بحث رقم 1
العادات القديمة في الزواج
العادات القديمة في الزواج
مقدمة
يرى البعض أن الزواج هو*( اتحاد الرجل والمرأة اتحاداً يعترف به المجتمع عن طريق حفل خاص ) وينتج عن هذا الإتحاد تنظيماً لعلاقة جنسية بين الطرفين يعترف بشرعيتها المجتمع ويقبل بها ويدافع عنها ، ويبنى الزواج على عدة أسس
تضمن له نجاحه واستمراره منها :التوافق و الانسجام النفسي والمعرفي والعاطفي بين الطرفين وتقارب السن بينهما إلى ما هناك من أسباب الاتفاق ونحن هنا بحث في موضوع الزواج في الزبداني وعاداته وتقاليده والطقوس التي يمارسها الأهالي بدءً من أول خطوة إلى إتمام عملية الزواج
ففي كل دول العالم وكل المجتمعات القديمة والحديثة تقام مجموعة من الطقوس لتنفيذ هذه العملية ولكل مجتمع محلي طرقه الخاصة وأساليبه للتعبير عن الفرح في هذه المناسبة ليس في هذه البلدة موسماً أو فصلاً أو وقتاً محدداً تتم فيه حالات الزواج ولكن ما جرت العادة عليه ( والأسباب وظيفية وغائية ) تتم الأفراح وإجراء حفلات الزواج في أواخر فصل الصيف لعدة أسباب منها الانتهاء من جني المواسم الزراعية المختلفة ، نهاية المواسم السياحية أجارات البيوت وحالة الهدوء وقلة الأعمال بعد نهاية مواسم العمل الشاق في الزراعة وغيرها والأهم من هذا وذاك هو ارتفاع مستوى الحالة المادية للأهالي بعد جني المحصول الزراعي والسياحي
ويضاف إلى ذلك إمكانية إقامة الحفلات في باحات المنازل . ( قديماً قبل إنشاء قاعات للحفلات في الوقت الحالي )
الخطوات التي تسبق الزواج :
الاختيار:
في السابق كان للأهل دوراً أساسياً في اختيار الفتاة التي ستكون زوجة لابنهم ففي كثير من الأحيان كانت الأم بمساعدة بعض معارفها وأقاربها تختار الفتاة المناسبة لولدها دون أن يعرف عنها ذلك الولد إلا القليل القليل وكانت والدة الشاب ترسل امرأة مقربة إليها ومقربة إلى أهل العروس تسمى ( إجر المركب ) من باب ( كل سكرة وإلها مفتاح ) تجري المشاورات المبدئية مع أهل الفتاة فتشاوره هذه الفتاة وأخوتها وأبوها وبعد فترة تعود هذه المرأة (اجر المركب ) لتحصل على الجواب بسؤالها : قمحة ولا شعيرة ؟ ففي حال عدم الموافقة كان الرد ( شعيرة ما إلهن عنا نصيب ) وفي حال الموافقة يكون الجواب ( إنشاء الله خير ) فتعود ( اجر المركب ) إلى والدة الفتى وتخبرها بما جرى وتكون المرحلة الأولى قد انتهت وتمت الموافقة المبدئية وتقوم والدة الفتى بزيارة إلى أهل الفتاة فترى الفتاة عن قرب وترى بيتها وكان في كثير من الأحيان تقوم والدة الفتى بالنظر والتمعن تحت ( الطراريح ) وخلف ( المساند ) لتتأكد من نظافة البيت وسكانه .
فهي دليل على شطارة الفتاة المراد خطبتها .
وهنا لا بد من الإشارة إلى دور المورثات الشعبية ( الأمثال الشعبية ـ الأغاني والمصطلحات الشعبية والأقوال ) في تحديد عملية الاختيار فقد لعبت في تلك السنوات دوراً أساسياً وهاماً في عملية الانتقاء وسأذكر بعض هذه الأمثال التي كان لها هذا الدور :
فهي دليل على شطارة الفتاة المراد خطبتها .
وهنا لا بد من الإشارة إلى دور المورثات الشعبية ( الأمثال الشعبية ـ الأغاني والمصطلحات الشعبية والأقوال ) في تحديد عملية الاختيار فقد لعبت في تلك السنوات دوراً أساسياً وهاماً في عملية الانتقاء وسأذكر بعض هذه الأمثال التي كان لها هذا الدور :
غير بدارك ولنو من عند جارك ( أخطب من غير عائلتاك وأقربائك )خود الأصيل ونام عالحصير ( تزوج من الأصيلة ذات السمعة الطيبة ولو كانت فقيرةطب الجرة عاتمها بتطلع البنت لأمها ( تتحدد سمعة الفتاة بسمعة والادتها وشطارتها )إلي متلنا تعوا لعنابنت الشرق للغرب وبنت الغرب للشرق ( ليس مهماً أن تكون الفتاة قريبة الفتى أو تسكن في حارته أو بلدته ...)طنجرة ولقت غطاها ( تشابه العروس والعريس في الطباع والحالة المادية )شب بالسوق ولا حلي بالصندوق (ضرورة سرعة الموافقة على الخطبة من العريس فهو من أهم الجواهر الموضوعة في الصندوق )الطول تلتين الجمالالقصير رهوان ( ممتلئ )الحلو يا عالي زمان وينقضى والخير والمعروف خير البضايعالشب ما في شي بيعيبونيالك يا آخد القصيرة قد ما كبرت بتضل صغيرةحبيبي رآني ورأيتو شو بدي بحيطان بيتو ( لا أهمية لما يملك )من رادك ريدو ومن طلب بعدك زيدوإذا حبيت حب أمير وإذا عيروك يرز التعييرسترة البنت جازتها ( ضرورة السرعة في الموافقة على زواج الفتاة )
ولعل درجة القرابة والحالة المادية للطرفين ومظاهر الجمال وسمعة الأهل هي من أهم العوامل التي كانت توجب الموافقة على الصعيد الأخلاقي والتربوي للموروثات الشعبية وآلية النظم الاجتماعية التي تخلو تقريباً من المظاهر الشاذة الغير سليمة على الأقل على المستوى النظري لعملية الاختيار. فلم تكن المؤسسات الاجتماعية التي توفر في أحد جوانبها طرقاً للتعارف بين الفتيان والفتيات كالمدارس والجامعات والمنظمات الشعبية والنوادي وغيرها موجودة في البلدة بل كانت :
عيون الماء والحقول والبساتين والمناسبات الاجتماعية والحمام والأعياد ( الأعياد الدينية وأعياد الاحتفال بالطبيعة كالخمسان ) وطرق الإنتاج الزراعي ( كالرجيدي والدرواي وتصويل القمح في النهر وسلق القمح لتحويله إلى برغل ) وغيرها من طرق التجمع كانت تشكل مجالات الالتقاء والتعارف بين الشباب والبنات والمساهمة في تحديد عملية الاختيار وكما هي حديثاً فليست للثراء أهمية واضحة في هذا الاختيار بل كانت القرابة تلعب أكبر الأدوار في ذلك أما في الوقت الحالي فيتم الاختيار فردياً في أغلب الأحيان وليس للقرابة الدور الفعال كما كان قديماً في تحديد واختيار شريكة العمر .
أما بالنسبة للحال المادية للطرفين فليست هامة وليس لها دوراً فعالاً في ذلك وأريد هنا أن أذكر ملاحظة لا بد أنها تخدم هذه الفكرة بشكل ما قمت باستنتاجها من خلال مطالعتي لتاريخ البلدة ( منذ القديم لم تكن الملكيات الزراعية الكبيرة منتشرة في البلدة ولم تظهر أي أشكال حقيقية للإقطاع بأشكاله المختلفة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وبالتالي لم تكن الملكية مؤهلاً هادفاً من مؤهلات المكانة الاجتماعية وقامت العلاقة بين أهل البلدة مع التعاون والمساعدة فيما بينهم ولم تسد علاقات الاستغلال الطبقي بشكل واضح على الأقل منذ أكثر من مائتي سنة فبقيت الحالة المادية لا تزيد أو تنقص في سلم العلاقات الاجتماعية .
فالتحصيل العلمي للطرفين وحسن الأخلاق والتهذيب والسمعة الطيبة والتعارف والانسجام بين الشباب والفتاة هما الأسس العامة التي يتم وفقها اختيار الشاب للفتاة أو موافقة وهي أسباب بغالبها سليمة وإيجابية تفرز أنماطاً متحضرة للعلاقات الاجتماعية .
ولا بد هنا من ذكر نتيجة إتباع هذا النمط من التفكير الاجتماعي فحالات الطلاق وتعدد الزوجات محدودة جداً في هذه البلدة نسبة إلى باقي القرى والمدن الأخرى .
عيون الماء والحقول والبساتين والمناسبات الاجتماعية والحمام والأعياد ( الأعياد الدينية وأعياد الاحتفال بالطبيعة كالخمسان ) وطرق الإنتاج الزراعي ( كالرجيدي والدرواي وتصويل القمح في النهر وسلق القمح لتحويله إلى برغل ) وغيرها من طرق التجمع كانت تشكل مجالات الالتقاء والتعارف بين الشباب والبنات والمساهمة في تحديد عملية الاختيار وكما هي حديثاً فليست للثراء أهمية واضحة في هذا الاختيار بل كانت القرابة تلعب أكبر الأدوار في ذلك أما في الوقت الحالي فيتم الاختيار فردياً في أغلب الأحيان وليس للقرابة الدور الفعال كما كان قديماً في تحديد واختيار شريكة العمر .
أما بالنسبة للحال المادية للطرفين فليست هامة وليس لها دوراً فعالاً في ذلك وأريد هنا أن أذكر ملاحظة لا بد أنها تخدم هذه الفكرة بشكل ما قمت باستنتاجها من خلال مطالعتي لتاريخ البلدة ( منذ القديم لم تكن الملكيات الزراعية الكبيرة منتشرة في البلدة ولم تظهر أي أشكال حقيقية للإقطاع بأشكاله المختلفة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وبالتالي لم تكن الملكية مؤهلاً هادفاً من مؤهلات المكانة الاجتماعية وقامت العلاقة بين أهل البلدة مع التعاون والمساعدة فيما بينهم ولم تسد علاقات الاستغلال الطبقي بشكل واضح على الأقل منذ أكثر من مائتي سنة فبقيت الحالة المادية لا تزيد أو تنقص في سلم العلاقات الاجتماعية .
