنثييه برداً ظاهراً. الدمشقي: العاقر قرحا حار يابس في الدرجة الرابعة. إسحاق بن عمران: ينفع إذا طبخ بالخل وتمضمض به لسقوط اللهاة واسترخاء اللسان العارض من البلغم. أبو الصلت: إذا شرب منه وزن درهمين أسهل البلغم. الشريف: ودهنه ينفع من اللقوة والاسترخاء والفالج وإذا دهن به القضيب قبل الجماع بعث على الشهوة وأعان على إسراع الإنزال وصفة دهنه يحق من أصله قدر أوقية ويطبخ في رطل ماء حتى يرجع إلى أوقيتين ويلقي عليها مثلها زيتاً ويطبخ الجميع حتى ينضب الماء ويبقى الزيت ثم يصفى ويرفع لوقت الحاجة إليه)).
تعليقات
إرسال تعليق