وفي أحداث سنة (596هـ) الموافق (1200م) ذكر ابن تغري بردي في تاريخه (النجوم الزاهرة) أن خلافا وقع بين الملك العادل أبو بكر بن أيوب شقيق صلاح الدين وكان ملكا على دمشق وبين الملك الأفضل علي بن يوسف بن أيوب وهو الابن الأكبر لصلاح الدين وكان ملكا على القاهرة، وأن العدل الزبداني نجيب الدين أبو محمد عبد الله بن حيدرة كان
وسيطا في الصلح بينهما وانتهى الأمر بأن أصبح العادل ملكا على دمشق والقاهرة فقال: ((وأما الأفضل فإنه سار إلى مصر فأرسل العادل وراءه أبا محمد نجيب الدين إليه بالزبداني يقول له: ترفق فأنا لك مثل الوالد وعندي كل ما تريد)).
وفي سنة (599هـ) الموافق (1203م) توفي الأديب والشاعر عثمان بن عيسى بن هيجون بمصر وكان مقيما بدمشق ويتردد إلى الزبداني للتعليم، قبل انتقاله إلى مصر، وقد ترجم له الصفدي في كتابه (الوافي في الوفيات) فقال: ((أبو الفتح ابن هيجون البلطي: عثمان بن عيسى بن هيجون. أبو الفتح البلطي الأديب النحوي. له شعر ومجاميع في الأدب، وكان طويلا ضخماً كثير اللحية ويلبس عمامة كبيرة وثيابا كثيرة في الحر، تصدر في الجامع العتيق بمصر، وروى، وتوفي سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وبلط بلد قريبة من الموصل. وكان قد أقام بدمشق مدة يتردد إلى الزبداني للتعليم، ولما فتحت مصر انتقل إليها وحظي بها، ورتب له صلاح الدين على جامع مصر جاريا يقرئ به النحو والقرآن، ولما كان في آخر سني الغلاء بمصر توفي وبقي في بيته ثلاثة أيام ميتا لأنه كان يحب الانفراد والخلوة. وكان يتطلس ولا يدير الطيلسان على عنقه بل يرسله، وكان إذا دخل فصل الشتاء اختفى ولم يكد يظهر وكانوا يقولون له: أنت في الشتاء من حشرات الأرض! وكان إماماً نحويا ومؤرخا وشاعرا وله: العروض الكبير نحو ثلاثمائة ورقة، وكتاب العروض الصغير، وكتاب العظات والموقظات، وكتاب النبر في العربية، وكتاب أخبار المتنبي، وكتاب المستزاد على المستجاد من فعلات الأجواد، وكتاب علم أشكال الخط، وكتاب التصحيف والتحريف، وكتاب تعليل العبادات. وحضر يوما عند البلطي بعض المطربين فغناه صوتا أطربه، فبكى البلطي وبكى المطرب، فقال البلطي: أما أنا فإني طربت فأنت علام تبكي؟ فقال: تذكرت والدي فإنه كان إذا سمع هذا الصوت بكى! فقال البلطي: فأنت إذا والله ابن أخي! وخرج فأشهد على نفسه جماعة من عدول مصر بأنه ابن أخيه ولا وارث له سواه، ولم يزل ذلك المطرب يعرف بابن أخي البلطي)). كما ترجم له الإمام شمس الدين الذهبي في كتابه (تاريخ الإسلام) بمثل الكلام الذي ذكره الصفدي في (الوافي في الوفيات).
حوالي سنة (600هـ) الموافق (1204م) اشتهرت الزبداني بصناعة الفخار وتصديره، فقد جاء في كتاب (الوصلة إلى الحبيب في وصف الطيبات والطيب) لابن العديم ذكر للقِدر الفخاري الزبداني، وابن العديم من مواليد 588هـ ومن وفيات 660هـ، قال في كتابه (الوصلة إلى الحبيب): ((الصنف الثالث: وهو مليح ظريف، يؤخذ الخيار الصغار، يقطع فلكا مدورة، وتؤخذ حلبة، تنقع يومين وليلتين حتى تزول مرارتها، وتجعل مع الخيار، ويضاف إليه لبن حامض مصفى في كيس بحيث يبقى شديدا، ويجعل على الخيار والحلبة، ويجعل فيه قلوب نعنع، ويجعل الجميع في قدر زبداني ويسير ملح، ويترك يومين، ويؤكل، وهذا النوع أكثر ما يبقى ثلاثة أيام أو أربعة، والقدر تكون فخارا جديدة، وأما الخيار المخلل فإنه يبقى سنة أو أكثر، إذا حفظ وعاؤه وغسل ظاهره ونظف وكان في مكان بارد)).