فالتحصيل العلمي للطرفين وحسن الأخلاق والتهذيب والسمعة الطيبة والتعارف والانسجام بين الشباب والفتاة هما الأسس العامة التي يتم وفقها اختيار الشاب للفتاة أو موافقة وهي أسباب بغالبها سليمة وإيجابية تفرز أنماطاً متحضرة للعلاقات الاجتماعية .
ولا بد هنا من ذكر نتيجة إتباع هذا النمط من التفكير الاجتماعي فحالات الطلاق وتعدد الزوجات محدودة جداً في هذه البلدة نسبة إلى باقي القرى والمدن الأخرى .
الخطبة:
هي العملية الاجتماعية التي تأتي بعد عملية الاختيار حيث يعلم أهل الشاب وأهل الفتاة برغبة الطرف الأول وموافقة الطرف الثاني على عملية الزواج وفي السابق كانت تقوم امرأة وهي طرف ثالث كانت تسمى ( اجر المركب ) بإجراء الاتفاقات والموافقات غير المعلنة قبل تنفيذ الخطبة من أهل العروسين .
ويقوم بعدها أهل العريس مع بعض المقربين بالذهاب مساء ( بين المغرب والعشي ) على دار أهل العروس ويقوم والد الشاب أو أحد أقربائه بطلب يد الفتاة بقوله ( يا أبو فلان نحنا جايين طالبين راغبين لا تردونا خايبين نريد الست المصونة نحنا منعرفكن أهل الشرف والكرم وصاحبين الهمة العالية ) وبعد التلكؤ قليلاً في الرد من قبل أهل الفتاة تتم الموافقة وتقال الجملة العامية : ( عطيناكم إذا الله عطاكم )ويقام بعد ذلك حفلاً صغيراً يتضمن المجاملات بين أهل العروسين ويتم قراءة الفاتحة وتوزيع بعض أنواع الحلويات بهذه المناسبة .
وليس للخطبة فترة محدودة يمكن أن تمتد لفترات طويلة فهي تطول أو تقصر في كل حالة على حسب الحاجة .
ويقوم بعدها أهل العريس مع بعض المقربين بالذهاب مساء ( بين المغرب والعشي ) على دار أهل العروس ويقوم والد الشاب أو أحد أقربائه بطلب يد الفتاة بقوله ( يا أبو فلان نحنا جايين طالبين راغبين لا تردونا خايبين نريد الست المصونة نحنا منعرفكن أهل الشرف والكرم وصاحبين الهمة العالية ) وبعد التلكؤ قليلاً في الرد من قبل أهل الفتاة تتم الموافقة وتقال الجملة العامية : ( عطيناكم إذا الله عطاكم )ويقام بعد ذلك حفلاً صغيراً يتضمن المجاملات بين أهل العروسين ويتم قراءة الفاتحة وتوزيع بعض أنواع الحلويات بهذه المناسبة .
وليس للخطبة فترة محدودة يمكن أن تمتد لفترات طويلة فهي تطول أو تقصر في كل حالة على حسب الحاجة .
تلبيس الذهب:
وتلي الخطبة حيث يقام حفل مصغر للأقارب والأصدقاء يتم فيه توزيع الحلويات وإلباس الحلي الذهبية للفتاة وإلباس الخاتم الذهبي للفتى حيث يضعه في أحد أصابع يده اليمين وينقل بعد الزواج إلى يده اليسار ( بالقرب من القلب كما يقال )
ومن الجدير بالذكر أن كمية الذهب التي يقدمها العريس للعروس ترتبط بكثير من القضايا منها : الحالة المادية للعريس والمكانة الاجتماعية ودرجة القرابة ودرجة الثقافة وغيرها.
ومن الجدير بالذكر أن كمية الذهب التي يقدمها العريس للعروس ترتبط بكثير من القضايا منها : الحالة المادية للعريس والمكانة الاجتماعية ودرجة القرابة ودرجة الثقافة وغيرها.
كتبة الكتاب:
حيث يحضر الكاتب الشرعي لدى المحكمة ويقام حفل صغير ويتم في هذا الحفل الاتفاق على اغلب الأمور التي تتعلق بالزواج وخاصة القضايا المادية ( الخرج ، المهر ، مكان السكن ، وهذه المرحلة هي آخر مرحلة تسبق الزواج حيث تصبح العلاقة بين الشاب والفتاة شرعية وقانونية بشكل كامل بين العروسين ويسجل الزواج لدى المحكمة ، ولابد هنا الإشارة إلى موضوع المهر : والمعروف عن المهر أنه القيمة المادية النقدية التي يدفعها العريس لأهل العروس مقابل قبول أهلها بتزويجها له . وهذا النموذج من المهور ليس موجوداً في الزبداني أصلاً ومنذ القديم ، أما المهر المعروف في البلدة والسائد في أغلب الحالات فهو القيمة المادية ( المسجلة على الورق التي يتعهد بها الخاطب دفع قيمة نقدية أو أشياء متفق عليها في حالات حدوث الطلاق أما المتقدم في المهر فهو مجمل الأشياء المسجلة التي يحضرها العريس لعروسه .
( ذهب ـ جهاز ـ ألبسة ـ فرش ) وبمعنى أصح هي الأشياء والحاجات التي يشتر بها العريس لعروسه ويتم بها تجهيز بيت العروسين .
أما المقادير المكتوبة لهذه المهور التي سبق ذكرها فهي عادية أو مقبولة تبتعد عن المغالاة والتطرف إلا في حالات نكدية خاصة .
وتقدم المهور في هذه الحالة وظيفة اجتماعية هامة تتلخص بضمان حق الفتاة بالحياة الكريمة في حال حدوث الطلاق ويرجع تقدير قيمة ( المتقدم والمتأخر ) إلى عدة عوامل( مجال الفتاة ـ نسبها ـ ثرائها ـ درجة تعليمها ـ وكافة أهلها الاجتماعية )
ولم يختلف موضوع المهر عن القديم إلا فيما يتعلق بالقيم المسجلة وبقي لأصله كما هو عليه حتى الآن . وقد قمت بمراجعة سجلات محكمة الزبداني الشرعية ـ حالات الزواج ومقادير المهور المسجلة لعام / 1991 / تبين أن متوسط المهر المتقدم السائد آنذاك.
( ذهب ـ جهاز ـ ألبسة ـ فرش ) وبمعنى أصح هي الأشياء والحاجات التي يشتر بها العريس لعروسه ويتم بها تجهيز بيت العروسين .
أما المقادير المكتوبة لهذه المهور التي سبق ذكرها فهي عادية أو مقبولة تبتعد عن المغالاة والتطرف إلا في حالات نكدية خاصة .
وتقدم المهور في هذه الحالة وظيفة اجتماعية هامة تتلخص بضمان حق الفتاة بالحياة الكريمة في حال حدوث الطلاق ويرجع تقدير قيمة ( المتقدم والمتأخر ) إلى عدة عوامل( مجال الفتاة ـ نسبها ـ ثرائها ـ درجة تعليمها ـ وكافة أهلها الاجتماعية )
ولم يختلف موضوع المهر عن القديم إلا فيما يتعلق بالقيم المسجلة وبقي لأصله كما هو عليه حتى الآن . وقد قمت بمراجعة سجلات محكمة الزبداني الشرعية ـ حالات الزواج ومقادير المهور المسجلة لعام / 1991 / تبين أن متوسط المهر المتقدم السائد آنذاك.
إحضار الجهاز:
يقصد بالجهاز هو مجموعة الأشياء والأغراض وقطع الأثاث والفرش التي يقوم العريس وأهله بشرائها لفرش بيت الزوجية .
وكان وما يزال يقوم أهل العريس وأهل العروس بالإتفاق المسبق على أغلب الأشياء والأغراض اللازمة لهذه المناسبة وحسب الإمكانيات المتوفرة لدى أهل العريس .
وأهم القطع التي تؤلف الجهاز سابقاً هي ( البيرو وفوقه بلاطة من الرخام وهو صندوق عال مصدف ومنقوش ـ الشمعدانات العالية ـ الكازات ـ المزهريات الصينية ـ المرآة الكبيرة ـ وتعلق فوق البيرو ـ الطواطي أو الجلايل أو الصرما وهي نوع من المطرزات ـ الطراريح والدواشك ومساند القش وبعض البسط المصنوعة من الشرارطيط والصوف الملون ويشتري للعروس مجمع يدعى ( مجمع العروس ) أو العلبة التي تحوي أدوات الزينة من حمرة وبودرة يضاف إلى ذلك القباقيب الخشبية المشهورة ذات الكعب العالي وهي مصدفة تسمى القباقيب الشبراوية .
وكان يدعى إلى رحلة الجهاز العروس والعريس وأهليهما وبعض المقربين من الطرفين ويركبون دوابهم ( الجمال والبغال والحمير ) والانطلاق إلى دمشق وعندما يصلون إلى دمشق يضعون دوابهم في الخان ويذهبون للتسوق وشراء الأثاث المذكور ويعودون مساء إلى الخان ثم يقومون باليوم التالي بنفس العملية ثم يركبون دوابهم ويعودون إلى البلدة وعندما يصلون إلى البلدة يتم وضع هذه الحاجات في دار العروس ثم يحملونها إلى دار العريس ترافقهم العراضة التي تهتف وتغني ببعض الأغاني والأهازيج :
يا دقيق الدربكة حــوّل عالدار خدلك مني مجيدي وبطل هالكار
وعندما يصل الجهاز إلى دار العريس :
يا دار ركنك مبتني عالصخر عمرو ما يلين
أو عضـهور الخيل شــدينا الرشـايم
وكان وما يزال يقوم أهل العريس وأهل العروس بالإتفاق المسبق على أغلب الأشياء والأغراض اللازمة لهذه المناسبة وحسب الإمكانيات المتوفرة لدى أهل العريس .
