التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مختصر حول بلودان

الموقع والتاريخ:
تقع بلودان على جدار جبل يشرف على سرغايا والزبداني من الشرق وهو نهاية جبل سنير الغربي أي سلسلة جبال لبنان الشرقية وهذا الجزء من الجبل الذي ترتكز على سفحه بلودان يدعى جبل
الشقيف أو الشرقي ويتألف هذا الجبل من مجموعة هضاب شاهقة ومرتفعة مثل (هضبة بلودان 1550م – عين النسور 2216م - أبو الحن 2360م) وكانت هذه الجبال مغطاة بأحراج الزعرور واللوز والسرو وقد أبيد أكثرها.
وسميت بلودان بهذا الإسم بعدما سكنها الآراميون وأطلقوا عليها بيل دان  في الألف الثاني قبل الميلاد. ودان تعني موقع وبيل إله البعل عندهم وعلى هذا تكون موقع معبد الإله بيل. وفي عام 611م جعلها الفرس أيالة فارسية وأطلقوا عليها بلو-دان أي بلد اللوز.
المناخ:
يعتبر مناخ بلودان عنصر الجذب الرئيسي للسياح والزوار حيث يتميز بالحرارة المعتدلة ونقاء الهواء الجاف وتدني سرعة الرياح والشمس المشرقة التي لا تغيب طوال ساعات النهار صيفاً.
ولكن الشتاء شديد البرودة وتغطى جبال بلودان دائماً بالثلج مما يعتبر تشجيع للسياحة في فصل الشتاء.
ويصبح الجو جميلاً في فصل الربيع حيث تتفتح أزهار أشجار الفاكهة وينطلق منها عبق الأزهار.
أما في الخريف فيصبح الطقس أجمل ويضفي سحراً على منظر سهل الزبداني الذي يصبح في هذا الوقت كلوحة فنان مولع بإضافة الألوان, ولكن هذا الفصل لا يدوم طويلاً فسرعان ما يأتي فصل الشتاء الطويل وتبدأ الأمطار والثلوج بالتساقط.
الغطاء النباتي:
كانت جبال بلودان مغطاة بالأشجار الحراجية كالسنديان والبلوطوالزعرور والصنوبر وذلك حتى الحرب العالمية الأولى حيث جرى قطع الكثير منها لاستخدامها بتسيير القطارات من قبل الأتراك.
وأيضاً تم قطع الكثير منها على يد الحطابين لاستعمالها كوقود للتدفئة في الشتاء البارد, ولم تسلم منهم إلا سنديلنة ضخمة تدعى شجرة "مار الياس" وبعض الشجار المتناثرة حول هذه الشجرة التي يقدر عمرها بـ (500 عام).
الأعشاب الطبيعية:
إن جبال بلودان غنية بالأعشاب والنباتات الطبية ومن هذه الأعشاب المتوفرة بجرد بلودان البابونج – الخشخاش – الخردل – الحنظل – زيت الغار – الحلبة – زيت الخروع – القنب – الزعتر – وأهم عشبة موجودة بالجرد عشبة "الزلوع", وهي نبتة عشبية طبية ترافقت بأحاديث وروايات قديمة ومنقولة بطريقة شعبية وفوائدها تشبه فوائد نبتة "الجينسنغ" إذا مزجت مع الغذاء الملكي يفيد هذا المحلول في تقوية غدد الإخصاب عند الجنسين وفي العقم وغيرها من الأمراض العصبية, والذي يبحث عن الغذاء والدواء فما عليه سوى تناول عسل الزلوع
السكان:
يعمل معظم أهالي بلودان بالزراعة والباقي بالمنشآت السياحية الكثيرة والمحال التجارية ويتميز سكانها بقدرتهم الفائقة على صناعة السياحةمما جعلها قبلة السياح الذين أصبحوا يعتبرون بلودان والسهر فيها جزءاً لا يتجزء من برنامجهم السياحي.
السكن:
يعتبر السكن العنصر الرئيسي بمجال السياحة والاصطياف ولعدم وجود فنادق قادرة على استيعاب كافة الزوار والمصطافين الذين يأمون هذا المصيف فقد انتشرت الطوابق العادية والفيلات الصغيرة والكبيرة مع حدائقها ومسابحها وبعض البيوت التي ثقع ضمن البساتين حيث يتمتع المصطاف خلال أشهر الصيف بفاكهة البساتين وتعتبر أجور هذه البيوت رخيصة جداً قياساً بأجور بعض الدول المجاورة. وكان بناء البيوت قديماً من الطين والأخشاب وكان القليل منها مبني بالحجر الكلسي كالمساجد والكنائس وبعض القصور.
وكانت بيوت الأهالي المبنية من الطين والخشب مزينة من الداخل بالنقوش ويوجد في فسحاتها بركة من الماء ومن حولها الأشجار النضرة والأزهار الزاهية. وأغلب هذه المساكن كانت موجودة في البلدة القديمة.
 ومنذ بداية السبعينيات بدأت هذه القرية تخلع ثوبها الريفي القديم وتستبدله بحلة جديدة فقد توسعت شبكة الطرق الحديثة لتختلط مع جميع المناطق وأصبحت تحتل مساحة كبيرة إضافة للطرقات الفرعية والدخلات بعدما كانت طرق ترابية ضيقة.
