إنّ موقع مدينة الزبداني بالنسبة لمدينة دمشق هو في الشمال الغربي وعلى بعد (47كلم)، وتتصل بها بعدة طرق: (الأول) وهو أقدم الطرق، حيث يبدأ من ساحة الأمويين بدمشق مارا بالربوة ودمر ويتفرع عند ضاحية الهامة ليمر بقرى وادي بردى فالتكية ثم إلى الزبداني.
(الثاني) يبدأ بساحة الأمويين ويمر بالربوة وعند ضاحية الهامة يتفرع ليمر بقرية الديماس ومنه إلى مفرق بيروت ثم إلى الزبداني حيث يتصل بالطريق السابق عند قرية التكية. (الثالث) يبدأ بساحة الأمويين ويخرج من المزة مارا بالقرب من يعفور والصبورة ويلتقي بالطريق الثاني عند الديماس ويتفرع إلى الزبداني عند مفرق بيروت وهو الطريق الأوتوستراد وهو الأكثر استعمالا. (الرابع) وهو طريق الخط الحديدي الذي يمتد من دمشق إلى رياق في الأراضي اللبنانية مارا بالهامة وقرى وادي بردى ويخرج من الأراضي السورية عند قرية سرغايا.
إنّ الجبال والصهوات المحيطة بهذه البقعة هي من الحقبة الثانية الجيولوجية والعصر الحوَّاري (الكريتاسي)، وأما السهل فمن فعل الانهدام الجيولوجي الذي كوَّن هذا المنخفض والجبال المحيطة به من جميع جهاته، وتتألف تربته من الرواسب الطوفانية التي تدل على أنّ هذا المنخفض كان قعر بحيرة مغمورة بمياه البحر الأبيض المتوسط التي ألقت فوقه طبقات من المواد الطوفانية الغليظة، وبذلك تألَّفت التربة الزراعية الحالية في هذا السهل وجعلته يبرز في شكله الحاضر، وحدث من الهزات الأرضية ما سبب تفجر الينابيع العديدة وأهمها نبع بردى حيث كان نهر بردى يروي غوطة دمشق بعد أن يمر بدمشق ويروي سكانها وأراضيها متفرعا داخلها إلى سبعة فروع، كما إنّ هناك ينابيع أخرى موزعة في أنحاء الأراضي التي تحيط بالمدينة حيث يعتبر سهل الزبداني من أغنى الأراضي الزراعية بخصوبة أرضه ووفرة ينابيعه وعزوبة مائه، ويبلغ ارتفاع البلدة في وسطها (1170متر) عن سطح البحر، ويرتفع هذا الرقم ليصبح (1500متر) في بلودان، و(1350متر) في مضايا وبقين.
جاء في كتاب (دليل المصايف السورية) الصادر عام (1936م) ما يلي: ((الزبداني: جنة الله في السماء فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وجنة الله في الأرض مصايف الزبداني، وإقليم الزبداني جنة فيحاء وارفة الظلال وافرة الغلال، ذائعة الصيت في مناظرها الأنيقة ومشاهدها الفاتنة الساحرة، وهي تحتوي على أشهر المصايف المستوفية شرائطها في بلدان الشرق أجمع، وعلى رأس هذا الإقليم قائم مقامية مركزها قصبة الزبداني، ويمر فيها خط دمشق بيروت لشركة شام حماة وتمديداتها لمسافة (15) كيلومترا من أرضها، ولها طريق مُعبَّدة تدلف على سطحها السيارات وتجتازها في أقل من ساعة، وهي تقع في الكيلومتر (46) من العاصمة الشامية بين الجبال، ولها طريقان: الأول من دمشق إلى ميسلون والثاني من دمشق إلى جديدة فسوق وادي بردى، ويتألف هذا الإقليم من سهول الزبداني الخصبة ومن القرى المبنية على سفح الأنتيليبانوس، وهي تشكل بمجموعها فردوسا منقطع النظير لما احتضنته من الينابيع الزاخرة الغزيرة بمياهها المتفجرة، التي تشق السهول والحزون فتروي الظمأ والأصداء وتبعث القوى الحيوية في أعصاب الأرضين فتنفضها خلقا جديدا وتجلوها طهورا صعيدا.