وأهم القطع التي تؤلف الجهاز سابقاً هي ( البيرو وفوقه بلاطة من الرخام وهو صندوق عال مصدف ومنقوش ـ الشمعدانات العالية ـ الكازات ـ المزهريات الصينية ـ المرآة الكبيرة ـ وتعلق فوق البيرو ـ الطواطي أو الجلايل أو الصرما وهي نوع من المطرزات ـ الطراريح والدواشك ومساند القش وبعض البسط المصنوعة من الشرارطيط والصوف الملون ويشتري للعروس مجمع يدعى ( مجمع العروس ) أو العلبة التي تحوي أدوات الزينة من حمرة وبودرة يضاف إلى ذلك القباقيب الخشبية المشهورة ذات الكعب العالي وهي مصدفة تسمى القباقيب الشبراوية .
وكان يدعى إلى رحلة الجهاز العروس والعريس وأهليهما وبعض المقربين من الطرفين ويركبون دوابهم ( الجمال والبغال والحمير ) والانطلاق إلى دمشق وعندما يصلون إلى دمشق يضعون دوابهم في الخان ويذهبون للتسوق وشراء الأثاث المذكور ويعودون مساء إلى الخان ثم يقومون باليوم التالي بنفس العملية ثم يركبون دوابهم ويعودون إلى البلدة وعندما يصلون إلى البلدة يتم وضع هذه الحاجات في دار العروس ثم يحملونها إلى دار العريس ترافقهم العراضة التي تهتف وتغني ببعض الأغاني والأهازيج :
يا دقيق الدربكة حــوّل عالدار خدلك مني مجيدي وبطل هالكار
وعندما يصل الجهاز إلى دار العريس :
يا دار ركنك مبتني عالصخر عمرو ما يلين
أو عضـهور الخيل شــدينا الرشـايم
وتعقد الدبكات والرقصات في منزل العريس وكانت تغني بعض الأغاني :
وعل اليما وعلى اليوم ودخل عــيونك يا مروم
بيني وبيـنك يا مروم حارة وعارة وزبدانـي
أن كنـت مشتاقة لي لاقيني عادرب السلطاني
يشلوم حالي يشلوم سليــماني ولا فرقـاهن
أسى ما سلفون كيف يا قلب تسلاهن
وعل اليما وعلى اليوم ودخل عــيونك يا مروم
بيني وبيـنك يا مروم حارة وعارة وزبدانـي
أن كنـت مشتاقة لي لاقيني عادرب السلطاني
يشلوم حالي يشلوم سليــماني ولا فرقـاهن
أسى ما سلفون كيف يا قلب تسلاهن
أما النساء فيغنين :
يـا راعيهن يا راعيــهن لشتي وصيف بعلاليهن
يا راعي الزرقا وين تروح ســيفك عاجنبك يلوح
يـا راعيهن يا راعيــهن لشتي وصيف بعلاليهن
يا راعي الزرقا وين تروح ســيفك عاجنبك يلوح
أما في أيامنا هذه فقد اختصر الكثير من هذه الترتيبات إذ يقوم بعض الأهل مع العروس والعريس بالسفر إلى دمشق وشراء غرفة نوم مؤلفة من سرير وخزانة وبيرو وكرسي وشرائها وإرسالها إلى دار العريس وربما في كثير من الأحيان يتم شراء ذلك من محلات الموبيليا من البلدة.
العرس
تعريف:
هو الاحتفال الذي يقوم به أهل الفتى والفتاة لإعلان زواج ولديهما على بقية أفراد المجتمع ليعرف جميع أبناء البلدة بنبأ زواج هذا الفتى من تلك الفتاة .
وسنورد فيما يلي نصاً للأفراح والحفلات والتقسيمات لأيام العرس قديماً ( تمتد حتى مائتي سنة تقريباً ) أوردها الباحث محمد خالد رمضان في كتابه الزبداني تاريخ وحياة:
( وفي تعاليل الشباب تقام حلقات السباق ، وحلقات مسابقات العتابا والميجانا وبعض الألعاب ، وبعد التعاليل تبدأ أيام العرس وهي عادة سبعة أيام تبدأ على الشكل التالي:
وسنورد فيما يلي نصاً للأفراح والحفلات والتقسيمات لأيام العرس قديماً ( تمتد حتى مائتي سنة تقريباً ) أوردها الباحث محمد خالد رمضان في كتابه الزبداني تاريخ وحياة:
( وفي تعاليل الشباب تقام حلقات السباق ، وحلقات مسابقات العتابا والميجانا وبعض الألعاب ، وبعد التعاليل تبدأ أيام العرس وهي عادة سبعة أيام تبدأ على الشكل التالي:
اليوم الأول:
وهو يوم الحطب وهو يوم مشهور لكنه اندثر الآن ، يتشاور الشباب للذهاب إلى الحرش للإتيان بالحطب لأجل العرس وهم عادة أقارب العريس وأصدقاؤه الخلص وجيرانه . وهو يوم جميل بما يجري به من ملح وشجاعة وأهازيج وأغان ، وفيه يتم تجميل أحد الشباب في زي إمرأة تدعى ( عروسة الحطابة ) . ويبقون طوال النهار في جمع الحطب ، والبغلة القوية تمشي أمام الحطابين مع العروس المزوقة وليس ضرورياً أن يكون المتزوق أقوى الناس في التحطيب وأجمل الناس إنما كون شيخ شباب أو متحدث القوم . ويوم الحطب له تفسير اجتماعي وهو قضية تعاون ويدل على ما في الإنسان من ميل للعمل الجماعي . أما غذاء الحطابين فكان على نفقة أهل العريس . وحين يعود الركب يرحب بهم بعارضات عارمة خارج البلدة . يعودون محملين بالحطب وتعقد جلسات الدبكة وحلقاتها حتى آخر الليل.
اليوم الثاني:
وهو يوم العجين والخبز فتشترك قريبات العريس في طحن الطحين وعجنه وخبزه ، وهذا يأخذ النهار بطوله لكثرة الخبز وأثناء العمل تغنى أغان كثيرة منها أغاني الموليا ومن مقطوعاتها :
عالعين يا أم الزلف زلفا يا مولي يا جوخ لفصلك لو كان عمري مية
ويسمى المقطع الأول اللازمة ، ومثلما نشاهد ونلاحظ فإن التي تغني أو من قال المقطع الأول أول مرة يتمنى لبس الجوخ وهو كما يبدو كان من ألبسة الموسورين حتى لو صار عمرة مئة من السنين . أما المقطع فهو :
عالبير نـشاله وعالبير نشـاله ويا مزنرة بالكمر فوق الكمر شاله
يا ربي يغيب القمر لسلمك حالي وتكون عتمة شهر والــسرج مطفيا
وأغاني مثل :
يا مريم يا مريمايا كحيلا يا مبرشما
والله لجبلك الشـملة وبلغا بالمحرما
وأيضاً :
مريم مريمتين وعينـي مريما
يا جوز التنتين ويبليك بالعمى
عالعين يا أم الزلف زلفا يا مولي يا جوخ لفصلك لو كان عمري مية
ويسمى المقطع الأول اللازمة ، ومثلما نشاهد ونلاحظ فإن التي تغني أو من قال المقطع الأول أول مرة يتمنى لبس الجوخ وهو كما يبدو كان من ألبسة الموسورين حتى لو صار عمرة مئة من السنين . أما المقطع فهو :
عالبير نـشاله وعالبير نشـاله ويا مزنرة بالكمر فوق الكمر شاله
يا ربي يغيب القمر لسلمك حالي وتكون عتمة شهر والــسرج مطفيا
وأغاني مثل :
يا مريم يا مريمايا كحيلا يا مبرشما
والله لجبلك الشـملة وبلغا بالمحرما
وأيضاً :
مريم مريمتين وعينـي مريما
يا جوز التنتين ويبليك بالعمى
اليوم الثالث ـ يوم البنات أو يوم الحمام :
وهو يوم لتحميم العروس فقط في حمام السوق . إذ تدعو والدة العريس أهل العروس من النساء وبعض قريباتها مع أهل العريس وقريباته يأخذون العروس إلى الحمام وهناك يحممنها ويجلونها وذلك في منظر ظريف لطيف ويزغردن لها الكثير من الزغاريد الجميلة ومن أعمها وأجملها تقول عمة العروس أو خالتها رافعة صوتها :
رحت على الحمام لتفرج على طولي لقيت أربع صبايا من الشباك نادولي
لمن شـفتهن قلبت على طولي هاتو بنــات العرب يـبقوا يغنولي
وأيضاً :
رحت على الحمام ولتفرج على لبسي لقيت أرضو منفسج وحيطانه عنب دبسي
وحياة من زين السلطان على الكرسي إن كان غيرك عــسل ما تقبلو نفسي
أما عن الجلوة وكيف تتم ، تمسك العروس من يدها ويدار بها حول بحرة الحمام بشكل دائري مع حمل الشمع من قبل المدعوين ـ يلاحظ هنا بعض العادات القديمة جداً ـ وتقال الزغردة التالية وتدعى عندنا الزلغوطة :
كتفك وردفك ودورة وجهك الواسع محبتــك بقليبي عقرب لاسع
إن غبت عني تمنتيام والتاسـع بهجر مدينة وبسكن برها الواسع
وهنا أيضاً تفتخر أم العريس بإبنها وتزغرد له :
متلك ما تربى بقلـعة ابن عنان ولا حسين لمسمى صاحب الديوان
ولا بـوطوق مملوك الخليفة كان تحقيق يا روح إنك كامـل الهندام
وهذه الزغرودة وكما تبين لنا قديمة مما يدل على قدم هذا الفن وذلك واضح من كلماتها
وهنا أيضاً يزغرد للعروس فيقال :
قال البنفســج أنا سلطان بري عرقي صغير وريحة طيبة فيي
أنا قتيل أربعة ماني قتيل مية أنا قتيل الحلا تحــت العبيدية
وتبدأ الدعوات بالغناء بتلك الأغنية الشهيرة :
فتــح ورد الجـوري ومالو إنه تتهني يا أم فــلان بها الكنة
وعريــسها زبداني ما لو تاني وبــحكم سـلطاني وهو مني
وهالكنة هي كنتكن يا سعد الكن والله يكمل فرحتكن بدنا نغني
ويبقين في الحمام من الصباح حتى ساعة الغياب . وحمام السوق يؤخذ على نفقة أهل العريس ولا يسمح لأحد بالاغتسال فيه إلا للمدعوات فقط.