وفي سنة (601هـ) الموافق (1205م) توفي بدمشق نجيب الدين عبد الله بن حيدرة الملقب بالعدل الزبداني باني المسجد الكبير والمدرسة في الزبداني، ذكر ذلك أبو شامة المقدسي في كتابه (الذيل على الروضتين) فقال في وفيات سنة واحد وستمائة: ((وفيها توفي العدل أبو محمد المعروف بعدل الزبداني سابع عشر المحرم بدمشق)).
وقبل سنة (603هـ) الموافق (1207م) نبغ في دمشق الشاعر والأديب عبد الرزاق العامري وأنشد أشعارا جميلة ذكرها شهاب الدين القوصي في معجمه ونقلها عنه الصفدي في كتابه (الوافي في الوفيات، وقد توفي الشاعر الدمشقي البهاء ابن الساعاتي في سنة (603هـ) حيث قال العامري الأشعار في مديحه، وقد جاء في ترجمة البهاء ابن الساعاتي: هو أبو الحسن علي بن رستم الملقب بهاء الدين. فقال الصفدي في ترجمة عبد الرزاق العامري وفي أشعاره: ((عبد الرزاق العامري: عبد الرزاق بن أحمد بن الخضر بن أحمد بن صالح العامري بديع الدين أبو القاسم من قرية كفر عامر من بلاد الزبداني. نقلت من خط شهاب الدين القوصي في معجمه قال: أنشدني لنفسه:
أراق دمي من مأربي رشف ريقه * بإطراقه إذ مر بي في طريقه
وأغض ومن جمر الغضا قد حشا الحشا*وولى فأولى القلب فرط خفوقه
إذا انهل دمعي زاد قلبي تحرقا * فمن لفتى بالدمع بدء حريقه
جرى الدمع دراً في مبادي جفا عمه * فعاد عقيقاً في تمادي عقوقه
غزال من الأتراك لم يترك لمن * يديم به قلباً لرعي حقوقه
أصاب دموعي إذ أصاب حشاشتي * بسهم مناي منه تقبيل فوقه
فيا بأبي من راشق قلب عاشق * بسهم يرد السهم قلب رشيقه
محياه بدر والعذاران هالة * وقامته كالغصن عند بسوقه
ومبسمه حصباء در بمورد * من الأرى غشاه غشاء عقيقه
سباني سبا إبريقه الهم إذ سقى * وكم قد سبا عقلي سباء بريقه
حباني بكأس من رحيق كخده * بخيل بما في ثغره من رحيقه
وكم ليلة خجلت بدر الدجا به * ونادمت فيها النجم حتى خفوقه
على غرة الواشي تقضت حميدة * وغرة وضاح الجبين طليقه
برشف لماه واغتنام حديثه * وتقبيل خديه وضم رشيقه
ولله ليل مر لي بوصاله * قصير كمر البرق حال بريقه
تولى فلما لألأ الصبح مشرقا * ظننت عماد الدين ضوء شروقه
قال: وأنشدنا لنفسه في بهاء الدين علي بن الساعاتي:
بهاء الدين يا سامي البهاء * ويا بدر تألق في السماء
أتزعم أنني قد قلت هجوا * وعرضك لا يدنس بالهجاء
وهبني قلت هذا الصبح ليل * أيعمى العالمون عن الضياء
قال: وأنشدنا لنفسه فيه عند أخذ الألف دينار له من حب الماء في منزله :
يا من أصافيه ودي حين ألقاه * ومن إذا غاب عني لست أنساه
ضاعت لك الألف يا بن الألف في زمن*كما علمت بأن قد عز لقياه
قد كان مالك ماء الحب أثله * كما علمت وماء الحب أفناه
قلت :شعر جيد)) (الوافي في الوفيات، الصفدي
وسيطا في الصلح بينهما وانتهى الأمر بأن أصبح العادل ملكا على دمشق والقاهرة فقال: ((وأما الأفضل فإنه سار إلى مصر فأرسل العادل وراءه أبا محمد نجيب الدين إليه بالزبداني يقول له: ترفق فأنا لك مثل الوالد وعندي كل ما تريد)).
