التخطي إلى المحتوى الرئيسي

دير بلودان في وصف ابن فضل الله العمري

دير بَلُوذان. وبناؤه قديم بديع الحسن. وافر الغلّة، كثير الكروم والفواكه والماء الجاري. بقرية بَلُوذان. وهي محاذية لكفر عامر ...

تطلُّ من مُشتَرفها على جبّة الزَّبَدانيّ، ببلاد دمشق. وبه رهبان نظاف، وغلمان من أبناء النصارى ظراف.
مررت عليه، ونزلت إليه. ورأيت به غلاما يفوق الظبي حُسنا، ويشبه البدر أو أسنى. بخصر نحيل، وطرف كحيل. قد قطع الزنّار بين خصره وردفه، ونفث السحر بين جفنه وطرفه. ثمَّ ما كان بأعجل مما استتر بدره، ولاح ثم خفي فجره. فقلت فيه:
حبَّذا الديرُ من بَلُوذَانَ دارَا ... أيُّ ديرٍ به وأيُّ نَصَارى!
فيهمُ كُلُّ أحْوَرِ الطرْف أحْوى ... فائِق الحسنِ في حَياءِ العَذَارى!
وغلامٍ رأيتُه كهِلالٍ ... ما بَدا للعُيُون حتّى تَوَارى!
بقَوَام إذا تمايل نَشْوا ... ناً فألحاظُ مقلتيْهِ سُكارى!
ناحِل الخَصْر حلَّ عِقدَ اصطِبارِي ... عندما شَدَّ خَصْره الزُّنارا!
قبلَ رُؤياه ما رأيتُ غَزَالاً ... بات يسْقي من مَرْشفَيْه العُقَارا!
المصادر :
 مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لابن فضل الله العمري

بحث و إعداد : 
باحث زبداني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الزبداني في العهد العثماني "1"

استولى العثمانيون على بلاد الشام بقيادة السلطان سليم الأول عام (1516م) الموافق (922هـ) بعد معركة مرج دابق شمال حلب، وأتبعت الزبداني وأعمالها إلى والي دمشق.