رحت على الحمام لتفرج على طولي لقيت أربع صبايا من الشباك نادولي
لمن شـفتهن قلبت على طولي هاتو بنــات العرب يـبقوا يغنولي
وأيضاً :
رحت على الحمام ولتفرج على لبسي لقيت أرضو منفسج وحيطانه عنب دبسي
وحياة من زين السلطان على الكرسي إن كان غيرك عــسل ما تقبلو نفسي
أما عن الجلوة وكيف تتم ، تمسك العروس من يدها ويدار بها حول بحرة الحمام بشكل دائري مع حمل الشمع من قبل المدعوين ـ يلاحظ هنا بعض العادات القديمة جداً ـ وتقال الزغردة التالية وتدعى عندنا الزلغوطة :
كتفك وردفك ودورة وجهك الواسع محبتــك بقليبي عقرب لاسع
إن غبت عني تمنتيام والتاسـع بهجر مدينة وبسكن برها الواسع
وهنا أيضاً تفتخر أم العريس بإبنها وتزغرد له :
متلك ما تربى بقلـعة ابن عنان ولا حسين لمسمى صاحب الديوان
ولا بـوطوق مملوك الخليفة كان تحقيق يا روح إنك كامـل الهندام
وهذه الزغرودة وكما تبين لنا قديمة مما يدل على قدم هذا الفن وذلك واضح من كلماتها
وهنا أيضاً يزغرد للعروس فيقال :
قال البنفســج أنا سلطان بري عرقي صغير وريحة طيبة فيي
أنا قتيل أربعة ماني قتيل مية أنا قتيل الحلا تحــت العبيدية
وتبدأ الدعوات بالغناء بتلك الأغنية الشهيرة :
فتــح ورد الجـوري ومالو إنه تتهني يا أم فــلان بها الكنة
وعريــسها زبداني ما لو تاني وبــحكم سـلطاني وهو مني
وهالكنة هي كنتكن يا سعد الكن والله يكمل فرحتكن بدنا نغني
ويبقين في الحمام من الصباح حتى ساعة الغياب . وحمام السوق يؤخذ على نفقة أهل العريس ولا يسمح لأحد بالاغتسال فيه إلا للمدعوات فقط.
اليوم الرابع هو يوم الحنة
. والحنة للعروس والعريس ولكن كلاً منهم في بيته ففي حنة العريس يدعو الشباب من أقاربه وجيرانه إلى حفلة مسائية تقام في بيته يحضرها الشعراء الشعبيون والقوالون وتقام الرقصات والدبكات وتطلق الزغاريد من النساءقريبات العريس. وتبدأ العملية بأن يدعى العريس إلى الحنة من قبل الشباب من أقاربه وأصدقائه ويجلس في منتصف الغرفة ويمد كفيه ويبدأ الشباب في تحنيته . كل منهم يأخذ إصبعاً ويضع الحناء عليها فتطلق والدته الزغاريد مع جمع من النساء وتشارك أخواته في الزغرودة وعماته وخالاته وبنات عمومته ومن الزغاريد الشهيرة في تلك المناسبة :
عريس عريس ومد الكف وتحنى وحـياة بيك لا تــزعل حدا منا
وحياة بيي وما بزعل حـدا منا ما دام سيفي على رقــاب العدا غنى
وأيضاً:
مربوع مربوع يا زين المرابيعي وحنيت ديي وما حنيت صــابيعي
وكــل قعده حد زين المرابيعي أحلى من الشرب من روس المنابيعي
وأيضاً :
دبل عيـونو وقلو قوم حنونو عرقي صغير وبالريحان ضمونه
يا ريت مين ضعوني عن ضعونو يموت غريب واهلو ما يشوفونو
ويدعى العريس للرقص بزغرودة جميلة:
ورقوص وتلابق يا ورد لمطابق
ويا سكين جنبيّه عالقلب صيابك
وفي حلقات الدبكة والرقصة تغنى الأغنيات الشهيرة ومنها:
عالقالو عــالقالو العرضا يا جمــالو
ويا جمالة زحلة تـسري باليــالو
هيقالو شــالوها وعلى جمال أبوها
ويومن شيلوهها حشيـشة قلبي شالو
وأيضاً:
عاليادي اليادي اليادي يــا أم العبيدية
يا جـوخ لفصلك للـحلوة صدرية
لا روح للمصبغة واصبغ أنا تـوبي
وبقـول للمصبغة زعلان محبــوبي
يحرم علي الفرح والدق والنــوبة
وتحرم علي النسا ما زالـك بنية
عريس عريس ومد الكف وتحنى وحـياة بيك لا تــزعل حدا منا
وحياة بيي وما بزعل حـدا منا ما دام سيفي على رقــاب العدا غنى
وأيضاً:
مربوع مربوع يا زين المرابيعي وحنيت ديي وما حنيت صــابيعي
وكــل قعده حد زين المرابيعي أحلى من الشرب من روس المنابيعي
وأيضاً :
دبل عيـونو وقلو قوم حنونو عرقي صغير وبالريحان ضمونه
يا ريت مين ضعوني عن ضعونو يموت غريب واهلو ما يشوفونو
ويدعى العريس للرقص بزغرودة جميلة:
ورقوص وتلابق يا ورد لمطابق
ويا سكين جنبيّه عالقلب صيابك
وفي حلقات الدبكة والرقصة تغنى الأغنيات الشهيرة ومنها:
عالقالو عــالقالو العرضا يا جمــالو
ويا جمالة زحلة تـسري باليــالو
هيقالو شــالوها وعلى جمال أبوها
ويومن شيلوهها حشيـشة قلبي شالو
وأيضاً:
عاليادي اليادي اليادي يــا أم العبيدية
يا جـوخ لفصلك للـحلوة صدرية
لا روح للمصبغة واصبغ أنا تـوبي
وبقـول للمصبغة زعلان محبــوبي
يحرم علي الفرح والدق والنــوبة
وتحرم علي النسا ما زالـك بنية
وتقام مباريات العتابا والميجنا . فإن كان الشاعر غريباً يصف البلد . كرمها وجودها وشجاعة أهلها فيقول:
شفت الأمارة بالدجا تجلس عاصف والكف كان بصفقتو صف عاصف
البلد الكريمة لو هوى منها عاصف بدوق من نـسماتها طيب الجنا
أما شاعر البلدة فيغني :
خصمو انطوى من طعنة الماضي فرح
دعا القـاعد ببلدتو دائم الفــرح
يا ريت أهل العرس لأيامـهن فرح
يــتزوجو ويقضوا الليالي في هنا
ومن جديد تعقد الدبكات على أنغام المجوز أو الشبابة وعلى أنغام الهوارة :
هور يـابو الهـوارة يا بـعد دين الــهوارة
كل مين عندو مد شـعير ببيعوا ويلحق صــبارة
وعزراييل وغراب البين وما يخلوا ولا خـتيارة
هوارة يا بو هـواوير ولعـمل كبة بعـصافير
اعزم فيها المير بـشير واعزم شباب الـحارة
هوارة يا نعسـانة ستك اســمـها مرجانة
تحـيا رجال الزبداني محطا وعارة مع حارة
شفت الأمارة بالدجا تجلس عاصف والكف كان بصفقتو صف عاصف
البلد الكريمة لو هوى منها عاصف بدوق من نـسماتها طيب الجنا
أما شاعر البلدة فيغني :
خصمو انطوى من طعنة الماضي فرح
دعا القـاعد ببلدتو دائم الفــرح
يا ريت أهل العرس لأيامـهن فرح
يــتزوجو ويقضوا الليالي في هنا
ومن جديد تعقد الدبكات على أنغام المجوز أو الشبابة وعلى أنغام الهوارة :
هور يـابو الهـوارة يا بـعد دين الــهوارة
كل مين عندو مد شـعير ببيعوا ويلحق صــبارة
وعزراييل وغراب البين وما يخلوا ولا خـتيارة
هوارة يا بو هـواوير ولعـمل كبة بعـصافير
اعزم فيها المير بـشير واعزم شباب الـحارة
هوارة يا نعسـانة ستك اســمـها مرجانة
تحـيا رجال الزبداني محطا وعارة مع حارة
وتشهد كلمات هذه الأغنية على قدمها الذي يعود إلى قرون عديدة. ولست مع الرأي الذي يقول إن هذه الأغنية بدأت بمجيء المصريين في القرن التاسع عشر إلى بلاد الشام مع إبراهيم باشا حيث يعتمد هذا الرأي على لفظة الهوارة ويعزيها إلى العسكر الذين تجمعوا مع الجيش المصري . إذ إن بعض الألفاظ في الأغنية يعود إلى قرون سابقة قبل القرن التاسع عشر .
وأيضاً تغنى الأغنية الثانية :
قومــي العبي يا بنية يا ليلى البلدية
يا ليلى حرقتي قلبي وأنا التعتير علي
قومي العبي بالدبكة سبع سلاطين مشتبكة
محمد علي عم يبكي على ولاية سورية
لهذه الأغنية أيضاً دلالات شعبية واضحة في ذكر محمد علي باشا ومحاولة طرد العثمانيين من بلاد الشام وتدل على ما قام به جيش محمد علي من فوضى واضطهاد وفرض ضرائب.
وهكذا تستمر السهرة في الغناء والفرح والرقص طويلاً . أما عند العروس فتجتمع صديقاتها وأخواتها وقريباتها ويبدأن يتحنيتها . كذلك على أنغام الرقص والدربكة والزغاريد والأغاني . وتكون الحنة قد هيئت في الصباح ، وأرسلت لصديقات العروس في صرر ملفوفة في خرق من عند بيت العروس . وأهم الزغاريد التي تقال في هذه المناسبة:
حنـتك يا عروس تجرح بلا سكين والنوم بحضينكي أحلى من أكل التين
لو كان بي العروس ما بعاشر محبين لا بـرطلو بالذهب والسيف والسكين
وأيضاً
سـيقانك البيض شعرة ما نبت فيها وزنودك البيض دقدقة الأبر فيها
وخدودك الحمر يا سعد الحظي فيها
وأيضاً يقال على لسان أم العريس:
مين قال عنك سميرة يا شـفق بدري ويا جرزتين المنفسج قاطع الضهري
لعمل ضهيري عبارة ولقطعك نهري وريـتك مباركة يا كنــة الدهر
وأيضاً تغنى بعض الأغاني النسائية الخاصة . وينتهي ذلك اليوم بين حنة العروس وحنة العريس ويأتي وراءه اليوم الخامس .
