كان سكان الزبداني القدامى من الآراميين الذين عبدوا البعل . والبعل كلمة آرامية تعني ( العمل المنتج للنسل ) أو ( التناسل ) ثم تسللت عبادته إلى العرب القدامى فعرفوه باسم اللات ومنهم عرفه باسمه الآرامس ( البعل ) واستعمل العرب الكلمة للتعبير عن
زوج المرأة ( بعلها ) ، لأنه العامل على إنتاج النسل ، وعبد هذا الإله عند الفلسطينيين والفينيقيين أيضاً وذلك في القرن التاسع والعاشر قبل الميلاد ، ثم جاءت عبادة اليونان باسم ( ميليت ) أي الزهرة ، وقد وصف ذلك المؤرخ اليوناني هيرودوت الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد . واستمرت الحال على هذا الوضع حتى جاء الفرس ، فخضعت سورية لحكمهم وشكلت جزءاً من إمبراطورية كورش ( 550 ـ530 ق . م ) والتي وسع حدودها ابناه ( قمبيز و داريوس ) حتى وصلوا إلى البحر الأبيض المتوسط ، مندفعين باتجاه الغرب ، ولكن تلك السيادة لم تدم طويلاً إذ خضعت البلاد الساحلية ( فينيقية ) لحكم السلوقيين ، وكانت تشكل جزءاً من هذه المملكة التي كان مركزها أنطاكية في سورية ، ودامت المنطقة الساحلية بما فيها البقاع وتوابعه ومنها مدينة الزبداني تحت سلطتهم حوالي مئة عام ( 198 ـ 82 م ) . لقد استطاعت مجموعة من القبائل العربية سنة (70 ق . م ) أن تؤسس لها ملكاً مستقلاً في هذه المنطقة لم يعترف بسلطة السلوقيين ، ، وكانت تلك القبائل تعرف بالقبائل ( الأيطورية ) ، وكان مركز قوتها يقع في سورية المجوفة ( البقاع وتوابعه ) وعاصمتهم ( كلشيش عنجر ) وتمتد مملكتهم أحياناً لتشمل أقساماً من لبنان الشرقي و حوران وفلسطين . ... استولى العرب المسلمون على هذه البلاد ، وثم فتح دمشق بعد محاصرتها من جميع جهاتها ، كما تم الاستيلاء في العام نفسه على الأبلية والزبداني ، وذلك حينما بعث أبو عبيدة بن الجراح خالد بن الوليد إلى البقاع ففتحه ، وبعث بسرية التقت مع الروم في ( عين ميسنون ) أو ميسلون التي جرت فيها معركة كبيرة استشهد فيها عدد من قادة العرب المسلمين ، فسميت تلك العين لمدة طويلة من الزمن ( عين الشهداء ) وأصبحت تلك البلاد تشكل جزءاً من الدولة نتيجة الصدامات التي ظلت مدة طويلة تحدث بين بقايا القوات الرومانية وجيوش العرب المسلمين ، وخربت كذلك بلدة جميلة كانت تقع في قعر الوادي في موقع التكية ، وتسمى باسمها ، وخرب السد الذي كان مقاماً هناك على نهر بردى ، ويقول البحاثة الخوري ( أيوب سيا ) : أن التكية بلدة بناها الإمبراطور ( داكيوس ) سنة 249 م وقام والي الأبلية فأجرى فيها بعض الإصلاحات وأطلق عليها اسم ( جاكية ) تكريماً للإمبراطور المذكور ، ثم أصبحت تعرف باسم ( التكية ) في عهد الملك الأشرف بن قلاوون سنة ( 1293) . ثم تخربت مع بقية القرى بفعل الزلازل والفيضانات .أما الأبلية فقد تم الاستيلاء عليها من قبل العرب المسلمين ، حينما كان أهلها يحتفلون بالمعرض السنوي ( السوق العام ) الذي كان يقام هناك ، ومنها عرفت تلك المحلة باسم ( سوق وادي بردى ) وقد أبقى المسلمون حكام البلاد في مناصبهم بعد إسلامهم . وكان ملوك دمشق وحكامها يقطنون الزبداني ونواحيها الأمراء والولاة الذين فقدوا ملكهم بسبب الحروب أو غيرها ويعوضونهم عما دها بهم ، فحين جاء فخر الملك بن عمار الذي كان حاكماً في طرابلس الشام ، بعد أن خسرها أمام الصليبيين لجأ إلى الأتابك ظهير الدين طغنتكين ، حاكم دمشق فأكرمه هذا وواساه بأن أقطعه الزبداني وأعمالها وذلك في عام ( 502 هجري ـ 1109 ميلادي ) . لقد توالى على حكم الزبداني بعد ذلك عدد من الأمراء من أبنائها ، ومنهم الأكبر حدي بن عبيد الله ، وفي عام ( 545 هجري ـ 1151 ) جاء الأمير الشاهر أسامة من آل منقذ ، حاكم قلعة شيزر ، نافراً من عمه الأمير سلطان ولاجئاً إلى نور الدين محمود زنكي ، الذي قربه وأقطعه الزبداني أيضاً، فازدهرت كثيراً في عهده ، حتى قال الشاعر فتيان بن على الأسدي ، قصيدة جميلة في وصف الزبداني وضواحيها ومنها : مضايا و بلودان ودير قبيس و عين بقين و كفر عامر و عين حور.....