الناحية الإدارية:
كانت بلودان في العهد العثماني قرية صغيرة تتبع لناحية الزبداني. وبلودان جزء من قضاء الزبداني يحدها من الشمال سرغايا ومن الشرق هريرة ومن الجنوب بقين ومن الغرب الزبداني.
ويوجد فيها عدة ملراكز إدارية:
   1.
      دائرة البلدية حيث تقوم بلإشراف على قطاع الخدمات
   2.
      مخفر الشرطة
   3.
      المخاتير
   4.
      وحدة مياه بلودان والتي تؤمن مياه الشرب
   5.
      المستوصف الصحي
   6.
      الجمعية الفلاحية
   7.
      مركز البريد والبرق والهاتف
   8.
      مركز طوارئ الكهرباء
   9.
      المؤسسة الاستهلاكية
  10.
      المركز الثقافي العربي
  11.
      المدارس ورياض الأطفال 
السياحة:
تملك بلودان مقومات عديدة تؤهلها لأن تكون من أهم المواقعالسياحية بسوريا فهواءها الجاف والعليل والرقيق يوصي به الأطباء للمرضى . ووجود الموقع المطل على المناظر الخلابة لسهل الزبداني الرائع ووجود الينابيع العذبة والصحية الممتدة على مساحة هذه القرية (نبع أبو زاد – عين البلد – عين العصفة – عين خرير – عين البيضة – عين الدولة) فقد شهدت تطوراً مستمراً جعلها قبلة للمصطافين والسياح وجزءاً لا يتجزء من البرنامج السياحي لكثير من العرب وخاصة دول الخليج العربي.
وقد اهتمت الدولة الدولة بهذا المصيف حيث أمنت الخدمات السياحية الكثيرة من تأمين خطوط هاتف محلية ودولية إضافة للخدمات الطبية ووسائل ترفيه كثيرة من نشاطات وأشكال بالتسلية واللهو كامقاهي والمسابح والفنادق وألعاب الأطفال وصالات الكمبيوتر ومقاهي الانترنت كما يتوفر في البلدة العديد من المطاعم والمخازن والمحلات والمعارض والأسواق التجارية المليئة بالسلع اللازمة ولاسيما المواد الغذائية والألبسة والعصرونية والحلويات.
ويسعى مجلس بلدة بلودان وأهالي بلودان لأن تلعب هذه البلدة دوراً كبيراً في السيحة الشتوية حيث تكتسي القمم العالية فيها بحلة بيضاء خلال فصل الشتاء. ويوجد موقع بمنطقة "عين نور" يصلح لأن يقام فيه مشروع منطقة للتزلج ومشروع "تل فريك".
وتتميز بلودان إضافة لمواصفاتها الطبيعية بتأمين خدمات سياحية مميزة من مواصلات وسكن وترفيه تضاهي المدن السياحية الكبرى في العالم, وخاصة أنه يوجد فيها فندق بلودان الكبير وهو الفندق السياحي الأول الذي بنته الدولة في منطقة خارج المدن الكبيرة حيث يقع على تل ارتفاعه (1500م) عن السطح البحر ويضم 115 غرفة ومطاعم فاخرة وحوض للسباحة وقد عقد فيه الكثير من المؤتمرات العربية والدولية وكان ملاذاً للموسيقار محمد عبد الوهاب.
عناصر الجذب التاريخي والأثري:
إنه لمن الغرابة أن تكون بلودان وهضابها وجبالها ليست معروفة سوى في مجال السياحة والاصطياف مع العلم أنها تحوي على عدة معالم أثرية تدل على قدمها وعراقتها, وإن المعالم التاريخية والأثرية الموجودة فيها ذات قيمة كبرى لكن الإهمال جعلها منسية حتى أصبحت مواقعها مجهولة إلا للقلة ممن لهم رهبة ومتعة بالتعرف على الماضي.
ومن أهم هذه الثوابت التاريخية والمعالم الأثرية:
   1.
      وادي مار الياس: يقع بأسفل بلودان ويوجد فيه الكثير من الأعمدة المتكسرة وبقايا الأبنية القديمة ويوجد فيها شجرة ضخمة تدعى شجرة "مار الياس" وهي شجرة سنديان قديمة ومعمرة وتقدسها جميع الطوائف بالمنطقة وتدعى شجرة الخضر.
   2.
      دير مار جريس: يقع بوسط البلدة وتحتل الكنيسة جزءاً كبيراً منه وأمامه عدد كبير من الآثار الشاهدة على ذلك.
   3.
      ديريونان: يقع في أعالي الجبل المعروف باليونان حيث يوجد أثار لدير قديم مازالت معالمه واضحة
باحث زبداني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الزبداني في العهد العثماني "1"

استولى العثمانيون على بلاد الشام بقيادة السلطان سليم الأول عام (1516م) الموافق (922هـ) بعد معركة مرج دابق شمال حلب، وأتبعت الزبداني وأعمالها إلى والي دمشق.