وفي سنة (599هـ) الموافق (1203م) توفي الأديب والشاعر عثمان بن عيسى بن هيجون بمصر وكان مقيما بدمشق ويتردد إلى الزبداني للتعليم، قبل انتقاله إلى مصر، وقد ترجم له الصفدي في كتابه (الوافي في الوفيات) فقال: ((أبو الفتح ابن هيجون البلطي: عثمان بن عيسى بن هيجون. أبو الفتح البلطي الأديب النحوي. له شعر ومجاميع في الأدب، وكان طويلا ضخماً كثير اللحية ويلبس عمامة كبيرة وثيابا كثيرة في الحر، تصدر في الجامع العتيق بمصر، وروى، وتوفي سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وبلط بلد قريبة من الموصل. وكان قد أقام بدمشق مدة يتردد إلى الزبداني للتعليم، ولما فتحت مصر انتقل إليها وحظي بها، ورتب له صلاح الدين على جامع مصر جاريا يقرئ به النحو والقرآن، ولما كان في آخر سني الغلاء بمصر توفي وبقي في بيته ثلاثة أيام ميتا لأنه كان يحب الانفراد والخلوة. وكان يتطلس ولا يدير الطيلسان على عنقه بل يرسله، وكان إذا دخل فصل الشتاء اختفى ولم يكد يظهر وكانوا يقولون له: أنت في الشتاء من حشرات الأرض! وكان إماماً نحويا ومؤرخا وشاعرا وله: العروض الكبير نحو ثلاثمائة ورقة، وكتاب العروض الصغير، وكتاب العظات والموقظات، وكتاب النبر في العربية، وكتاب أخبار المتنبي، وكتاب المستزاد على المستجاد من فعلات الأجواد، وكتاب علم أشكال الخط، وكتاب التصحيف والتحريف، وكتاب تعليل العبادات. وحضر يوما عند البلطي بعض المطربين فغناه صوتا أطربه، فبكى البلطي وبكى المطرب، فقال البلطي: أما أنا فإني طربت فأنت علام تبكي؟ فقال: تذكرت والدي فإنه كان إذا سمع هذا الصوت بكى! فقال البلطي: فأنت إذا والله ابن أخي! وخرج فأشهد على نفسه جماعة من عدول مصر بأنه ابن أخيه ولا وارث له سواه، ولم يزل ذلك المطرب يعرف بابن أخي البلطي)). كما ترجم له الإمام شمس الدين الذهبي في كتابه (تاريخ الإسلام) بمثل الكلام الذي ذكره الصفدي في (الوافي في الوفيات).
حوالي سنة (600هـ) الموافق (1204م) اشتهرت الزبداني بصناعة الفخار وتصديره، فقد جاء في كتاب (الوصلة إلى الحبيب في وصف الطيبات والطيب) لابن العديم ذكر للقِدر الفخاري الزبداني، وابن العديم من مواليد 588هـ ومن وفيات 660هـ، قال في كتابه (الوصلة إلى الحبيب): ((الصنف الثالث: وهو مليح ظريف، يؤخذ الخيار الصغار، يقطع فلكا مدورة، وتؤخذ حلبة، تنقع يومين وليلتين حتى تزول مرارتها، وتجعل مع الخيار، ويضاف إليه لبن حامض مصفى في كيس بحيث يبقى شديدا، ويجعل على الخيار والحلبة، ويجعل فيه قلوب نعنع، ويجعل الجميع في قدر زبداني ويسير ملح، ويترك يومين، ويؤكل، وهذا النوع أكثر ما يبقى ثلاثة أيام أو أربعة، والقدر تكون فخارا جديدة، وأما الخيار المخلل فإنه يبقى سنة أو أكثر، إذا حفظ وعاؤه وغسل ظاهره ونظف وكان في مكان بارد)).