زوج المرأة ( بعلها ) ، لأنه العامل على إنتاج النسل ، وعبد هذا الإله عند الفلسطينيين والفينيقيين أيضاً وذلك في القرن التاسع والعاشر قبل الميلاد ، ثم جاءت عبادة اليونان باسم ( ميليت ) أي الزهرة ، وقد وصف ذلك المؤرخ اليوناني هيرودوت الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد . واستمرت الحال على هذا الوضع حتى جاء الفرس ، فخضعت سورية لحكمهم وشكلت جزءاً من إمبراطورية كورش ( 550 ـ530 ق . م ) والتي وسع حدودها ابناه ( قمبيز و داريوس ) حتى وصلوا إلى البحر الأبيض المتوسط ، مندفعين باتجاه الغرب ، ولكن تلك السيادة لم تدم طويلاً إذ خضعت البلاد الساحلية ( فينيقية ) لحكم السلوقيين ، وكانت تشكل جزءاً من هذه المملكة التي كان مركزها أنطاكية في سورية ، ودامت المنطقة الساحلية بما فيها البقاع وتوابعه ومنها مدينة الزبداني تحت سلطتهم حوالي مئة عام ( 198 ـ 82 م ) . لقد استطاعت مجموعة من القبائل العربية سنة (70 ق . م ) أن تؤسس لها ملكاً مستقلاً في هذه المنطقة لم يعترف بسلطة السلوقيين ، ، وكانت تلك القبائل تعرف بالقبائل ( الأيطورية ) ، وكان مركز قوتها يقع في سورية المجوفة ( البقاع وتوابعه ) وعاصمتهم ( كلشيش عنجر ) وتمتد مملكتهم أحياناً لتشمل أقساماً من لبنان الشرقي و حوران وفلسطين . ... استولى العرب المسلمون على هذه البلاد ، وثم فتح دمشق بعد محاصرتها من جميع جهاتها ، كما تم الاستيلاء في العام نفسه على الأبلية والزبداني ، وذلك حينما بعث أبو عبيدة بن الجراح خالد بن الوليد إلى البقاع ففتحه ، وبعث بسرية التقت مع الروم في ( عين ميسنون ) أو ميسلون التي جرت فيها معركة كبيرة استشهد فيها عدد من قادة العرب المسلمين ، فسميت تلك العين لمدة طويلة من الزمن ( عين الشهداء ) وأصبحت تلك البلاد تشكل جزءاً من الدولة نتيجة الصدامات التي ظلت مدة طويلة تحدث بين بقايا القوات الرومانية وجيوش العرب المسلمين ، وخربت كذلك بلدة جميلة كانت تقع في قعر الوادي في موقع التكية ، وتسمى باسمها ، وخرب السد الذي كان مقاماً هناك على نهر بردى ، ويقول البحاثة الخوري ( أيوب سيا ) : أن التكية بلدة بناها الإمبراطور ( داكيوس ) سنة 249 م وقام والي الأبلية فأجرى فيها بعض الإصلاحات وأطلق عليها اسم ( جاكية ) تكريماً للإمبراطور المذكور ، ثم أصبحت تعرف باسم ( التكية ) في عهد الملك الأشرف بن قلاوون سنة ( 1293) . ثم تخربت مع بقية القرى بفعل الزلازل والفيضانات .أما الأبلية فقد تم الاستيلاء عليها من قبل العرب المسلمين ، حينما كان أهلها يحتفلون بالمعرض السنوي ( السوق العام ) الذي كان يقام هناك ، ومنها عرفت تلك المحلة باسم ( سوق وادي بردى ) وقد أبقى المسلمون حكام البلاد في مناصبهم بعد إسلامهم . وكان ملوك دمشق وحكامها يقطنون الزبداني ونواحيها الأمراء والولاة الذين فقدوا ملكهم بسبب الحروب أو غيرها ويعوضونهم عما دها بهم ، فحين جاء فخر الملك بن عمار الذي كان حاكماً في طرابلس الشام ، بعد أن خسرها أمام الصليبيين لجأ إلى الأتابك ظهير الدين طغنتكين ، حاكم دمشق فأكرمه هذا وواساه بأن أقطعه الزبداني وأعمالها وذلك في عام ( 502 هجري ـ 1109 ميلادي ) . لقد توالى على حكم الزبداني بعد ذلك عدد من الأمراء من أبنائها ، ومنهم الأكبر حدي بن عبيد الله ، وفي عام ( 545 هجري ـ 1151 ) جاء الأمير الشاهر أسامة من آل منقذ ، حاكم قلعة شيزر ، نافراً من عمه الأمير سلطان ولاجئاً إلى نور الدين محمود زنكي ، الذي قربه وأقطعه الزبداني أيضاً، فازدهرت كثيراً في عهده ، حتى قال الشاعر فتيان بن على الأسدي ، قصيدة جميلة في وصف الزبداني وضواحيها ومنها : مضايا و بلودان ودير قبيس و عين بقين و كفر عامر و عين حور.....