وأيضاً تغنى الأغنية الثانية :
قومــي العبي يا بنية يا ليلى البلدية
يا ليلى حرقتي قلبي وأنا التعتير علي
قومي العبي بالدبكة سبع سلاطين مشتبكة
محمد علي عم يبكي على ولاية سورية
لهذه الأغنية أيضاً دلالات شعبية واضحة في ذكر محمد علي باشا ومحاولة طرد العثمانيين من بلاد الشام وتدل على ما قام به جيش محمد علي من فوضى واضطهاد وفرض ضرائب.
وهكذا تستمر السهرة في الغناء والفرح والرقص طويلاً . أما عند العروس فتجتمع صديقاتها وأخواتها وقريباتها ويبدأن يتحنيتها . كذلك على أنغام الرقص والدربكة والزغاريد والأغاني . وتكون الحنة قد هيئت في الصباح ، وأرسلت لصديقات العروس في صرر ملفوفة في خرق من عند بيت العروس . وأهم الزغاريد التي تقال في هذه المناسبة:
حنـتك يا عروس تجرح بلا سكين والنوم بحضينكي أحلى من أكل التين
لو كان بي العروس ما بعاشر محبين لا بـرطلو بالذهب والسيف والسكين
وأيضاً
سـيقانك البيض شعرة ما نبت فيها وزنودك البيض دقدقة الأبر فيها
وخدودك الحمر يا سعد الحظي فيها
وأيضاً يقال على لسان أم العريس:
مين قال عنك سميرة يا شـفق بدري ويا جرزتين المنفسج قاطع الضهري
لعمل ضهيري عبارة ولقطعك نهري وريـتك مباركة يا كنــة الدهر
وأيضاً تغنى بعض الأغاني النسائية الخاصة . وينتهي ذلك اليوم بين حنة العروس وحنة العريس ويأتي وراءه اليوم الخامس .
اليوم الخامس وهو يوم الدخلة:
ويبدأ بأن يكون العريس وأهله قد دعوا الناس في البلد وفي القرى المجاورة . وهو اليوم الكبير في العرس ويدعى العريس إلى بيت عمه أو خاله أو أحد أبناء عمومته للتلبيسة والحمام . أما المدعوون من المعزومين فيستقبلون في بيت العريس وبيت عمه بالتراويد الشهيرة والأهازيج والعراضات . ويستقبل العريس الضيوف أيضاً مع من يستقبلون والترويدة المشهورة في الاستقبال هي :
أهلين وسهلين وشرفتو منازلن واخضرت الأرض مطرح دوس الأقدام
ويرد المدعوون بهذه الترويدة:
يخلـف عليك يا عازمن يعــمر بيتك وجعلك دوم فرحان
وأيضاً يقول المدعوون للعريس :
يا ربي سـلم لنا العريس ويعيش لنا كما عاش الحمام بروس الجبال
ويرد أهل العريس بترويدة أخرى :
لـسبد ما نطلع القلعة ونملكه ونزيل الخيل بلبـس القفاطين
وهكذا كلما جاءت عائلة أو أحد الضيوف تستمر التراويد . أما في داخل الدار فتعمر الدبكات والرقصات والأهازيج . ويؤخذ العريس إلى الحمام بعراضة وزفة كبيرة حيث تقال ردة العراضة التالية:
ياليــل بالظلام عريســنا بدرالتمام
عريسنا بدر الدج وعروسته بدر التمام
لنلاحظ هنا أن يوم حمام العريس غير يوم الحمام وتعقد حلقات الدبكة ويغني على أنغام هذا اللحن :
قمـر قمر يا قمر طلـيت وما عنا خبر
البنت العزبة الجهلانة بـتراشق بيا بالحجر
كنت مسافر عابيروت وناوي تاجر ببيروت
جبــت للحلوة كبوت قــالت ماعنا خبر
وأما أمام العريس عند اغتساله فيغنى له:
يا حجل مربى الدلال شعرك سبل عالخــد ريحة ند وعيونك دبل
من بلاد الشـام ما كنك غريب ويا ربيب الأصـل ترباية دلال
وعندما ينتهي حمام العريس يؤخذ بعراضة أخرى ، وأولى الردات في هذه المناسبة:
مبارك حمام العريس عقبـال العزابية
وعراضة أخرى:
يا نايمة بقلب الخيام يا سعد قلب الحبكي
وهكذا يعود العريس إلى بيت آخر من أجل التلبيسة والحلاقة . أما بقية الناس فيذهبون للإتيان بالحلاقين وهي قدور كبيرة يطبخ فيها الرز والبرغل مع اللحم وتكون قد وضعت على النار من صباح هذا اليوم وهم يرددون ردة العراضة التالية:
يالله توكلنا عليك يا صاحب الباب الكريم
ويمد سماط كبير فوق السطوح وفي أرض الدار ويدعى الناس للغداء. يأكل الضيوف بشكل جيد . أما أقرباء العريس وجيرانه وأحياناً أهل البلدة فيمرون أمام الأكل بعراضة ويأخذون لقمة على الماشي . ويصعدون إلى السطح وهم يغنون :
حفظ الشـرف عاداتنا حفظ الشرف عاداتنا
ويحمل رئيس العراضة كمشة من الرز ويرشها على الناس وأيضاً تقال الردة التالية:
يا واقفة براس الدرج والـشعر غطى قدامها
نحنا لها نحـنا لها لو زلغــطت صبيانها
وتدل هذه العادة الإجتماعية على مساعدة أهل العريس وتخفيف النفقات عنهم وبعد الغذاء تعقد حلقات الرقص والدبكة الطويلة. وعلى أنغام المجوز والشبابة والدربكة تبدأ أغاني دلعونة وموليا وغيرها . وبعد ساعتين من ذلك أو يزيد يأخذ من دعى العريس للتلبيسة والحلاقة ، العريس بعراضة كبيرة ويكون مع الداعي أناس أيضاً يأتون بعراضة ويقولون الردة التالية:
دومي بالفرح يا دار نحنا جينـاك زوار
تا ناخد منك عريس يللي أقوى من عنتر
ويمشون في عراضات كبيرة حتى يقتربون من بيت الداعي فيرددون الردة التالية:
دار العدية يا دار يا مبنيــة بقناطر
تسلم دياتو يا دار يللي بانيكي شاطر
ويدخلون إلى الدار ويكون الحلاق بانتظار العريس. ويبدأ عمله مع العناية الكاملة ويغني القول أغنية مشهورة هي:
خفف إيدك يا حلاق ريتو العريس يتهنى
وتردد الترويدة التالية:
شب ظريف على حمرا يلاعبها رمح طويل وبيوم الحرب صنديد
هذا إضافة إلى ما تزغرده النساء في هذه المناسبة . كأم العريس وأخواته وقريباته وذلك أثناء تلبيسة العريس عندما يبدأ أحد زملائه بتلبيسته قطعة من ثيابه تزغرد هذه الزغرودة:
يسعد مساك وياللي من الحرير لابس تمك ملبس وجواتو عسل كابس
وليش يا منيتي من يمنا عابس ويضحكلك الورد ولو كان الورق يابس
وعند الحلاقة:
ويا شاليش العريس ويا شمالة من المرجان وعليك حرز النبي لو رحت ناح الشام
وحياة تربة نبي الواحد العدنان يطول عميرك وتبقى العاقبة صبيان
( في الزغرودة التي مرت تكتشف حب القدماء للصبيان فقط وكرههم للبنات )
أما ثياب العريس التي يلبسونها له فيأتى بها عادة من بيت العروس وهي تجلبها له أو تخيطها ويؤتى بها بعراضة وأهازيج للدار التي تكون فيها التلبيسة أيضاً ويؤتى بثياب العروس محمولة على الأيدي في بقج ملونة صنعت خصيصاً لهذه المناسبة في عراضات ورقصات حتى بيت العروس . وهنا تلعب لعبة السيف والترس الشهيرة أمام العراضات والأغنية المشهورة في هذه العراضة هي:
فيا منديلك فيا من زحلة لداريا
فيا منديلك فيا من الكبري لحاليا
وبيك قلل طلباته لو أخد ألف ومية
وأثناء ذلك يدور بعض الشباب حارات البلد بالعراضات ليأخذوا من دور المعازيم الرز والبرغل والجوز والتين والزبيب والسفرجل والتفاح والملابن وهي من جوز أو لوز مع الدبس أو السكر. والعادة تجري هنا على أن تصنع العروس للعريس ملبناً خاصاً على طولها ورفعة يديها . فإذا كان الملبن طويلاً يقال للعريس ( نيالك عروستك طويلة ) وفي بيت التلبيسة كما اسلفت يبدأ الحوار الشعري بفن القرادي:
يم الزردة والحلقة فوق الكردان إنت اضرب وأنا بلقى ضهري سندان
ويتحاورون في العتابا الجيدة ويضعون مبدأ الحرف الأول مثل:
تحت سد الرمق جوني يجلون مني القدر والهيبة يجلون
إذا في صدرنا غمة يجلون ويضحك ليلنا بعد الضباب
وبعد هذه الحوارات والدبكات والرقصات يراقب العريس من قبل أصدقائه ورفاقه بعد تأخر السهرة قليلاً، فينظر حواليه متبرماً نافخاً . وتظهر عليه بوادر التعب وينظر فيما حوله نظرة خجل، ويطرف حائراً إلى المقربين إليه . وكأنه يستحثهم على الإسراع . وتبدو عليه إمارات النوم أو التظاهر به فيقول الأصدقاء ( إيه شو هاليلة ) محاولين إغاظته ( لازم نقضيها للصبح) كي نودع العريس . وهنا تظهر على العريس بوادر التعب والسرور بآن واحد ولحظة واحدة. ويداعبه الأب قليلاً فيقول له : إن أبا العروس قد رمى لنا مدحلة ( لما رحنا لعندو رمى لنا المدحلة من السطح ) ( ونحنا ماحدا فينا يقدر يقيم المدحلة ) وفعلاً كان يحدث ذلك . إذ ترمي عائلة العروس أو اهلها ( محدلة ) كبيرة وهي عبارة عن حجر كبير يكون فوق السطوح من أجل حدلها شتاءً ويطلبون من أهل العريس أن تعاد المدحلة إلى مكانها من أجل تعجيزهم ولكن أهل العريس كانوا يقررون سلفاً أن ذلك سيحدث . فيأتون بإنسان يستطيع القيام بهذا العمل ويدعى هذا الإنسان ( بالقييم ) وعندما يرفع المدحلة فوق رأسه يقول : هذي لعيون أهل العريس ، ويردها إلى الأرض ويرفعها ثانية قائلاً : وهذه لعيون أهل العروس ، وغالباً ما يكون من أقارب العريس ومن عائلته وهنا تزغرد النساء كثيراً مهللة لهذا العمل إذ تقول إحداهن :