وفي سنة (601هـ) الموافق (1205م) توفي بدمشق نجيب الدين عبد الله بن حيدرة الملقب بالعدل الزبداني باني المسجد الكبير والمدرسة في الزبداني، ذكر ذلك أبو شامة المقدسي في كتابه (الذيل على الروضتين) فقال في وفيات سنة واحد وستمائة: ((وفيها توفي العدل أبو محمد المعروف بعدل الزبداني سابع عشر المحرم بدمشق)).
وقبل سنة (603هـ) الموافق (1207م) نبغ في دمشق الشاعر والأديب عبد الرزاق العامري وأنشد أشعارا جميلة ذكرها شهاب الدين القوصي في معجمه ونقلها عنه الصفدي في كتابه (الوافي في الوفيات، وقد توفي الشاعر الدمشقي البهاء ابن الساعاتي في سنة (603هـ) حيث قال العامري الأشعار في مديحه، وقد جاء في ترجمة البهاء ابن الساعاتي: هو أبو الحسن علي بن رستم الملقب بهاء الدين. فقال الصفدي في ترجمة عبد الرزاق العامري وفي أشعاره: ((عبد الرزاق العامري: عبد الرزاق بن أحمد بن الخضر بن أحمد بن صالح العامري بديع الدين أبو القاسم من قرية كفر عامر من بلاد الزبداني. نقلت من خط شهاب الدين القوصي في معجمه قال: أنشدني لنفسه:
أراق دمي من مأربي رشف ريقه * بإطراقه إذ مر بي في طريقه
وأغض ومن جمر الغضا قد حشا الحشا*وولى فأولى القلب فرط خفوقه
إذا انهل دمعي زاد قلبي تحرقا * فمن لفتى بالدمع بدء حريقه
جرى الدمع دراً في مبادي جفا عمه * فعاد عقيقاً في تمادي عقوقه
غزال من الأتراك لم يترك لمن * يديم به قلباً لرعي حقوقه
أصاب دموعي إذ أصاب حشاشتي * بسهم مناي منه تقبيل فوقه
فيا بأبي من راشق قلب عاشق * بسهم يرد السهم قلب رشيقه
محياه بدر والعذاران هالة * وقامته كالغصن عند بسوقه
ومبسمه حصباء در بمورد * من الأرى غشاه غشاء عقيقه
سباني سبا إبريقه الهم إذ سقى * وكم قد سبا عقلي سباء بريقه
حباني بكأس من رحيق كخده * بخيل بما في ثغره من رحيقه
وكم ليلة خجلت بدر الدجا به * ونادمت فيها النجم حتى خفوقه
على غرة الواشي تقضت حميدة * وغرة وضاح الجبين طليقه
برشف لماه واغتنام حديثه * وتقبيل خديه وضم رشيقه
ولله ليل مر لي بوصاله * قصير كمر البرق حال بريقه
تولى فلما لألأ الصبح مشرقا * ظننت عماد الدين ضوء شروقه
قال: وأنشدنا لنفسه في بهاء الدين علي بن الساعاتي:
بهاء الدين يا سامي البهاء * ويا بدر تألق في السماء
أتزعم أنني قد قلت هجوا * وعرضك لا يدنس بالهجاء
وهبني قلت هذا الصبح ليل * أيعمى العالمون عن الضياء
قال: وأنشدنا لنفسه فيه عند أخذ الألف دينار له من حب الماء في منزله :
يا من أصافيه ودي حين ألقاه * ومن إذا غاب عني لست أنساه
ضاعت لك الألف يا بن الألف في زمن*كما علمت بأن قد عز لقياه
قد كان مالك ماء الحب أثله * كما علمت وماء الحب أفناه
قلت :شعر جيد)) (الوافي في الوفيات، الصفدي
تعليقات
إرسال تعليق