لقد ورد اسم الزبداني في الوثائق العثمانية ، حيث جاءت في وقفية السلطان سليمان العثماني ، حينما أوقفها على تكيته المشهورة في دمشق هي وكفر عامر ومكان اسمه الحارة وآخر اسمه الكرمة في نواحي الزبداني ، وذلك بحكم انتقالها إليه شخصياً عن أبيه السلطان سليم الذي ورث اقطاعات ملوك الشراكسة وأمرائهم ، حينما قضى على دولتهم واستولى على بلاد الشام ومصر ، وكان غنى المنطقة مشهوراً جداً فقيل عن ريعها وعن غناها الكثير . وفي أواخر الحكم العثماني ، وبعد أن تدهورت أحوال الدولة ، وظهرت بوادر الانقسام والتمزق فيها ، وأخذ كل وال يستقل بحكم ولايته ، امتدت أيادي أمراء الجبل في لبنان إلى هذه البلدة ، وقامت حولها المنازعات مع ولاة دمشق ، فكانت تتبع مرة لحكم والي دمشق وأخرى لحكم أمراء الجبل ، وكان أن تسلط على المنطقة الأمير ( حسين الحرفوش ) وأصبح حاكماً في البقاع ومركزها ( قب إلياس ) ، وكان والده الأمير يونس حاكماً في الزبداني وأعمالها . فجرد عليهما الأمير فخر الدين حملة كبيرة وطردهما ، وجعل الأمير علي الشهابي حاكماً لوادي التيم ، وأصبحت تؤدي الخراج إلى صاحب لبنان ، بعد أن كان الحرافشة يؤدونه إلى والي دمشق ، وبعد الأمير علي الشهابي حكم الزبداني الأمير قاسم الشهابي ، وكان تابعاً للأمير فخر الدين المعني ، ثم تمكن العثمانيون من إقصاء نفوذ فخر الدين عن الزبداني ، فعاد الحرافشة إلى حكم الزبداني وكان الأمير ( جهجاه ) يستعين ببعض العشائر في حكم الزبداني والسيطرة عليها ، فعاثوا في البلاد فساداً حتى قامت الدولة العثمانية بملاحقة ( مصطفى وخنجر ومحمد ) فقضت عليهم بعد أن حاصرتهم في كهوف معلولا وفتكت بهم . ولما ألغيت حاكمية المقاطعات في عهد السلطان عبد الحميد الثاني بعد سنة 1860 م ، قسمت سورية إلى أقضية وألحقت الزبداني وضواحيها بقضاء وادي العجم ومركزه قطنا ، ثم فصلت فيما بعد وجعلت مركز قضاء مستقل يتبعها عدد من القرى في عام 1899 م .لقد نال الزبداني أمام الحرب العالمية الأولى ( 1914 ـ 1918 ) الشيء الكثير حيث أصبحت ملجأ لكثير من الفقراء من سورية ولبنان ، لأنها بلدة زراعية تعيل ساكنيها . فلقد اقتيد أبناؤها إلى الحرب وصودرت خيراتها وغلالها كما أمر السفاح جمال باشا بقطع الأشجار الكثيفة فيها والتي كانت تملأ جبال المنطقة لاستعمالها وقود للقطارات . وتغيرت حدود قضاء الزبداني عن العهدين العثماني والفيصلي ، حيث كانت تضم قرى معربون ويحفوفة ومزرعة جنتا ، ولكن الفرنسيين أعطوا هذه القرى للبنان وكذلك حاصبيا وراشيا والبقاع ، بعد أن فرضوا انتدابهم على سورية عام 1920 م . ويذكر عن هذه المنطقة في العصر الحديث ، أيام الاستعمار الفرنسي أول الوقائع الهامة التي حدثت في أراضي قضاء الزبداني ، وستبقى حديث الأجيال . وهي ( معركة ميسلون ) . التي وقعت في 24 تموز سنة 1920 م في المكان المعروف ( بعقبة الطين ) التي تبعد 3 كم عن خان ميسلون نحو الغرب على الطريق العام القديمة
.......
المصادر :
الزبداني تاريخ و حضارة للباحث محمد خالد رمضان
تاريخ الزبداني للدكتور علي المويل
ويكيبيديا
.......
المصادر :
الزبداني تاريخ و حضارة للباحث محمد خالد رمضان
تاريخ الزبداني للدكتور علي المويل
ويكيبيديا
......
تصنيف باحث زبداني
تعليقات
إرسال تعليق