( الله يسلمك لأمك ) وأخرى تقول : ( يخزي العين عنك ) وواحدة تردف : ( الدايات ما جابت متلك ) أما في بيت التلبيسة فتتابع السهرة احتفالاتها وتتابع ندوات القرادي إذ يقول أحدهم :
اللي عندو بضاعة يكشفها لنشوف الديما من المقصور
ويغني احدهم :
عندي عصفور صغير ربيتو عانقاويني
لمن كبر وطير صار الطية يطويني
ويقول الآخر في جوابه:
عصفوري الي ربيتو مشكشك بالريش
طاير مع رف شويكي وما حاكانيش
وبعد ذلك يمشون مع العريس ويركبونه فرساً ويزفونه بالعراضات والأهازيج في كل البلدة تقريباً وهنا يرش أهل البلدة كل أمام بيته على العريس والعراضة ، العطورات والسكاكر وأشياء أخرى ويشعلون البخور وتزغرد النساء في كل بيت يمر العريس أمامه ، ويعود العريس إلى بيته . وأما الآن أعود لأصف ما يجري في عرس النساء . فهناك تجلى العروس بأن تمسك بيدها خنجراً وتلف عليه ( محرمة ) وترقص به والغطاء على وجهها وتغنى لها الأغنية التالية :
لمين هالخنجر مشكول بداوي
هالخنجر لخيك هالحلو هالغاوي
وهالخنجر لبيك هو العزيز الغالي
وأيضاً تطلق الأغنية التالية مع الرقص:
أم عيون اللوازة تجرحني بحد قزازة
عالصدر ناطر بستان والخد أله غمازة
حاكيتا وما حاكتني وعلى بيتا عزمتني
رغيف خبز ما طعمتني يلعن أبو الخبازة
وتعلق النساء وخاصة العجائز منهن أثناء ذلك ذلك بكلمات منها : ( يا واقفة بالجلي ما تعرفي عمين بتنجلي ) وهو مثل معروف مشهور وتقول أخرى : ( ابن عمها بياخدها من نص الجلوة ) وأيضاً تغنى :
نزلت النخلة ترقص وتميل رشو عالنخلة شميلات الحرير
واسألوا النخلة منو عزها عزها بوها ريت عمرو طويل
ومن أهم الزغاريد وقت الجلوة:
لبستها الأبيض وقلبتها بالسيف قال العريس للعروس يا مرحبا بالضيف
ضيفن يعشينا وضيفن يغدينا وضيفن يسلينا طول الشتا والصيف
وأيضاً:
يا واقفة بالجلي يا لا بسة الطربوش أربع خواتم ذهب بكفك المنقوش
يا ربيت طبع مكة تحتك مفروش يا ريتني ورد جوري على روس الخدود مرشوش
ثم يرسل شخصاً ما من أقارب العريس ليخبر أهل العروس ، أنهم قادمون لأخذ العروس لكي تتهيأ وتأتي العراضات الكبرى مع العريس أيضاً حيث يكون مع إحدى هذه العراضات وتخرج العروس من بيت أهلها وتركب الفرس إن كان البيت بعيدا وتذهب مشياً عن كان البيت قريباً وتزغرد لها أخواتها تلك الزغرودة الجميلة إذ يقلن :
قالت عروسة وشدوا لي مخداتي وطلعت من البيت ما ودعت خياتي
وطلعت من البيت ما ودعت أمي وأنا الغريبة وسيلو يا دموعاتي
كل ذلك ومن حولها النسوة يغنين ويهزجن ويفسح البعض لإحداهن أحياناً حيث تكون مزينة ومبرهجة وفي يدها سيف وتقوم بالرقص أمام العروس وهكذا حتى بيت العريس . وهنا يقف موكب العروس وتغني صويحباتها :
ما بنفوت هالعروس غلا بخلعة باب الدار
وهي الهدية المعروفة قبل الدخول لبيت العريس فتنالها . وهنا يعود الشباب وراء النساء ويقولون في عراضاتهم:
يخلف عليكن كتر الله خيركن وانتو المناصب ما مناصب غيركن
وهنا يحاول بعض الشباب أن يسرق العريس أو بالأصح يحرده ) ويمشي العريس معهم ويطلبون من والد العريس الطلب المعروف وهو إما بناء بيت للعريس أو إعطائه قطعة أرض خاصة به فالعريس مقدم على بناء أسرة جديدة وهذه السرقة تعتبر مساعدة للعريس وبعد أن يوافق والده على الطلب يسلم العريس لأبيه من قبل الشباب ، وعند ذلك يبقى الشباب في الخارج ويدخل العريس مع أبيه وأخيه الأكبر ومع عمه وتكون العروس مصمودة على كرسي عال يدعى ( الأسكي ) فيجلس بجانبها ويكون أهل العريس قد استقبلوا عروسهم وأهلها بالزغرودة التالية:
والله لضل قلك ببيوت مناح يا بنت الكرام أهلك بالأصول مناح
والله لصغلك طوق فضة عنبرة ولواح صدرك جنينة وجوا بلبل الصياح
وأحياناً يصدف أن تكون أم العريس غير راضية عن هذا الزواج فتزغرد زغرودة كلها استقزاز وكلها غضب واستنكار إذ تقول:
قال البن للتتن شوباك معاديني لاانك ابن عمي ولانك من موازيني
تفو عليك يا تتن يا بو الدخاخين ونحنا الذي يشربون البن بالصيني
فيحدث ما لا تحمد عقباه، وقد حصلت مثل هذه الحادثة أكثر من مرة إذ يأخذ أهل العروس ابنتهم وتفك الحفلة ويتركون بعضهم ، وهذه حالة نادرة وفي الأعم يتابع العرس مجراه وتبدأ الأغاني والرقص من قبل قريبات العريس والعروس وتغنى الأغاني التالية:
هوني رقصتلو وتحلحل زناري هوني سلت مني خاتم سليماني
بن عمي حبيتك والله حبيتك خدني على بيتك بيت اللي رباني
وأيضاً :
أنا أنا شو عملنا بلبل عالشجر غنى
وكل مين عندو محبوبة ريته فيها يتهنى
وأغنية شهيرة أيضاً:
يا دروبي يا دروبي درج هجينك صوبي
بركي بخرجك جايب رسالة من محبوبي
وأيضاً:
عالدقة والنيلي يا مي سيلي وحياة روس رجالك تعي حكيلي
ميلي يا هديب ميلي دخلك ميلي وايش ان صارلك بغيابي تعي حكيلي
وأيضاً :
بلح بلح وأنا ضميتو والولد ولدي وأنا ربتيتو
راح عالصاغة سيدي ما لقاني قتل حالو كلو على شاني
ويتخلل الرقص والأغاني الكثير من الزغاريد التي تعبر عن جمال العروس وكرم أهالها وجودهم ، وعن أخلاقها وتربيتها وعن شجاعة أبيها وأيضاً زغاريد في العريس وأهله وشرفهم وحميتهم وشجاعتهم وعن دار العريس ، وعن الدلال الذي ينتظر العروس فمثلاً يقال للعريس من والدته:
قاعد على المرتبة هالشب زبداني قاعد على المرتبة بحكم سلطاني
قاعد على المرتبة وخياتو تغنيلوا وريتو مهنا وريتو دوم فرحاني
وأيضاً:
إذا كانت العروس ابنة عمه :
نحنا نجوز ابننا لبنتنا نحنا نرد المال عالمال
نحنا الغريب ما يحل بأرضنا لو حط المال بالمثقال
وللعروس تطلق الزغاريد الكثيرة :
يا من شعيروا على كتافو كداس كداس يا من يدبل عيناتو بغير نعاس
شبهت حمر خديدك بورق البسباس طه وياسين يجيروك من عيون الناس
وأيضاً على لسان العريس من زغردة والدته:
يا بنت عمي افتحي لي صدرك ليوان لطبقو بالزهورا يا غصين البان
لا زين تقلك دهب لا زين تقلك مال لا زين تقلك دهب ليقلب الميزان
وأخيراً تاتي النهاية إذ تتقدم إمرأة طاعنة في السن من أقرباء العريس معلنة أن النقوط قد بدأ وتطلب من كل المدعوين إذا أرادوا التنقيط فلتقدموا وتتقدم المدعوات لتقديم النقوط وتأخذه العجوز وتعلنه على الأشهاد وتشوبش للمتقدمة وتعلنه مرة أخرى لأجل تسجيله من قبل إنسان مكلف بهذه المهمة ، وهكذا حتى تنتهي حفلة تقديم النقوط ، حينها تبدأ المدعوات بمغادرة الدار ، ويأخذ العريس بيد عروسه وتكون قد هيأت عجينة فيرفع لها يدها فتضعها فوق باب الغرفة وتلصقها دلالة على أنها ستلتصق بعريسها وزوجها إلى الأبد وبعض المدعوات يبقين في الدار لأن الدبكات خارج الدار لا تزال موجودة ومعقودة بكل قوة وأثناء ذلك يكون العريس قد دخل على عروسه . وكان الواجب يدعوه أن يخرج ومعه الخرقة التي تظهر عذرية وطهارة العروس. ويدخل في الدبكة وتتأكد عذرية عروسه، حينها يفرح الجميع وخاصة أهل العروس ويرتاحون لذلك كثيراً مما يدل على أن ابنتهم شريفة وحفظت شرفهم .