ويحيط بهذا القضاء سور متأجج العبير من أشجار الحور الباسقة والجوز المخيم بسرادقه الكثيف متكأكئا على أطرافه، يريك على شاشته في ساعة البكور وحين الأصيل منظرا رائعا من أبدع مناظر الطبيعة السافرة عن محياها الوسيم تأسر الألباب وتفتك بالناظرين، وناهيك بالرياض المتألقة بكواكب ثمراتها الشهية والبساتين المتناثرة بين جنباتها، تصدر أهم الحاصلات من التفاح والسفرجل والمشمش والخوخ والعنب والتين واللوز والجوز وسائر أنواع الفاكهة اللذيذة الناضجة، وأشهر ما اختصت به من هذه الأشكال الناتجة في تربتها الفتية النضرة هو التفاح العطري الرائحة والسُكّري الطعم، وهي تصدر فواكهها إلى كافة الحواضر السورية ولبنان وفلسطين ومصر بأثمان زهيدة.
ومناخ هذا الإقليم على غاية ممتازة من الطيبة والجفاف، فهواؤه نقي ونسماته الذكية صحية وليس ثمة أمراض سارية على الإطلاق، وهو يتمشى في طبيعته على قدم الفصول الأربعة: فالطقس الجوي يعتدل في الربيع والخريف وتهب النسائم اللطيفة العليلة في الصيف، وهي معتدلة بالنسبة لدمشق، وفي الشتاء يكثر القرُّ والبرد وتهطل الأمطار والثلوج فيبلغ أحيانا علوها عن الأرض السهلية حوالي المتر، وهذا ما دعا فتيان الشاغوري من شعراء القرن السابع لأن يقول في وصف ذلك:
قد أجمد الخمرَ كانونُ بقدح * وأضرم النارَ في الكانون حين قدح
يا جنة الزبداني أنت مشرقة * بوجهك إذا ما وجه الزمان كلح
الجو يحلجه والأرض تنسجه * والريح يندفه والقوس قوس قزح)).
وجاء في كتاب (دليل الجمهورية العربية السورية) الصادر عام (1940م) عن جريدتي الأخبار والنظام بدمشق تحت عنوان المصايف الشامية ما يلي: ((إقليم الزبداني: فردوس النعيم في هذه الدنيا، والجنة الفتانة الوارفة الظلال، والوافرة الغلال، والذائعة الصيت في الأناقة والجمال، والمحاسن الفاتنة الطبيعية، وموطن الفن والشعر والخيال، مصايف الزبداني، التي توفرت فيها شرائط الاصطياف وامتازت على سائر المصايف في بلاد الشرق. والزبداني مركز قائم مقامية يخترقها خط دمشق بيروت لمسافة (15) كيلومترا من أرضها، وطرقاتها معبدة تجتازها السيارات، وهي في الكيلومتر (46) من دمشق، تحتضن في صدره الينابيع الزاخرة الغزيرة بأمواجها المتفجرة تخترق السهول، وناهيك برياض هذا الإقليم الرائعة وجناتها المتألقة، وهي تصدِّر التفاح السكري والسفرجل الشهي، وتتوهج في أرجائها الكهرباء، يمتاز مناخها أنه على غاية من الطيبة والجفاف، فهواؤها نقي ونسماتها صحية وفصولها معتدلة، وفيها على ما قيل مدفن هابيل بن آدم، ولذلك اعتقد الكثيرون أنها جنة عدن ومهبط آدم أبي البشر)).
ويبلغ عدد سكان مدينة الزبداني في نهاية عام (2006م) حسب إحصائيات السجل المدني (29930) نسمة، بينما عدد الذين يقطنون فيها في الشتاء حوالي (60000) نسمة، وفي الصيف يصل العدد إلى (100000) نسمة.
وقد كتب الخوري أيوب نجم سميا مقالا مطولا عن تاريخ الزبداني القديم جاء فيه:
((هي بلدة كبيرة من بلدان الشام، موقعها في الشمال الغربي من دمشق ببعد (45كلم)، وكلمتي عنها تاريخية عن قديمها مما هو غير مشهور عند أبناء عصرنا، ومما تلذ معرفته)).
(الثاني) يبدأ بساحة الأمويين ويمر بالربوة وعند ضاحية الهامة يتفرع ليمر بقرية الديماس ومنه إلى مفرق بيروت ثم إلى الزبداني حيث يتصل بالطريق السابق عند قرية التكية. (الثالث) يبدأ بساحة الأمويين ويخرج من المزة مارا بالقرب من يعفور والصبورة ويلتقي بالطريق الثاني عند الديماس ويتفرع إلى الزبداني عند مفرق بيروت وهو الطريق الأوتوستراد وهو الأكثر استعمالا. (الرابع) وهو طريق الخط الحديدي الذي يمتد من دمشق إلى رياق في الأراضي اللبنانية مارا بالهامة وقرى وادي بردى ويخرج من الأراضي السورية عند قرية سرغايا.
إنّ الجبال والصهوات المحيطة بهذه البقعة هي من الحقبة الثانية الجيولوجية والعصر الحوَّاري (الكريتاسي)، وأما السهل فمن فعل الانهدام الجيولوجي الذي كوَّن هذا المنخفض والجبال المحيطة به من جميع جهاته، وتتألف تربته من الرواسب الطوفانية التي تدل على أنّ هذا المنخفض كان قعر بحيرة مغمورة بمياه البحر الأبيض المتوسط التي ألقت فوقه طبقات من المواد الطوفانية الغليظة، وبذلك تألَّفت التربة الزراعية الحالية في هذا السهل وجعلته يبرز في شكله الحاضر، وحدث من الهزات الأرضية ما سبب تفجر الينابيع العديدة وأهمها نبع بردى حيث كان نهر بردى يروي غوطة دمشق بعد أن يمر بدمشق ويروي سكانها وأراضيها متفرعا داخلها إلى سبعة فروع، كما إنّ هناك ينابيع أخرى موزعة في أنحاء الأراضي التي تحيط بالمدينة حيث يعتبر سهل الزبداني من أغنى الأراضي الزراعية بخصوبة أرضه ووفرة ينابيعه وعزوبة مائه، ويبلغ ارتفاع البلدة في وسطها (1170متر) عن سطح البحر، ويرتفع هذا الرقم ليصبح (1500متر) في بلودان، و(1350متر) في مضايا وبقين.
جاء في كتاب (دليل المصايف السورية) الصادر عام (1936م) ما يلي: ((الزبداني: جنة الله في السماء فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وجنة الله في الأرض مصايف الزبداني، وإقليم الزبداني جنة فيحاء وارفة الظلال وافرة الغلال، ذائعة الصيت في مناظرها الأنيقة ومشاهدها الفاتنة الساحرة، وهي تحتوي على أشهر المصايف المستوفية شرائطها في بلدان الشرق أجمع، وعلى رأس هذا الإقليم قائم مقامية مركزها قصبة الزبداني، ويمر فيها خط دمشق بيروت لشركة شام حماة وتمديداتها لمسافة (15) كيلومترا من أرضها، ولها طريق مُعبَّدة تدلف على سطحها السيارات وتجتازها في أقل من ساعة، وهي تقع في الكيلومتر (46) من العاصمة الشامية بين الجبال، ولها طريقان: الأول من دمشق إلى ميسلون والثاني من دمشق إلى جديدة فسوق وادي بردى، ويتألف هذا الإقليم من سهول الزبداني الخصبة ومن القرى المبنية على سفح الأنتيليبانوس، وهي تشكل بمجموعها فردوسا منقطع النظير لما احتضنته من الينابيع الزاخرة الغزيرة بمياهها المتفجرة، التي تشق السهول والحزون فتروي الظمأ والأصداء وتبعث القوى الحيوية في أعصاب الأرضين فتنفضها خلقا جديدا وتجلوها طهورا صعيدا.