وأخيراً في ساعة متأخرة يبدأ العقد بالإنفراط وينصرف المدعوون جميعاً إلا أم العروس وعمتها حيث تبقيان بدعوة من أم العريس إلى غد أو بعد غد أما الملابس النسائية في هذه المناسبة فتتألف من الثوب الطويل الصافي والمزركش غالباً بألوان كثيرة ومن النوع الفاخر والمبهرج والمنقط ، ومن غطاء على الرأس مشغول باليد ومتعوب عليه كثيراً وتحته قمطة ملونة ، وتحت الثوب السروال الطويل المنمنم المشغول حتى كعب القدم ، أحياناً فوق الثوب رداء نصفي قصير ، ولباس العروس يزيد فيه التفصيلة وأما لباس الرجل فكان البذلة العربية أي الجاكيت والسروال والصدرية وغطاء الرأس المشهور الحطة والعقال ولباس العريس يزيد عن ذلك العباءة .
أهلين وسهلين وشرفتو منازلن واخضرت الأرض مطرح دوس الأقدام
ويرد المدعوون بهذه الترويدة:
يخلـف عليك يا عازمن يعــمر بيتك وجعلك دوم فرحان
وأيضاً يقول المدعوون للعريس :
يا ربي سـلم لنا العريس ويعيش لنا كما عاش الحمام بروس الجبال
ويرد أهل العريس بترويدة أخرى :
لـسبد ما نطلع القلعة ونملكه ونزيل الخيل بلبـس القفاطين
وهكذا كلما جاءت عائلة أو أحد الضيوف تستمر التراويد . أما في داخل الدار فتعمر الدبكات والرقصات والأهازيج . ويؤخذ العريس إلى الحمام بعراضة وزفة كبيرة حيث تقال ردة العراضة التالية:
ياليــل بالظلام عريســنا بدرالتمام
عريسنا بدر الدج وعروسته بدر التمام
لنلاحظ هنا أن يوم حمام العريس غير يوم الحمام وتعقد حلقات الدبكة ويغني على أنغام هذا اللحن :
قمـر قمر يا قمر طلـيت وما عنا خبر
البنت العزبة الجهلانة بـتراشق بيا بالحجر
كنت مسافر عابيروت وناوي تاجر ببيروت
جبــت للحلوة كبوت قــالت ماعنا خبر
وأما أمام العريس عند اغتساله فيغنى له:
يا حجل مربى الدلال شعرك سبل عالخــد ريحة ند وعيونك دبل
من بلاد الشـام ما كنك غريب ويا ربيب الأصـل ترباية دلال
وعندما ينتهي حمام العريس يؤخذ بعراضة أخرى ، وأولى الردات في هذه المناسبة:
مبارك حمام العريس عقبـال العزابية
وعراضة أخرى:
يا نايمة بقلب الخيام يا سعد قلب الحبكي
وهكذا يعود العريس إلى بيت آخر من أجل التلبيسة والحلاقة . أما بقية الناس فيذهبون للإتيان بالحلاقين وهي قدور كبيرة يطبخ فيها الرز والبرغل مع اللحم وتكون قد وضعت على النار من صباح هذا اليوم وهم يرددون ردة العراضة التالية:
يالله توكلنا عليك يا صاحب الباب الكريم
ويمد سماط كبير فوق السطوح وفي أرض الدار ويدعى الناس للغداء. يأكل الضيوف بشكل جيد . أما أقرباء العريس وجيرانه وأحياناً أهل البلدة فيمرون أمام الأكل بعراضة ويأخذون لقمة على الماشي . ويصعدون إلى السطح وهم يغنون :
حفظ الشـرف عاداتنا حفظ الشرف عاداتنا
ويحمل رئيس العراضة كمشة من الرز ويرشها على الناس وأيضاً تقال الردة التالية:
يا واقفة براس الدرج والـشعر غطى قدامها
نحنا لها نحـنا لها لو زلغــطت صبيانها
وتدل هذه العادة الإجتماعية على مساعدة أهل العريس وتخفيف النفقات عنهم وبعد الغذاء تعقد حلقات الرقص والدبكة الطويلة. وعلى أنغام المجوز والشبابة والدربكة تبدأ أغاني دلعونة وموليا وغيرها . وبعد ساعتين من ذلك أو يزيد يأخذ من دعى العريس للتلبيسة والحلاقة ، العريس بعراضة كبيرة ويكون مع الداعي أناس أيضاً يأتون بعراضة ويقولون الردة التالية:
دومي بالفرح يا دار نحنا جينـاك زوار
تا ناخد منك عريس يللي أقوى من عنتر
ويمشون في عراضات كبيرة حتى يقتربون من بيت الداعي فيرددون الردة التالية:
دار العدية يا دار يا مبنيــة بقناطر
تسلم دياتو يا دار يللي بانيكي شاطر
ويدخلون إلى الدار ويكون الحلاق بانتظار العريس. ويبدأ عمله مع العناية الكاملة ويغني القول أغنية مشهورة هي:
خفف إيدك يا حلاق ريتو العريس يتهنى
وتردد الترويدة التالية:
شب ظريف على حمرا يلاعبها رمح طويل وبيوم الحرب صنديد
هذا إضافة إلى ما تزغرده النساء في هذه المناسبة . كأم العريس وأخواته وقريباته وذلك أثناء تلبيسة العريس عندما يبدأ أحد زملائه بتلبيسته قطعة من ثيابه تزغرد هذه الزغرودة:
يسعد مساك وياللي من الحرير لابس تمك ملبس وجواتو عسل كابس
وليش يا منيتي من يمنا عابس ويضحكلك الورد ولو كان الورق يابس
وعند الحلاقة:
ويا شاليش العريس ويا شمالة من المرجان وعليك حرز النبي لو رحت ناح الشام
وحياة تربة نبي الواحد العدنان يطول عميرك وتبقى العاقبة صبيان
( في الزغرودة التي مرت تكتشف حب القدماء للصبيان فقط وكرههم للبنات )
أما ثياب العريس التي يلبسونها له فيأتى بها عادة من بيت العروس وهي تجلبها له أو تخيطها ويؤتى بها بعراضة وأهازيج للدار التي تكون فيها التلبيسة أيضاً ويؤتى بثياب العروس محمولة على الأيدي في بقج ملونة صنعت خصيصاً لهذه المناسبة في عراضات ورقصات حتى بيت العروس . وهنا تلعب لعبة السيف والترس الشهيرة أمام العراضات والأغنية المشهورة في هذه العراضة هي:
فيا منديلك فيا من زحلة لداريا
فيا منديلك فيا من الكبري لحاليا
وبيك قلل طلباته لو أخد ألف ومية
وأثناء ذلك يدور بعض الشباب حارات البلد بالعراضات ليأخذوا من دور المعازيم الرز والبرغل والجوز والتين والزبيب والسفرجل والتفاح والملابن وهي من جوز أو لوز مع الدبس أو السكر. والعادة تجري هنا على أن تصنع العروس للعريس ملبناً خاصاً على طولها ورفعة يديها . فإذا كان الملبن طويلاً يقال للعريس ( نيالك عروستك طويلة ) وفي بيت التلبيسة كما اسلفت يبدأ الحوار الشعري بفن القرادي:
يم الزردة والحلقة فوق الكردان إنت اضرب وأنا بلقى ضهري سندان
ويتحاورون في العتابا الجيدة ويضعون مبدأ الحرف الأول مثل:
تحت سد الرمق جوني يجلون مني القدر والهيبة يجلون
إذا في صدرنا غمة يجلون ويضحك ليلنا بعد الضباب
وبعد هذه الحوارات والدبكات والرقصات يراقب العريس من قبل أصدقائه ورفاقه بعد تأخر السهرة قليلاً، فينظر حواليه متبرماً نافخاً . وتظهر عليه بوادر التعب وينظر فيما حوله نظرة خجل، ويطرف حائراً إلى المقربين إليه . وكأنه يستحثهم على الإسراع . وتبدو عليه إمارات النوم أو التظاهر به فيقول الأصدقاء ( إيه شو هاليلة ) محاولين إغاظته ( لازم نقضيها للصبح) كي نودع العريس . وهنا تظهر على العريس بوادر التعب والسرور بآن واحد ولحظة واحدة. ويداعبه الأب قليلاً فيقول له : إن أبا العروس قد رمى لنا مدحلة ( لما رحنا لعندو رمى لنا المدحلة من السطح ) ( ونحنا ماحدا فينا يقدر يقيم المدحلة ) وفعلاً كان يحدث ذلك . إذ ترمي عائلة العروس أو اهلها ( محدلة ) كبيرة وهي عبارة عن حجر كبير يكون فوق السطوح من أجل حدلها شتاءً ويطلبون من أهل العريس أن تعاد المدحلة إلى مكانها من أجل تعجيزهم ولكن أهل العريس كانوا يقررون سلفاً أن ذلك سيحدث . فيأتون بإنسان يستطيع القيام بهذا العمل ويدعى هذا الإنسان ( بالقييم ) وعندما يرفع المدحلة فوق رأسه يقول : هذي لعيون أهل العريس ، ويردها إلى الأرض ويرفعها ثانية قائلاً : وهذه لعيون أهل العروس ، وغالباً ما يكون من أقارب العريس ومن عائلته وهنا تزغرد النساء كثيراً مهللة لهذا العمل إذ تقول إحداهن :
( الله يسلمك لأمك ) وأخرى تقول : ( يخزي العين عنك ) وواحدة تردف : ( الدايات ما جابت متلك ) أما في بيت التلبيسة فتتابع السهرة احتفالاتها وتتابع ندوات القرادي إذ يقول أحدهم :
اللي عندو بضاعة يكشفها لنشوف الديما من المقصور
ويغني احدهم :
عندي عصفور صغير ربيتو عانقاويني
لمن كبر وطير صار الطية يطويني
ويقول الآخر في جوابه:
عصفوري الي ربيتو مشكشك بالريش
طاير مع رف شويكي وما حاكانيش
وبعد ذلك يمشون مع العريس ويركبونه فرساً ويزفونه بالعراضات والأهازيج في كل البلدة تقريباً وهنا يرش أهل البلدة كل أمام بيته على العريس والعراضة ، العطورات والسكاكر وأشياء أخرى ويشعلون البخور وتزغرد النساء في كل بيت يمر العريس أمامه ، ويعود العريس إلى بيته . وأما الآن أعود لأصف ما يجري في عرس النساء . فهناك تجلى العروس بأن تمسك بيدها خنجراً وتلف عليه ( محرمة ) وترقص به والغطاء على وجهها وتغنى لها الأغنية التالية :