ويحيط بهذا القضاء سور متأجج العبير من أشجار الحور الباسقة والجوز المخيم بسرادقه الكثيف متكأكئا على أطرافه، يريك على شاشته في ساعة البكور وحين الأصيل منظرا رائعا من أبدع مناظر الطبيعة السافرة عن محياها الوسيم تأسر الألباب وتفتك بالناظرين، وناهيك بالرياض المتألقة بكواكب ثمراتها الشهية والبساتين المتناثرة بين جنباتها، تصدر أهم الحاصلات من التفاح والسفرجل والمشمش والخوخ والعنب والتين واللوز والجوز وسائر أنواع الفاكهة اللذيذة الناضجة، وأشهر ما اختصت به من هذه الأشكال الناتجة في تربتها الفتية النضرة هو التفاح العطري الرائحة والسُكّري الطعم، وهي تصدر فواكهها إلى كافة الحواضر السورية ولبنان وفلسطين ومصر بأثمان زهيدة.
ومناخ هذا الإقليم على غاية ممتازة من الطيبة والجفاف، فهواؤه نقي ونسماته الذكية صحية وليس ثمة أمراض سارية على الإطلاق، وهو يتمشى في طبيعته على قدم الفصول الأربعة: فالطقس الجوي يعتدل في الربيع والخريف وتهب النسائم اللطيفة العليلة في الصيف، وهي معتدلة بالنسبة لدمشق، وفي الشتاء يكثر القرُّ والبرد وتهطل الأمطار والثلوج فيبلغ أحيانا علوها عن الأرض السهلية حوالي المتر، وهذا ما دعا فتيان الشاغوري من شعراء القرن السابع لأن يقول في وصف ذلك:
قد أجمد الخمرَ كانونُ بقدح * وأضرم النارَ في الكانون حين قدح
يا جنة الزبداني أنت مشرقة * بوجهك إذا ما وجه الزمان كلح
الجو يحلجه والأرض تنسجه * والريح يندفه والقوس قوس قزح)).
وجاء في كتاب (دليل الجمهورية العربية السورية) الصادر عام (1940م) عن جريدتي الأخبار والنظام بدمشق تحت عنوان المصايف الشامية ما يلي: ((إقليم الزبداني: فردوس النعيم في هذه الدنيا، والجنة الفتانة الوارفة الظلال، والوافرة الغلال، والذائعة الصيت في الأناقة والجمال، والمحاسن الفاتنة الطبيعية، وموطن الفن والشعر والخيال، مصايف الزبداني، التي توفرت فيها شرائط الاصطياف وامتازت على سائر المصايف في بلاد الشرق. والزبداني مركز قائم مقامية يخترقها خط دمشق بيروت لمسافة (15) كيلومترا من أرضها، وطرقاتها معبدة تجتازها السيارات، وهي في الكيلومتر (46) من دمشق، تحتضن في صدره الينابيع الزاخرة الغزيرة بأمواجها المتفجرة تخترق السهول، وناهيك برياض هذا الإقليم الرائعة وجناتها المتألقة، وهي تصدِّر التفاح السكري والسفرجل الشهي، وتتوهج في أرجائها الكهرباء، يمتاز مناخها أنه على غاية من الطيبة والجفاف، فهواؤها نقي ونسماتها صحية وفصولها معتدلة، وفيها على ما قيل مدفن هابيل بن آدم، ولذلك اعتقد الكثيرون أنها جنة عدن ومهبط آدم أبي البشر)).
ويبلغ عدد سكان مدينة الزبداني في نهاية عام (2006م) حسب إحصائيات السجل المدني (29930) نسمة، بينما عدد الذين يقطنون فيها في الشتاء حوالي (60000) نسمة، وفي الصيف يصل العدد إلى (100000) نسمة.
وقد كتب الخوري أيوب نجم سميا مقالا مطولا عن تاريخ الزبداني القديم جاء فيه:
((هي بلدة كبيرة من بلدان الشام، موقعها في الشمال الغربي من دمشق ببعد (45كلم)، وكلمتي عنها تاريخية عن قديمها مما هو غير مشهور عند أبناء عصرنا، ومما تلذ معرفته)).
باحث زبداني
تعليقات
إرسال تعليق