لمين هالخنجر مشكول بداوي
هالخنجر لخيك هالحلو هالغاوي
وهالخنجر لبيك هو العزيز الغالي
وأيضاً تطلق الأغنية التالية مع الرقص:
أم عيون اللوازة تجرحني بحد قزازة
عالصدر ناطر بستان والخد أله غمازة
حاكيتا وما حاكتني وعلى بيتا عزمتني
رغيف خبز ما طعمتني يلعن أبو الخبازة
وتعلق النساء وخاصة العجائز منهن أثناء ذلك ذلك بكلمات منها : ( يا واقفة بالجلي ما تعرفي عمين بتنجلي ) وهو مثل معروف مشهور وتقول أخرى : ( ابن عمها بياخدها من نص الجلوة ) وأيضاً تغنى :
نزلت النخلة ترقص وتميل رشو عالنخلة شميلات الحرير
واسألوا النخلة منو عزها عزها بوها ريت عمرو طويل
ومن أهم الزغاريد وقت الجلوة:
لبستها الأبيض وقلبتها بالسيف قال العريس للعروس يا مرحبا بالضيف
ضيفن يعشينا وضيفن يغدينا وضيفن يسلينا طول الشتا والصيف
وأيضاً:
يا واقفة بالجلي يا لا بسة الطربوش أربع خواتم ذهب بكفك المنقوش
يا ربيت طبع مكة تحتك مفروش يا ريتني ورد جوري على روس الخدود مرشوش
ثم يرسل شخصاً ما من أقارب العريس ليخبر أهل العروس ، أنهم قادمون لأخذ العروس لكي تتهيأ وتأتي العراضات الكبرى مع العريس أيضاً حيث يكون مع إحدى هذه العراضات وتخرج العروس من بيت أهلها وتركب الفرس إن كان البيت بعيدا وتذهب مشياً عن كان البيت قريباً وتزغرد لها أخواتها تلك الزغرودة الجميلة إذ يقلن :
قالت عروسة وشدوا لي مخداتي وطلعت من البيت ما ودعت خياتي
وطلعت من البيت ما ودعت أمي وأنا الغريبة وسيلو يا دموعاتي
كل ذلك ومن حولها النسوة يغنين ويهزجن ويفسح البعض لإحداهن أحياناً حيث تكون مزينة ومبرهجة وفي يدها سيف وتقوم بالرقص أمام العروس وهكذا حتى بيت العريس . وهنا يقف موكب العروس وتغني صويحباتها :
ما بنفوت هالعروس غلا بخلعة باب الدار
وهي الهدية المعروفة قبل الدخول لبيت العريس فتنالها . وهنا يعود الشباب وراء النساء ويقولون في عراضاتهم:
يخلف عليكن كتر الله خيركن وانتو المناصب ما مناصب غيركن
وهنا يحاول بعض الشباب أن يسرق العريس أو بالأصح يحرده ) ويمشي العريس معهم ويطلبون من والد العريس الطلب المعروف وهو إما بناء بيت للعريس أو إعطائه قطعة أرض خاصة به فالعريس مقدم على بناء أسرة جديدة وهذه السرقة تعتبر مساعدة للعريس وبعد أن يوافق والده على الطلب يسلم العريس لأبيه من قبل الشباب ، وعند ذلك يبقى الشباب في الخارج ويدخل العريس مع أبيه وأخيه الأكبر ومع عمه وتكون العروس مصمودة على كرسي عال يدعى ( الأسكي ) فيجلس بجانبها ويكون أهل العريس قد استقبلوا عروسهم وأهلها بالزغرودة التالية:
والله لضل قلك ببيوت مناح يا بنت الكرام أهلك بالأصول مناح
والله لصغلك طوق فضة عنبرة ولواح صدرك جنينة وجوا بلبل الصياح
وأحياناً يصدف أن تكون أم العريس غير راضية عن هذا الزواج فتزغرد زغرودة كلها استقزاز وكلها غضب واستنكار إذ تقول:
قال البن للتتن شوباك معاديني لاانك ابن عمي ولانك من موازيني
تفو عليك يا تتن يا بو الدخاخين ونحنا الذي يشربون البن بالصيني
فيحدث ما لا تحمد عقباه، وقد حصلت مثل هذه الحادثة أكثر من مرة إذ يأخذ أهل العروس ابنتهم وتفك الحفلة ويتركون بعضهم ، وهذه حالة نادرة وفي الأعم يتابع العرس مجراه وتبدأ الأغاني والرقص من قبل قريبات العريس والعروس وتغنى الأغاني التالية:
هوني رقصتلو وتحلحل زناري هوني سلت مني خاتم سليماني
بن عمي حبيتك والله حبيتك خدني على بيتك بيت اللي رباني
وأيضاً :
أنا أنا شو عملنا بلبل عالشجر غنى
وكل مين عندو محبوبة ريته فيها يتهنى
وأغنية شهيرة أيضاً:
يا دروبي يا دروبي درج هجينك صوبي
بركي بخرجك جايب رسالة من محبوبي
وأيضاً:
عالدقة والنيلي يا مي سيلي وحياة روس رجالك تعي حكيلي
ميلي يا هديب ميلي دخلك ميلي وايش ان صارلك بغيابي تعي حكيلي
وأيضاً :
بلح بلح وأنا ضميتو والولد ولدي وأنا ربتيتو
راح عالصاغة سيدي ما لقاني قتل حالو كلو على شاني
ويتخلل الرقص والأغاني الكثير من الزغاريد التي تعبر عن جمال العروس وكرم أهالها وجودهم ، وعن أخلاقها وتربيتها وعن شجاعة أبيها وأيضاً زغاريد في العريس وأهله وشرفهم وحميتهم وشجاعتهم وعن دار العريس ، وعن الدلال الذي ينتظر العروس فمثلاً يقال للعريس من والدته:
قاعد على المرتبة هالشب زبداني قاعد على المرتبة بحكم سلطاني
قاعد على المرتبة وخياتو تغنيلوا وريتو مهنا وريتو دوم فرحاني
وأيضاً:
إذا كانت العروس ابنة عمه :
نحنا نجوز ابننا لبنتنا نحنا نرد المال عالمال
نحنا الغريب ما يحل بأرضنا لو حط المال بالمثقال
وللعروس تطلق الزغاريد الكثيرة :
يا من شعيروا على كتافو كداس كداس يا من يدبل عيناتو بغير نعاس
شبهت حمر خديدك بورق البسباس طه وياسين يجيروك من عيون الناس
وأيضاً على لسان العريس من زغردة والدته:
يا بنت عمي افتحي لي صدرك ليوان لطبقو بالزهورا يا غصين البان
لا زين تقلك دهب لا زين تقلك مال لا زين تقلك دهب ليقلب الميزان
وأخيراً تاتي النهاية إذ تتقدم إمرأة طاعنة في السن من أقرباء العريس معلنة أن النقوط قد بدأ وتطلب من كل المدعوين إذا أرادوا التنقيط فلتقدموا وتتقدم المدعوات لتقديم النقوط وتأخذه العجوز وتعلنه على الأشهاد وتشوبش للمتقدمة وتعلنه مرة أخرى لأجل تسجيله من قبل إنسان مكلف بهذه المهمة ، وهكذا حتى تنتهي حفلة تقديم النقوط ، حينها تبدأ المدعوات بمغادرة الدار ، ويأخذ العريس بيد عروسه وتكون قد هيأت عجينة فيرفع لها يدها فتضعها فوق باب الغرفة وتلصقها دلالة على أنها ستلتصق بعريسها وزوجها إلى الأبد وبعض المدعوات يبقين في الدار لأن الدبكات خارج الدار لا تزال موجودة ومعقودة بكل قوة وأثناء ذلك يكون العريس قد دخل على عروسه . وكان الواجب يدعوه أن يخرج ومعه الخرقة التي تظهر عذرية وطهارة العروس. ويدخل في الدبكة وتتأكد عذرية عروسه، حينها يفرح الجميع وخاصة أهل العروس ويرتاحون لذلك كثيراً مما يدل على أن ابنتهم شريفة وحفظت شرفهم .
وأخيراً في ساعة متأخرة يبدأ العقد بالإنفراط وينصرف المدعوون جميعاً إلا أم العروس وعمتها حيث تبقيان بدعوة من أم العريس إلى غد أو بعد غد أما الملابس النسائية في هذه المناسبة فتتألف من الثوب الطويل الصافي والمزركش غالباً بألوان كثيرة ومن النوع الفاخر والمبهرج والمنقط ، ومن غطاء على الرأس مشغول باليد ومتعوب عليه كثيراً وتحته قمطة ملونة ، وتحت الثوب السروال الطويل المنمنم المشغول حتى كعب القدم ، أحياناً فوق الثوب رداء نصفي قصير ، ولباس العروس يزيد فيه التفصيلة وأما لباس الرجل فكان البذلة العربية أي الجاكيت والسروال والصدرية وغطاء الرأس المشهور الحطة والعقال ولباس العريس يزيد عن ذلك العباءة .
اليوم السادس : ويسمى صباح العرس
وفيه يأتي أناس كثيرون للمباركة وتذبح الذبائح وتعمل الولائم ، وأيضاً تعقد الدبكات والرقصات وترسل الأغاني على أنغام المجاوز والشبابات والدربكات طوال نهار صباح العرس . ويأتي أيضاً أناس كثيرون للتهنئة فيستقبلون بالعراضات والأهازيج التي ترتفع حتى السماء ، وفي اليوم السادس لا تمتد السهرة طويلاً وإنما من بعد العشاء ينصرف الناس إلى بيوتهم ويتركون العريس فرصة أكبر لملاقاة عروسه وللراحة.
اليوم السابع:
هو آخر أيام العرس تتتالى فيه المباركة ويستقبل العريس الزائرين ويبقى معهم ويدبك معهم ويسامرهم أيضاً مع الغناء والألحان والأهازيج وفي نهاية هذا اليوم يكون قد انتهى العرس وتبقى عادة ( ردة الرجل ) بعد مضي أسبوع على الزواج ومعناها دعوة أهل العروس لإبنتهم وصهرهم على الغذاء أو العشاء ولقضاء بعض النهار عندهم .
المصدر / بوابة المجتمع المحلي في الزبداني
باحث زبداني
تعليقات
إرسال تعليق